العمل الملهم
خاص أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع و التنمية البشرية
يقول الباحثان وندي فيشمان و هوارد جاردنر أن الناشئين المحترفين يتعلمون بعض الحيل في مهنتهم من مرشديهم كحيل تدوين الحسابات و الانتحال. فمن سيلهمهم بممارسة آداب المهنة و الفضيلة في العمل.
لورن و ولعه بالمسرح
لورن, ذو 17 عاماً , الطويل و النحيل , الكوبي الأمريكي, و الذي يرتدي منديل أزرق كبير لتغطية شعره البني الغامق, و سلسة ذهبية حول عنقه و قرطين دائريين صغيرين. فهو ممثل طموح و يدرس في ثانوية لا جارديا لفنون التمثيل. و في مقابلة له عن ولعه بالمسرح, فقد وصف الدور المثالي و المؤثر بيرتو ريكان (Puerto Rican) للممثل راوول جوليا (Raul Julia).
- التقيت به عندما كنت في الرابعة. … و ذهبت و تابعت العديد من مسرحياته و كنت متأثراً به دائماً, و جعلني أدرك أنني أريد العمل في التمثيل. و لم يكن مثالاً فقط لكل الممثلين – أعتقد أنه كان ممثلا” متألقا” – لكنه أيضاً … استعان بتأثيره لمساعدة بلده. فقد كان محباً للخير. … أثر فيّ كثيراً. فقد قدم لي العديد من الأفكار حول ما أريد فعله …, أرغب في الحصول على قدرٍ وافٍ من التأثير الإيجابي قدر الإمكان.
ستيف و مرشده اللأخلاقي
ستيف ذو 32 سنة … خبير قديم مختص في علم الوراثة, و الذي يعمل في شركة تكنولوجية. فقد روى قصة مختلفة جداً عندما تذكر كيف طلب مساعدة مرشده الغير متخرج للوصول لعمله الأول في العقد الماضي.
- ( لقد اختلقنا بشكل تام عند بدايتي الجديدة. بمعنى, قمنا بتدوين كل الأشياء التي لم أفعلها و لن أفعلها أبداً في حياتي. فقد كان هراء تماماً … و قال ” هذه الأشياء التي نقوم بعملها في المختبر فقط تظاهر بها “. … فقد كان لا أخلاقياً تماماً. … حقيقةً لم أتحدث إليه منذ أن غادرت … لكن المبدأ الرئيسي كان حصوله لي على وظيفتي الأولى, لذلك يتوجب عليّ أن أشكره على ذلك ).
مشروع العمل الجيد و البحث
فلورن تشارك في مشروع العمل الجيد و البحث على حد سواء, و الذي ساعدْنا في التوصّل إليه حتى العقد المنصرم. فالمشروع يهدف للكشف عن أصول و معوقات العمل المحترف ذو الجودة العالية, و مسؤولية اجتماعية, و هدف شخصي. فقد أجرينا مقابلات لما يزيد عن 1,200 محترف ممن يتمتعون بمستويات مختلفة في مهنهم و يمثلون تنوعا” في المهن, مشتملاً على الصحافة, و علم الوراثة, و التعليم العالي, و المؤسسة خيرية, و القانون, و التجارة, و المسرح, و الطب. و قد ركز الكثير من عملنا على ما يؤول إليه تأثير العمل الجيد في المحترفين الشباب. و من أين تأتي الإدارة للقيام بعمل جيد. و كيف بإمكاننا المساعدة في تطويرها؟
أهمية المرشد الملهم
ففي بحثنا غالباً ما سمعنا عن أهمية المرشدين الملهمين – الأفراد الذين يُعتبرون مثال كيف يمكن للعمل أن يكون ذو معنى للأفراد المحترفين بالإضافة لإحداث إسهام إيجابي في المجتمع المتحرر. و أكثر من ذلك فهي طريقة لطيفة لجعل العاملين الجدد في مكان عملهم يشعرون و كأنهم في منازلهم. في الواقع يمارس المرشدون تأثيراً هائلاً على الاتجاه المهني للشباب. فخلال المقابلات 150 مع الشباب المحترفين, تعلمنا عن المرشدين الملهمين كحالة لورن, و مع ذلك فقد سمعنا كثيراً عن قصص تثبط الهمم كحالة ستيف. ففي عصر تسارع التجارية الضخمة و سرعة التغيرات التكنولوجية, فإن الشبان على ما يبدو يواجهون وقتاً صعباً في التواصل مع مرشديهم الملهمين – و غالباً يرتبطون بمرشدين سلبيين بدلاً من ذلك.
