حملة نظف نفسك يتنظف العالم من حولك (الجزء 1 ) مع د.مصطفى دليلة
أطلقتُ هذه الحملة مع بداية شهر رمضان المبارك لمعرفتي ودرايتي بأن الجميع سوف يكثرون من أدعيتهم وينشرونها على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة. ونظرا لسعة اطلاعي على هذه الأدعية والإيحاءات الصادرة من مختلف الجهات العامة أو الخاصة، من أشخاص سواء كانوا متدينين أم ملحدين لا يؤمنون بالأديان، وما وجدت فيها من طاقة سلبية مدمرة في مستوى العقل الباطن للفرد والجماعة، وبالأخص حينما تكون صادرة عن أفراد أو هيئات دينية تقود شعباً بكامله.
سوف أتناول في كل يوم من أيام شهر رمضان دعاء من الأدعية التي تدعونها لأنفسكم ولأطفالكم ولغيركم ممن تحبون أو تكرهون وأحللها في مستوي العقل الباطن وسوف تشاهدون العجب من ذلك… سوف تعرفون لماذا نجذب ما لا نريد إلى حياتنا، وسوف تعرفون لماذا هذه الأمة التي يقودها مجموعة من رجال دين وسياسة جهلة يوحون إليكم أن تفعلوا ما لا تريدونه (إما عن قصدٍ أو عن جهلٍ لما يقومون به – وفي الحالتين نحن أمام جريمة نكراء)، ويقودوكم بطيب خاطر إلى حيث يريد الآخر.. حيث يريد العدو، وذلك ضمن حملة “نظّف نفسك يتنظف العالم من حولك”.
تعالوا ننظف معا قاموسنا اللغوي وإيحاءاتنا لأنفسنا وللآخرين. تعالوا نتعلم ونعلم أطفالنا التفكير وطلب ما يريدون وليس بما لا يريدون.
1- اليوم الأول: في صباح اليوم الأول من رمضان، وكوعدي لكم أردت أن أنشر لكم دعاء وصلني على الخاص من متابعة لي: “رمضان الخير والبركة والصحة والعافية، وأتمنى لك دكتور العمر المديد، وربي يبعد عنك وعن عائلتك أي مكروه، ويستمر عطاؤك وتبقى تبث فينا روح الأمل”
إلى صاحبة هذا الدعاء وإلى كل من يتابعني أقول: حينما تكون أمنياتنا إيجابية كلها لماذا نخترقها بما لا نريده، بما هو سلبي قاتل؟؟ لماذا تريدين الوصول إلى ما تريدينه وهو الخير لي إلى ما لا تريدينه وهو الشر والمكروه؟؟ طالما تتمنين الخير لي فلماذا تقحمين أمنيات الشر بدعائك لي وتركزين على المكروه (ربي يبعد عنك وعن عائلتك أي مكروه).
في عبارتك هذه أنت مشبعة خوفاً من أن يصيبني مكروه أنا وعائلتي، ولا تتمنين حدوثه لي… ونحن نعرف أن ما نخاف من، وما نركز عليه في حديثنا نجذبه إلى حياتنا.
المفروض أن تقولي ما تتمنينه بشكل صريح تعالي نستبدل معا عبارتك هذه (ربي يبعد عنك وعن عائلتك أي مكروه) المشحونة بطاقة سلبية قاتلة ببديل إيجابي تريدينه وتتمنينه لي حقاً كأن تقولي: ربي يسعدك ويبعتلك كل خير لك ولعائلتك.
أدري أنك تتمنين الخير لي فعلاً لكنك تريدين الوصول إليه بطريق خاطئ… شكرا لأمنياتك القلبية
2- اليوم الثاني: كثيرا ما نسمع دعوات صادرة من قلب محبٍ يتمنى الخير لكن نتائجها مؤلمة. تقول إحدى الأمهات السوريات: كنت دائماً أدعو لأولادي قائلة “الله لا يفرقكم عن بعض” وأنا لا أدري أنهم سيستشهدون معاً وسيلتقونن في جنة الخلد معا.
كلام عفوي ودعاء صادر من القلب ظاهره فيه إرادة الخير لكن عقلنا الباطن يفهم كلامنا هذا بطريقة أخرى مخالفة للطريقة التي يفهمها عقلنا الواعي. لعقلنا الباطن قوانينه الخاصة المختلفة عن قوانيننا نحن.
وكثيرا ما نسمع أماً تكثر من دعائها لأولادها: الله لا يحرمني منكم يا أولادي، وهي لا تدري أنها بدعائها هذا وكأنها تقول لعقلها الباطن أنها تريد الحرمان منهم. انتبهوا لأمنياتكم تجاه الآخرين وبالأخص تجاه أطفالكم.
3- اليوم الثالث: قرأت هذا الدعاء على إحدى الصفحات المتابعة لي : “اللهم اجعل ابني شاباً يفتخر به القريب والبعيد، ولا ترني فيه سوءاً أو مكروهاً، واجعله من عبادك الصالحين” دعاء في ظاهره إيجابي وجيد من أمٍ تتمنى الخير لابنها.. وهذا أمر طبيعي… لكن سؤالي: لماذا ركزت الأم على السوء والمكروه في هذا الدعاء بقولها “ولا ترني فيه سوءاً أو مكروهاً”؟… ونحن نعرف أن ما نركز عليه نجذبه إلى حياتنا.. ألم يكن بإمكانها أن تكمل دعائها بصياغة إيجابية. تكمله بما تريد أن تراه في ابنها وليس ما لا تريد أن تراه؟؟ لماذا نحاول دائما الوصول إلى ما نريده عن طريق ما لا نريده؟؟؟
… يتبع….