اهدافك بين الحلم و الواقع بمجال التنمية الذاتية

اهدافك بين الحلم و الواقع

مقال في تطوير الذات        

 

تعلمت في الفترة الماضية من حياتي أن القرارات الصغيرة هي التي تصنع الفرق في حياة الانسان .. نواجهه في حياتنا الكثير من التحديات والخيارات المختلفة وقد نحتاج الى التفكير الطويل في اتخاذ القرار الأفضل لنا ، ولكن تأكدت كلياً أن الأشياء لا تحدث من تلقاء نفسها ما لم نتخذ الخطوات اللازمة لتحقيقها .

كل الاحلام تبقى مجرد أحلام ما لم نسعى الى تحقيقها في الواقع، إن الهدف الحقيقي من الحياة هو أن تكتشف رسالتك التي من أجلها أنت هنا وتحقق أهدافك  ، ابحث عن رسالتك عن طريق أهدافك ، وهناك حقيقة واحدة لابد أن ندركها وهي إن سر الحياة هو أن ليس لها أسرار ، أن الحياة عبارة عمل و جهد وتعب ،  قال تعالى : ) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ(  لذلك عليك أن تجتهد لتصل الى أهدافك التي كنت تحلم بها طوال الوقت فلا تجلس كالبؤساء وتندب حظك العاثر لعدم تحقيق النجاح .. فكل شيء يبدأ بثقتك في نفسك إنك تستطيع أن تشك في كل شيء تريده و لكن في هذه اللحظة كن واثقاً انك تستطيع أن تحقق أهدافك وترسم رسالتك في الحياة وتحول أحلامك إلى أهداف تتحقق أما ناظريك .. فقط اتبع الخطوات التالية بدقة لتحقيق اهدافك :

  • ركز على ما الذي تريده :

تحتاج الأهداف الى عناية وانتباه دائم، وإعادة النظر والتفكير العميق على أمل بأن تتحقق جميعها، لذلك حاول أن تحيط نفسك بعدد من التذكيرات لتنجز أكبر قدر ممكن منها، خذ ورقة بيضاء وقلم ثم سجل كل ما تريده في حياتك على الورقة  مهما كان ذلك الشي بسيطاً بالنسبة لك امنح نفسك بعض الوقت للتفكير فيما تود تحقيقه في حياتك، على سبيل المثال : أريد أن اتزوج ، أريد أن أمتلك سيارة نوع كذا ، أريد أكمل دراستي في كذا ، أريد أن اتعلم السباحة الخ ، أو أي شي قد يخطر على بالك، بمثابة الأهداف الصحيحة. يرجع الأمر لك لأن تقرر ما الذي ترغب به ، بعد انتهائك من كتابك كل رغباتك ، ضع دائرة حول الاكثر الاهداف أولية بالنسبة لك ركز عليها ،. عندما تركز النظر على شيء أو عادة معينة تقوم بها دائماً ولا تستغني عنها، حاول أن تفعل ذلك أيضاً مع أهدافك التي تود تحقيقها، فكلما زاد التركيز زادت نسبة النجاح ، كما يمكنك التعلم دائماّ من جميع أساليب الحياة، لذلك ساعد نفسك دائماً على التعلم كي تحقق أفضل النتائج المرجوه ، اسمح لنفسك بتلقي المساعدة من الآخرين، وأن تحصل على الدعم والمعلومات والتشجيع من ذوي الخبرة، وتقبل التشجيع والمشورة ومن الاقوال المشهورة في ذلك  ( ما خاب من استخار، وما ندم من استشار)

 

  • تعرف على أهدافك أكثر :

بعد ما حددت أهدافك الاكثر أهمية ، والى الشعور الحقيقي الذي يدفعك الى تحقيق الاهداف ، سوف تحتاج للتفكير فيما الذي تعنيه هذه الأهداف بالنسبة لك. تعريف كل شخص قد يختلف عن تعريفات الآخرين لنفس الهدف، فكر مع نفسك لكي تضع رؤية واضحة لطموحاتك وأهدافك ، إذا كان هدفك هو أن تصبح غنيا ً، فسوف تحتاج للتفكير حول ما الذي يعنيه مصطلح “المال ” بالنسبة لك. ما هو  المال  ؟ ما هو السبيل لزيادة دخلك للمال و الوصول لمرحلة الغنى ؟

كن واثقا بأنك بالمثابرة ستصل إلى ما تريد من أهداف، وستحققها مهما تعرضت لعقبات أو أخطاء في رحلتك لتحقيق الاهداف ، تقبل الخطأ وحاول أن تعتبره أمراً إيجابياً لإعطائك فرصة للتعديل و التحسين المستمر فالمرونة مطلوبة في صياغة الاهداف .

