الثقة عنوان النجاح
Leen Mor – اكاديمية نيرونت للتطوير و الإبداع و التنمية البشرية
( إن العالم يفسح الطريق للمرء الذي يعرف إلى أين هو ذاهب) “رالفو أمرسون”
الثقة بالنفس هي الدرع الذي تصنعه بنفسك ليحمي لك قلعة نجاحك….
وهو ذاك المسكن الدافئ الذي يوفر البيئة الحاضنة للسعادة…….
فأنا عندما أقدر هدية الخالق سبحانه وتعالى, وأؤمن بقدراتي وأثق بصحة قراراتي عندها…
أمتلك خارطة كنزي, وأكتشف منجم قدراتي اللامحدودة…
والثقة بالنفس هي تلك الخلطة السحرية, التي تضيف المعنى الحقيقي للحياة, وتجعلك تتذوق كل مراحل وأحداث حياتك بنكهتها الأصلية, تجعلك الربان الأكثر تحكما بسفينة حياتك, مهما عصف بها من أحداث….
وهي المرآة الي تعكس لك حقيقة الأمور بوجهها الايجابي….
وهي الشعلة المتقدة التي تمنح عينيك بريقها, وتعطي لحروفك قيمتها عندما تنطق بها, وتلون نبرات صوتك وتعطي جسدك بصمة الواثق بنفسه…
وهي الداعم الأكبر الذي يمنعك من الإهتزاز الداخلي مهما كانت الصعوبات….
فالهدوء النفسي و الشعور بالأمان الذي يمنحه الأبوين للطفل عند الصغر, هو ما تمنحه الثقة بالنفس للإنسان عندما يكبر و يواجه الحياة. فالإنسان هو القيمة الأعلى على الإطلاق وإن العمل الذي يصدر عنه يعظم أكثر كلما اقترب من روح ذلك الإنسان, وزادت درجة إيمانه به …..
فلنلتقط خيوط الشمس و لنعانق السماء و لنخطو الخطوات التالية للوصول إلى روعة الثقة بالنفس :
1- أهمية تقدير الذات: يعتبر تقدير الذات المقياس الأدق الذي يصف الصورة الذاتية التي ترسمها عن نفسك, ودرجة تقبلك لذاتك, وتحدد مدى اقترابك من امتلاك مفتاح نجاحك في الحياة, فالتقدير المرتفع لذاتك يعطيك الثقة و التأكيد لقدرتك على تحقيق أهدافك, ويؤهلك لعبور بوابة النجاح من خلال امتلاك مفتاحه. وتقدير الذات لا يولد مع الشخص بل يكتسبه منذ الصغر من خلال الدعم و التشجيع و الإبتعاد عن النقد الهدام للإرتقاء بالشخصية و ايصالها لمراحل عالية من تقدير الذات .
2- الثقة قرار: قارن بين حياة الأشخاص الواثقين من أنفسهم وحياة الأشخاص العاديين, وازن بين إيجابيات و سلبيات كل منهم و أكيد ستأخذ القرار بأن تكون واحداً من الواثقين بأنفسهم …..المهم أن لا تتراجع, لا تستسلم لتلك المشاعر الهدامة السلبية التي تفصلك عن الثقة, لا تعطي لخجلك و لآراء الأخرين الفرصة لتكون عادياً, فقط خذ القرار ….ولاحظ الفرق.
3- حق نفسك أولاً: النفس تحتاج لمن يفهمها ويعطيها الأولية و يقدر حاجاتها المادية و المعنوية لتصبح قادرة على العطاء و الإبداع.
4- إحترم مبادئك ولا تنجرف مع التيار: الإنسان الواثق دائماً صادق مع نفسه و مع الآخرين, يقول رأيه بصراحة و لا يجامل على حساب أخلاقه و مبادئه لذا نجده محط إعجاب واحترام المحيطين به .
5- من أفكارك تبدأ ثقتك: ( إن أعظم إكتشاف لجيلي هو أن الإنسان يمكن أن يغير حياته إذا ما استطاع, يغير إتجاهاته العقلية) “وليم جيمس” اجعل عبارات الثقة ترافقك في كل وقت, حدث نفسك أنك واثق منها, أنك تقدر ذاتك, وتعرف إمكانياتك, وارفض كل الأفكار السلبية ولا تجعل لها مكاناً في حياتك.
6- كن إيجابياً بناءً: سواء مع نفسك بشحنها بكل ما هو إيجابي,و حتى إن لم تجد من يثني على عملك أثني أنت عليه, وافتخر بإنجازك, تعاون مع الآخرين وكن محل ثقتهم, ابتعد عن كثرة اللوم ونظف داخلك من أمراض القلوب وكن متسامحاً, ولا تنظر إلى الوراء, حتى لو لم تستفد مادياً سيعطيك عملك هذا دوافع معنوية كبيرة و بالتالي تكون قد وضعت لبنة جديدة في بناء قلعة الثقة خاصتك .
7- نم مهاراتك و اشحن بالتطوير قدراتك وكن أفضل ما يمكنك أن تكون: تابع تطوير نفسك, اتبع ركب الحداثة, لا تتكاسل وتستسلم للخمول, بل اجعل سراج التجديد وضاءأً جاهزاً لاستقبال كل ما يبقيك في دائرة الحدث.
8- ميزان الداخل و الخارج: بإعتقادي أن جمال الداخل لا يمكن أن تعتدل كفته في حال أهملنا كفة الخارج…..
بمعنى أن الإنسان الذي يجيد تقدير ذاته لا يسمح بإهمال مظهره بل يحرص على أن يظهر بالمظهر اللائق من حيث النظافة والترتيب, ويولي جسده الإهتمام الأنسب من حيث الرعاية الصحية و الحرص على ممارسة الرياضة لأن العقل السليم بالجسم السليم .
السلسلة الإيجابية كما أرى تتطلب مني أن أحب الحياة …..
أن أنظر بعين المحبة لكل ما هو حولي ….
أن أطلب السعادة فيحملني شغفي لتذوقها بأن أثق أني قادر على تحقيقها……
أن أدعم كل خطوة أخطوها تجاهها …..
بالمختصر أن أثق بنفسي……
فالثقة تجعل عملك متوجاً بالنجاح, تهبك فيزا القبول بين الناس, تجعل خطاك ثابتةً على الأرض, تمنح كلمتك صداها….تصنع من إرادتك واقعاً.