طواحين الهواء جديد الطاقة المستدامة

يشهد العالم حالياً طلبا متزايداً على الطاقة و لذلك تلجأ عدة دول حول العالم إلى إجراء أبحاثها و تطبيق علوم التكنولوجيا

الحديثة لاستفادة القصوى من مصادر الطبيعة المجانية و التي هدرنا إمكانية الاستفادة منها لزمن طويل فيما سبق .

في الوقت الحالي الطريقة المنتشرة لاستفادة من طاقة الطبيعة و الأكثر انتشارا هي طاقة الرياح بالرغم من توجه العلماء إلى

طرق أخرى مثل الخلايا الشمسية التي تفصل الماء إلى هيدروجين و أكسجين و تخزين الهيدروجين في خزان ضغط

يتم تحويله فيما بعد إلى طاقة كهربائية يمكن أن تغذي المنزل بالطاقة و أحد الأمثلة المنتشرة لطاقة الهيدروجين هي

سيارات الهيدروجين المعروفة حالياً و الصديقة للبيئة و لكن الاختراع الأكثر تعقيدا الذي يعمل على طاقة الهيدروجين هو

الطائرة و كمثال عليها هو طائرة أنتاريس الصغيرة التي أقلعت من مطار هامبورغ .

في العودة إلى الحديث عن طاقة الرياح نستطيع تسليط الضوء على التجربة الألمانية و التي أصبحت رائدة في هذا المجال

عالمياً ,في ولاية بافاريا تنتشر حقول كبيرة من طواحين الهواء و التي يعلو بعضها على ارتفاع من 100 إلى 150 متر فوق

سطح البحر , طبعا كلما ارتفعت الطاحونة تستطيع الاستفادة من الرياح بشكل أكبر فالرياح على ارتفاع 100 متر أسرع بكثير

من الرياح على ارتفاع 10 أمتار و هذه الطواحين تستطيع تزويد منازل القرى بالطاقة بشكل كامل و الاستفادة من الفائض

من الطاقة المنتجة في عملية بيعه إلى مناطق أخرى , هنا نقطة مهمة جداً في الاستفادة من الطاقة الفائضة و التي تعتبر

مشروع عمل مربح في المنطقة حيث تحول بعض أصحاب الأراضي الزراعية إلى تشيد طواحين هواء خاصة بهم و الاستثمار في

الطاقة الذي يعود بعائد مادي على ما يبدو أكثربكثير من الاستثمار في الزراعة بالرغم من أنه يتطلب رأس مالي كبير نسبيا

من مليون إلى ثلاث ملايين يورو للطاحونة الواحدة و لكن قوانين البلاد التي تسمح بالاستثمار و الاقتراض تبدو مشجعة جداً .

لكن في ولاية بافاريا أيضاً هناك الخلايا الشمسية و التي تعتبر أقل تكلفة من الطواحين الهوائية و منافساً شريفاً للطواحين

حيث 3000 خلية ضوئية لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية كافية لتزويد قرية كاملة بالطاقة , موضوع الطاقة

يزيد من ناحية أخرى مخاوف المسؤولين من تراجع الإنتاج الزراعي و الحيواني في تلك المنطقة و لكنهم على قدر من

المسؤولية لاستصدار قوانين صارمة للحد من النقص الغذائي.