الجزء الثاني من دروس ونصائح في الحياة مستقاة من الحياة – الحلقة الأولى
الدرس السادس: معرفة الله تبدأ من معرفة الذات، ومحبة الله تبدا من محبة الذات. تعلم كيف تدخل إلى أعماقك القدسية وتتعرف على نفسك وكيف تحب نفسك حباً لا مشروطاً. حب نفسك كونك جزءاً من هذا الكون، من الإله، ذلك الجزء الذي يحتوي الكل ففيك انطوى العالم الأكبر. حينها فقط تستطيع أن تحب كل شيء في هذا الكون بلا استثناء.. وحينها فقط ستتفتح أبواب الكون كلها أمامك. يجب أن نتعلم كيف نحب أنفسنا والعالم من حولنا حباً لا مشروطاً وليس أنانياً، وهذا ما يجب أن نتعلمه ونعلمه لغيرنا. يجب أن نتعلم في البداية كيف نعيش وفقاً لقوانين الكون وقوانين الخالق لأنها هي التي تفتح لنا طريق الخير والسعادة والهناء، ومن ثم نتعلم قوانين الحياة الأرضية.
الدرس السابع: تعلم كيف تصل الكمال. كل واحد منا خلية في هذا الكون. وكل واحد منا له مهمة ودور في هذا الكون ينجزها. الشيء المشترك بين جميع البشر وحتى بين جميع موجودات ومخلوقات هذا الكون أن كل واحد منها على انفراد جزء من هذا الكون الكامل المتكامل، والشيء المشترك الذي يوحدها جميعاً هو أن الجزء يصبو إلىى الكل. لا يمكن الوصول إلى الكمال إلا عبر تنمية الطاقات الروحية عند الإنسان… لأنه مهما نميت وزدت طاقاتك الجسدية والمادية وزدت مقتناياتك فجميعها إلى فناء، وستشعر في نهاية العمر أنك اضعت عمرك متلهثاً وراء المادة. كل إنسان يحاول بلا وعي أن يطابق بين نموذجه الخاص عن الحقيقة مع الحقيقة ويجعله أقرب ما يكون إليها.. أي أنه يحاول أن يوافق بين عقليه الواعي واللاواعي…
التوافق بين العقلين الواعي واللاواعي يقربنا أكثر من الحقيقة .
الدرس الثامن: نحن خالقون ومبدعون لعوالمنا التي نعيش فيها. نحن نخلق كل أحداث حياتنا. لا يحدث شيء في حياتنا بدون مشاركة وموافقة مسبقة منا. يثير هذا الدرس تساؤلات كثيرة ومعارضة كثيرة من كثيرين وذلك لأنهم يحاولون فهمه في مستوى العقل الواعي فقط. كل ما أراه، ما أحس يه، وما أسمعه في هذ العالم هو انعكاس لأفكاري ومشاعري وقناعاتي، وكذلك افكار وقناعات ومشاعر المحيطين بي. جميعنا في حالة اتصال لا واعٍ مع الكون ويخزن عقلنا الباطن معلومات عن جميع احداث هذا الكون من الأزل إلى الأبد. عقلنا الباطن مبدع لكل أحداث هذا العالم، ويلعب عقلنا الواعي دور المقيم والمراقب للأحداث التي تحدث معنا، لأن العقل الواعي دائماً متخلف عن عقلنا الباطن بمقدار ومضة عين.
الدرس التاسع: واقعنا المحيط هو انعكاس لعالمنا الداخلي. هناك فرق شاسع بين العالم الحقيقي الذي نعيش فيه وبين نموذج أو خارطة هذا العالم الذي رسمناه بأفكارنا. يخلق عقلنا الباطن نموذج هذا العالم مستخدما الحقل المعلوماتي الطاقي ويقدمه لعقلنا الواعي. يلعب عقلنا الواعي دور المراقب والمقيم للأحداث التي يجذبها عقلنا اللاواعي. تتغير خرائط هذا العالم من شخص لآخر، ويعيش كل شخص في عالمه الخاص الفريد والمختلف عن الآخر. فلا وجود في الحياة لشخصين متطابقين تماما حتى ولو كانا توأمين من بويضة واحدة.
الدرس العاشر: كل واحد منا يخلق عالمه الخاص بنفسه، ويعيش في عالمه الخاص الفريد والرائع. كل واحد منا يبني عالمه الخاص منذ لحظة ولادته متأثرا بوالديه وبالمحيطين به وبالمدرسة والمجتمع بشكل عام. وكما تعطي الآن دروسا لأطفالك في التربية هكذا كان آباءك وأساتذتك يلقنوك دروسهم الخاصة بهم. طالما نحن نخلق عالمنا الذي نعيش فيه نحن نخلق العلاقات والصداقات والعداوات، ونحن نجذب أمراضنا والأحداث من حولنا. وطالما نحن نخلق عالمنا المحيط… نحن إذا الوحيدون القادرون على تغييره.