و نتيجة لذلك, أبحاثنا توحي, أن مجتمع المرشدين للجيل القادم يعلّمون الآخرين تقديم قوة الكسب المالي مباشرةً على حس المسؤولية أو التعهد بأخلاقيات الاحترافية. أيضاً و لحسن الحظ فقد عيّنا بعض الطرق أيضاً للمساعدة في تغيير هذه النزعات قبل فوات الأوان:
بعض الطرق لتغيير النزعات التي يتعلمها بعض المحترفين
1 – النصح و العمل الجيد
تاريخياً, لعب المرشدون أدواراً مهمة في حياة الشبان المحترفين. فالتمهّن, و طب الإقامة, و الدراسات ما بعد الطب, و أمثالها صُمموا لمنح المحترفين الناشئين فرصة للعمل بجانب أكثر المحترفين خبرة,مع التوقع بأنهم سيتعلمون ليس فقط المهارات التقنية لكن أيضاً تقدير قيم الجوهر الأخلاقي لمجالهم. ففي بعض الحالات, هذا النوع من الحرص يوضح بأن الإرشاد مازال موجوداً. و مع ذلك, و في معظم الأحوال مثلما تتغير المهن كذلك تتغير علاقات الإرشاد. و هكذا, حينما صادفنا أمثلة عن الإرشاد, الجدير بالملاحظة فقد صادفنا حتى النصح المؤذي ( الذي نسميه ” العذاب”).
فالعديد من الرهبان المحترفين الذين أجرينا معهم لقاء وصفوا مواطن الضعف و خيبة الأمل من مرشديهم – الافتقار للهدف, و العلاقة العميقة, أو التشويش على حد سواء, بالتواجه مع بالجنود القدامى المحترفين الذي يُعتبر عملهم الأخلاقي الخاص مشكوك فيه. في الحقيقة, إن الشاب الاجتماعي الملتزم الذي أجرينا معه لقاء لاحظ بأن الجنود من حوله يتخذون طريقة أنانية في الإرشاد. و أضاف قائلاً:” كل شيء متمحور عن ذاتهم و الأنا خاصتهم”. ” و الذي يضعف تماماً الأشخاص الذين يعملون لديهم و الذين يحاولون العمل على الهدف أو المهمة. فمن المدهش كيف هو شائع أن ينقاد الناس وراء ما يُشعرهم بدرجة أكبر من الأهمية. و عبر التاريخ عندما عُكّر صفو المحترفين بالتنافس القوي تقريباً على نحو متزايد في عالم التجارة العالمي, فقد اكتشفنا أن الأفراد يُظهرون القليل من المسؤولية تجاه مكان عملهم, و ربما إلى حد ما لأن الوظائف تصبح أكثر زوالاً, و القلة المتاحة كالتمهّن و طب الإقامة المستقل.
على الرغم من وصف المحاربين القدامى لمشاعر المسؤولية نحو مهنتهم و نحو الشبان المحترفين المنضمين لها, فلا يعملون دائماً وفق هذه المسؤوليات. و هذا إلى حد ما ناشئ عن ظروف ما وراء سيطرتهم: فالمحترفين أصحاب خبرة لديهم وقت قليل لقضائه مع الوافدين بسبب تقدم العمل و حجم أعبائهم المتزايدة باستمرار.