  • وضع استراتيجة واضحة:

بمجرد تحديد الاهداف تأتي  الخطوة التالية وهى وضع استراتيجية واضحة والبدء بالعمل. ينبغي أن تكون الاستراتيجية قابلة للتطبيق، لا تبالغ أو تقلل من قدراتك والفرص الخاصة بك ، لذلك ضع خطة عمل واضحة حيث توضح لك كيف تتقدم نحو الهدف ، ثم قم بتقسيم خطة العمل الى أهداف صغيرة محدده وما الزمن المطلوب لتنفيذ كل هدف بحيث تكون لديك رؤية واضحة عن ما يجب عمله في فترة زمنية محدده ، ثم قيم واقعك بشكل محايد وحدد مواردك و العقبات التي قد تواجهك في المستقبل ، ثم ضع الخطة المناسبة لك بناءا على ذلك ،اجعل أهدافك متناسقة لا تستهن بها مهما كانت صغيرة، فعلى الرغم من صغرها فإنها بحاجة إلى طاقة كبيرة وتفكير عميق أكثر مما تتصور، لكي تنفَّذ بالصورة الصحيحة.

  • التطبيق و المتابعة المستمرة

كما قلنا سابقا إن القرارات الصغيرة تصنع الفرق ،لذلك  حدد أهدافك وتتبع تقدمها يوميّاً، وحاول أن تفكر وأن تتبادل الأفكار بقراءة الكتب والمجلات والصحف، مما يساعد على تحفيز تفكيرك ، نجد كل من حولنا يحاول أن يشتت تركيزنا عن أهدافنا في الحياة على أمور أخرى خارج نطاقنا لذلك الحل هو في التركيز والمتابعة في الاهداف وكما ينبغي عليك المحاولة في متابعة أهدافك وجعلها عادة يومية والسعي دائماً لتحقيقه دون ملل، وأيضاً يجب أن تكون أهدافك متناسقة، وعدم الاستهانة بأي هدف مهما كان حجمه أو تأثير

  • المكافأة و التحفيز

للتحفيز أثر كبير في النفس حيث يؤثّر بشكلٍ عام على الإنجاز الذي يقوم به الإنسان سواء في البيت أو العمل، ويجعله محبّا للشيء الّذي يقدم على فعله، ولذلك يؤثّر على نفسيّته ويشجعة على الاستمرار في تحقيق الاهداف المرجوه ، كما تشير الدّراسات بشكلٍ عام إلى أنّ ربط المكافأة بالأداء يؤدّي إلى زيادة الأداء بالعمل الجاد المثمر ، و تعد المكافآت و الحوافز من المحرّكات الرئيسيّة الّتي تقوم بتعزيز تحقيق الاهداف .

هناك عبارة مشهورة تقول رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ، ابدأ هذه الخطوة الآن دون اي تردد كن مؤمنًا وواثقًا في نفسك أرسم أهداف و قم بصياغتها بشكل كتابي  فالكتابة تعزز التفكير. حتى إذا كنت الشخص الوحيد الذي يطلع على ما يتم كتابته، فإن تسجيل أهدافك يمنح نواياك وطموحاتك المزيد من القوة ، لا تسمح للتفكير السلبي أن يسيطر عليك، كن إيجابيًا ومتفائلًا  و لا تستسلم بسبب الشعور بالخوف لا تسمح للقلق من عدم تحقيقك للنجاح أن يكون عائقًا في سبيل وصولك لطموحاتك وأحلامك، حافظ على درجة من الرغبة  والحماس كل الوقت، وواصل المحاولة مرة بعد مرة.

ومن النصائح الجيدة التي تفيدك في تحقيق أهدافك هو أن الالتزام  بالاهداف رغم الضغوط  ،  ربما لا تسير أمورك وفق ما خططت له لكن كن مرنا ً في تحقيق  أهدافك ربما تسير الأمور بشكل مخالف لما توقعته؛ في بعض المرات بشكل سيئ، وفي مرات أخرى سوف تفاجئ أن الأمور تسير أجمل مما توقعت لذلك  التزم بالعقلية المتفتحة والمتقبلة للواقع على حقيقته حافظ على سرعتك المتوازنة. من المعروف عند محاولتك العمل على أهدافك الجديدة، تكرس الكثير من وقتك وجهدك من اجل التخطيط لأهدافك في البداية  ، لكن انتبه أن  تفقد قوتك وحماسك بمرور الوقت. هذا الحماس المبكر الذي يندفع بداخلك جنبًا إلى جنب مع وجود هدف جديد، هو أمر بالغ الروعة. لكن لا تضع لنفسك معايير بالغة التفاؤل في البداية، لا تقدر على الالتزام بها على المدى البعيد ، التخطيط للاهداف ليس خياراً إضافيا بل حاجة ضرورية ..