فهذا الافتقار للمرشدين الجيدين غالباً ما يستميل العديد من الشبان لصياغة أنفسهم على غرار أفراد يروهم ناجحين, حتى و إن كانت تصرفات الشخص مستحقة للشجب. فمثلاً ستيف: العامل التكنولوجي المُقتبس كلامه سابقاً كان قادراً على إدراك التصرف اللاأخلاقي لمرشده, لكنه ظل مقدراً له لقدرته في الحصول له على موقع في المجال التنافسي. و بشكل واضح, فالإقتدائات السلبية كهؤلاء فعّالة و لسوء الحظ من الممكن أن تنعكس على الشبان المحترفين. و بدون المحترفين المتمرسين الذين يعرضون التفوق و الأخلاقيات في عملهم, فالشبان المحترفين يركزون بالضرورة على السمات الخارجية كمقياس للنجاح. فقد لاحظوا أن العقود متعددة ملايين الدولارات للرياضيين المحترفين الذين يتناولون أدوية معزّزة للقوة بسرّية؛ السطر في رأس المقالة يشير إلى الصحفيين الذين لفقوا القصص و المصادر؛ و الثروة و التأثير السياسي على CEO الذي زيف بيانات الكشف الإجمالي. جايسون بلير ( الذي وافق أن يكون مادة في دراستنا و الذي أخفق مرتين في حضور المقابلة ) هو مثال لشاب صحفي في نيويورك تايمز الذي تعلّم تقييم النتائج الظاهرية على الاجتهاد و الأمانة المطلوبة. بلير لم يتردد باختلاق أو سرقة قصص من أجل التماس توقعات ترفّعه؛ برغم بعض التأمل الداخلي بأن هناك شيء لا يبدو صحيحاً عن عمله, فمحرري الصحيفة اعتبروه بالنجم الصاعد بسبب نجاحه في الحصول على قصص جذابة.
فالحالة التي وصفناها ليست بالمستحيلة. فأبحاثنا قد كشفت أيضاً عن أمثلة قوية لمرشدين إيجابيين يحاولون تجاوز العاطفة لأجل مهنتهم و حس الكبرياء في أداء عملهم الذي فيه فائدة للآخرين. فالأشخاص البالغين يرون هؤلاء المرشدين مثاليين لمهمة عملهم و مسؤولية اجتماعية و قادرين على التغلّب على التحديات بدون تعريض قيمهم للشبهة. فبالنسبة لهؤلاء المرشدين, النجاح يقاس بتأثير العمل على المجتمع, مفضلين ذلك على ربح الفرد للمال أو النفوذ. بالإضافة لكوننا أُلهمنا من قبل هؤلاء الأفراد, فالمشاركات تصف كيف لهم أن يحاكوا هذه الصفات في أعمالهم. في الحقيقة, أحياناً يريدون أن يواصلوا عمل المرشد كطريقة للمحافظة على إرثه.
فقد رووا لنا في هذه القصص المتشاركة عن المرشدين الروحانيين, و طابقنا ثلاث سمات و حالات ألهمتهم في القيام بعمل جيد: فالمثابرة في وجه المحنة؛ هي امتداد الإبداع في حدود مهنتهم و الالتزام بمهمات عملهم.
2 – المثابرة
فالإلهام للعديد من الأفراد الذين أجرين لقاء معهم كان بتشجيع المرشدين على المثابرة خلال حالات التحدي – متضمناً العمل في الحالات الغير آمنة, أو مواصلة التقدم في المعتقد الغير شائع, أو المخاطرة بالسمعة من أجل مساعدة الآخرين. طالبة متخرجة من التمريض أخبرتنا عن عمل جدتها الذي يوفر خدمات طبية للمجتمعات المحرومة اقتصاديا في مدينة نيويورك خلال عام 1930 و 1940. و قد وصفت كيفية تنقّل الممرضات الزائرات عبر أسطح مباني العائلات الفقيرة لأنها كانت طريقة أأمن من ازدحام بيت السلالم الغالب خطره في العديد من المباني. و قالت بأنها أصبحت ممرضة في ملجأ للمشردين ” لحفظ ميراث العائلة”.
الطالبة الصحفية و بشكل مماثل وصفت إرادة جدها في التضحية بحياته من أجل عمله قد ألهمها بمواصلة المهنة في الصحافة. و خلال تغطيته لحرب بلغاريا كصحفي خلال الحرب العالمية الثانية, فقد شاهد جدها الأعداء مقبلين فأطلق النار من بندقيته لتنبيه جماعته و بالتالي جعل من نفسه هدفاً. و في تلك اللحظة, قالت, أدرك أن الصحافة تتطلب التضحية ذاتها: المجازفة بالنفس لإعلام الآخرين. و بسبب سماعها للقصص عن جدها. فقد انقادت هذه الصحفية الشابة لفكرة أن الصحف هي ” حقيقةً للشعب” و أن عمل الصحفي في تثقيف الآخرين و ليس للحصول على قصة أو لبيع الجرائد. و تعتقد أن صحفيين آخرين قد حُفّزوا مثلها بأهمية خدمة الآخرين.
مرة بعد مرة فقد لاحظنا أمثلة عن كيفية مثابرة الناس في تنفيذ أعمال مهمة. على الرغم من التحديات المتأصّلة, التي حثت المحترفين للشعور بأن التغلب على العقبات ممكن,و خاصة عند نجاح أسلافهم في هذا الجزع. ألبرت شويتزر, الطبيب الشهير المسؤول عن عمله الخيّر في أفريقيا, قُّدم كنموذج وظيفة للعديد من الأطباء الشبان المتوفرين الذين أجرينا مقابلة معهم. قالت معالجة بالعمل أن عمل شويتزر انعكس على الطرق التي حاولت تقديم بها عمل, و خاصة ” كيف يريد أيضاً ضرب العقبات و التخلص منها و الاستمرار, و حتى عندما كان لديه أحلام بأن أحد سيقول لن يستطيع العمل, هو مواصل”.
3 – الإبداع
فقد وصف المحترفون أيضاً المرشدين المبدعين الذين وسعوا حدود مهنتهم ليشمل طرق بديلة للعمل, بدمج المصالح الشخصية و الحرفية و جعل العمل أكثر معنى.
فقد مجّد محام إسهام والدته في جلب البحث الاجتماعي العلمي للمحكمة. فقد وصف كيف لإبداع والدته التأثير في كيفية عمل المحامين اليوم, توسيع الأدوات فوق الذي بإمكانهم استخلاصه للدفاع عن موكليهم. و قال بأن والدته كانت ” محامية الناس حقاً قبل أن يروج ذلك المفهوم, و تقدم الشؤون التي في ظروف ما لن يكون بالإمكان تقديمها”. فالنهج المبدع للمحامي حفّز خلفائه لإيجاد طرق جديدة لتقديم أحدى المبادئ الجوهرية في مجالهم.
و أيضاً أشاد الحرفيون بإبداع مرشديهم في إثراء أعمالهم باهتماماتهم الخاصة. فالقسيس الذي درس الصحة العامة قد شُجع من قبل المرشد لإحداث شبكة اجتماعية لأعضاء مجتمعه الديني؛ فهذه الشبكة زودت الحشود بفرصة للحديث عن احتياجاتهم الطبية و المصادر المتاحة. و على نحو مماثل , فقد شجع استاذ معالجة بالعمل بدمج شغفها للطبيعة و الحيوانات في عملها مع المرضى ذوي الاحتياجات الخاصة. فقد ابتدعت برنامجاً الذي حمل ” الحياة من الخارج” لمستشفيات الأطفال و البالغين, و العديد من الذين اعتقدت أنهم سيستفيدون من عرض المذكّرين الفعّالين للعالم الطبيعي.
4 – العهد
اعتبر الحرفيون المرشدين الذين أظهروا تعهداً ثابتاً لأساس المهمة لمهنتهم, بغض النظر عن الاتجاه الاجتماعي, و الثقافي, و البيئة السياسية. فمحامية دفاع جنائية شابة وصفت تفاني مشرفتها في الوصول للحقيقة في دعوى ضد اللص المشهور. و بعد النظر في إفادة الموكل, حاولت قصار جهدها لجعله يحصل على ذريعة إجرامية, لكنه رفض لأنه صرّح بعدم ارتكابه للجريمة التي أُتهم بها. آنذاك شعرت المحامية الشابة بالتصميم للوقوف بجانب موكلها و كانت مدعومة بمشرفتها التي ” لم يجعلني أشعر بالسوء” في الوثوق بهذا الموكل. و البحث عن العدالة أيضاً, فالمشرفة لم تكن تريد لموكلها أن يتذرع فقط لإنهاء القضية. في النهاية, فازتا كلتاهما: ولم يدان الموكل . و قالت المحامية عن مشرفتها ” اذا كنت أفكر بشأن الأشخاص الملهمين فهي استثنائية تماما “ً.
الاختصاصي الشاب في علم الوراثة تذكّر وصية مرشده بالتفكير في الدمج الاجتماعي للبحث الأكاديمي في المجتمع و كيف أن نتائج بحث عن التجارب من الممكن أن تؤثر على أفراد المجتمع على نطاق واسع. برأي مرشده, البقاء متعهد بالمهنة تعني التفكير إلى ما أبعد و غالباً المهمات اليومية الغامرة و المواعيد الأخيرة, و أن نكون مدركين دائماً كيف للعلم أن يُفسر من قبل الآخرين. قال عالم الوراثة الشاب ” لقد تعلمت كيف أفكر بالعلم”,” و أيضاً من المهم للعالم أن يكون مرتبطاً بالمجتمع و أن يحاول إعطاء معرفته للأشخاص الذين بحاجة لها”.
فهؤلاء الشبان المحترفين أحسوا بالإلهام: فقد شُجعوا ليس فقط للتفكير, ولكن أيضاً للعمل, و مسؤوليتهم تجاه الآخرين و التعهد بأساس المهمة في مجالهم. إذا أُعطوا التوجيه المناسب سيطمحون لمثاليات أخلاقية و مهنية عالية. و من غير هذا التوجيه, كما رأينا, فسيُتركون هؤلاء الشبان عرضة لضغوطات السوق و التوجّه للنجاح السطحي.
5 – إيجاد المرشد الجيد
فبإعطائهم أهميتهم, إذاً, لا يمكننا أن نترك إيجاد مرشد ملهم للفرص. لكن بسبب الفرص المحدودة, و سرعة سير العمل , و تحديات جارية أخرى و حاجة الأفراد أن يكونوا نشيطين تجاه البحث عن مرشدين و الاكتساب من العلاقة إلى أبعد حد. فدراستنا تقترح أربع استراتيجيات مهمة لمساعدة الشبان العاملين لعمل ذلك:
أربع إستراتيجيات لمساعدة الشبان في إيجاد مرشد ملهم
1 – إدراك الاهتمامات المتبادلة:
تعتمد العلاقة القيمة للمرشد على التواصل الشخصي بين المرشد و المتلقي. فأحياناً يعيَّن المرشدون في المدارس و أماكن العمل, لكن غالباً هذه المهمات لا تستحوذ على حساب شخصيات الأفراد و أهدافهم و طموحاتهم. فالأشخاص مسؤولون عن الملائمة بين المرشدين مع المتلقين و البحث عن أساليب و معتقدات و مشاهدات عالمية متبادلة و متممة. و أيضاً, فنحن نتولى التفكير في المرشدين كالمتلقين المختارين, لكن غالباً الانتقاء يحدث بالاتجاه العكسي. فتوطيد العلاقات بين المرشد و المتلقي هي عملية تبادل مشتركة, و التي بواسطتها تُتاح الفرصة للمرشد و المتلقي للتعلم من بعضهم.
2 – توسيع البحث
على الرغم من تنوع بيئة كل مكان عمل, و نشوء توترات متشابهة في المهن, فهؤلاء الذين لا يملكون مرشد في مهنتهم من المحتمل أن يعتبروه مظهر دخيل على حالة التحدي أو النصيحة المهنية. فالشبان المحترفين الذين أجرينا معهم لقاء غالباً ما يتكلمون عن الشخصيات البارزة التي كان لها التأثير على نشأتهم, و خصوصاً والديهم؛ و أيضاً يعتبرون المعلمين و المدرسين و المرشدين الذين عززوا اهتماماتهم الأولية في منطقة محددة من العمل. فالتفكير في هذه الشخصيات المؤثرة من الممكن أن تساعد في تزويد التبصّر لمواجهة حالات شائعة في العمل.
3 – نرتق مع بعضنا كشخص
قال بعض الأفراد الذين تقابلنا معهم بأن ليس لديهم مرشد معين – فقد استمدوا الجودة و القوة و الأمثلة من أشخاص متنوعين في حياتهم. فمن الممكن أن يكون نافعاً التفكير بكيفية إمكانية المرشدين الأفراد أن يخدموا أهداف مختلفة – فشخص واحد ممكن أن يكون مستمع جيد, و الشخص الآخر يحل مشكلة فعّالة.
4 – انعكاس على نماذج
بعض الأحيان عيش دور المثاليات غير متيسر. ففي هذه الحالات, الشباب العاملين من الممكن أن يكتسبوا الإلهام من نموذج أو شخصية بارزة أخرى مؤثرة من الماضي. مثلاً, إدوارد.ر.مورو هو نموذج للشبان الصحفيين, أو إلينور روزفلت هو نموذج للسياسيين الطموحين. فتسليط الضوء على هؤلاء الأفراد و كيفية اجتيازهم للقرارات الصعبة في أعمالهم من الممكن أن تساعد المحترفين الشباب في التعامل مع العقبات المعاصرة.
علاقات المرشد و المتلقي ليست طبيعية و سهلة على الدوام. هم يتطلبون تواصل متكرر, و انفتاح,و إخلاص في العلاقة. فالانعكاس النام – عن المعتقدات, و القيم, و الأهداف, و وجهات النظر – من الممكن أن يكون ملهماً و مساعداً في تعزيز القيم و علاقات مهنية مثمرة.
حالياً,نحن نعمل مع طلاب و مهنيين لمساعدتهم في مطابقة و تعزيز العلاقات الجيدة بين المرشد و المتلقي. و خلال سلسلة من الحالات و النشاطات المرافقة في المنهاج الدراسي الذي طورناه سمي ” طقم أدوات للعامل في عملية التقدم”.و نتسأل ” بمن أنتم معجبون؟ من هم المثاليون للعاملين الجيدين؟ ماهي بعض ميزاتهم؟ كيف لهذه المميزات أن تتحول لمعايير للعمل الجيد؟ فهذه الأسئلة تساعد الأفراد بأن يصبحوا أكثر إدراكاً للقيم و التوقعات المهمة لهم .
تماماً و كما نريد مساعدة العاملين الشباب في التواصل مع دور المثال الملهم, فنحن أيضاً نأمل أن نذكر المحاربين القدامى المحترفين بتأثيرهم في تشكيل الجيل القادم. و في الأمثلة الأكثر بهجة, و ذلك بتجسيد المبادئ العليا لمهنتهم, فالمحاربين القدامى بإمكانهم تقديم و ترقية العمل الجيد الذي نعتمد عليه جميعاً .
ترجمة : لبابه بيلتو
تدقيق : أمير محمد
تدقيق لغوي : راما الشامي
تنسيق : جوني
إقرأ المزيد من المقالات الممتعة والمفيدة :