كيف اتخلص من الشعور بالذنب عند قول لا
كيف تقول “لا” دون الشعور بالذنب
خاص أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع و التنمية البشرية
هل هو أمر شبه مستحيل أن تقول “لا” لشخص ما دون الشعور بالذنب، مهما كان طلبه غير منطقي ؟
بإمكانك قول “نعم” عندما تشعر بأن المهمة المطلوبة منك ممكن القيام بها ، عندما تكون ضمن مسؤولياتك، أو أنها رداً على معروف تدين به لأحد أصدقائك . أما أن تقول دائماً “نعم” لأنك تخاف من قول “لا” .. إذاً فقد حان الوقت لتتحرك ولتسيطر على أمور حياتك بنفسك دون الشعور بالذنب . تعرف كيف يمكنك ذلك ..
كيف اتخلص من الشعور بالذنب عند قول لا
فكر ..
اعترف بأنك لا يمكن أن تفعل كل شيئ ..
موافقتك على عمل كل شيئ يُطلب منك كاد يستنفذ كل وقتك، بحيث أصبح من الصعب أن تجد حيزا لنفسك ..
ربما قد سبق ووافقت على مساعدة مديرك في ادارة مشروع جديد أو أن أحد من يهمك أمرهم قد طلب منك طلاء شقته وأجبته بنعم … . بإمكانك تجنب ذلك في المرات القادمة عندما تبدأ بقول “لا”
أكد لنفسك بأنك لست أنانياً ..
أحد أهم الأسباب التي تجعل الكثيرين غير قادرين على قول “لا” دون الشعور بالذنب هو اعتقادهم بأن من الأنانية أن تخذل من يحتاج لمساعدتك، لكي توفر ذلك الوقت لنفسك …. لكن لو أنك أناني حقاً لكنت فكرت بأمر نفسك فقط ولما شعرت بالذنب لمجرد قولك “لا”
تأكد بأن إرضاء الجميع أمر مستحيل ..
عليك ان تقر باستحالة اسعاد كل شخص في حياتك وأن عليك رسم الخطوط الفاصلة في مكان ما . قد تعتقد بأنك تخيب أمل أحدهم عندما تجيبه بـ “لا” وهذا ما سيفقدك احترامه لك، لكنك قد تجد فيما بعد بأن العكس هو الصحيح . اعتقاد أحدهم بأنك ستجيب بـ”نعم” لأي شيئ يُطلب منك سيدفعه لاستغلالك والمبالغة في طلب المزيد منك .
بإمكانك اسعاد الأشخاص ممن تهتم لأمرهم فعلاً بعض الوقت، لكن من المستحيل اسعاد الجميع وطوال الوقت – والحفاظ على سلامة عقلك
كيف اتخلص من الشعور بالذنب عند قول لا
تذكر أنك تقول “نعم” لكثير من الأمور عندما تقول “لا” لأمر ما ..
لا تعتبر كلمة “لا” أمراً سلبياً لأنك عندما ترفض القيام بأمر ما ، تكون قد اتحت الفرصة للاجابة بـ “نعم” على الكثير من الأمور الأخرى التي يمكنها أن تغني حياتك .. والتي ستقوم بها بشكل أفضل لأنك قلت “لا” لأمر ما، عندها لن يكون احساسك بالذنب كبيراً.. وإليك بعضها :
- أنت تقول “نعم” لصحة عقلك، بالترويح عن نفسك بالهوايات المحببة أوقضاء وقت ممتع مع عائلتك وأصدقائك المفضلين ، بدلاً من عمل أمر لا تحبه .
- أنت تقول نعم لحياة أقل ضغطاً وأكثر توازناً لأنك تركز على الأمور التي تعني لك الكثير وليس لغيرك
- إنك تقول نعم للقيام بقدر معقول من العمل بدلاً من دفن نفسك لساعات في عمل يفوق طاقة تحملك، فقط لأنك لم تكن قادراً على خذلان أحدهم .
تفهم سبب احساسك بالضيق عندما تقول “لا” ..
هل هو خوفك من انقطاع علاقتك بالشخص الذي رفضت طلبه ؟ هل لأنك لا تريد أن تظهر كشخص لا يهمه أمر الآخر؟ تفهمك لما يشعرك بصعوبة رفض ما يطلبه البعض ، يمكن أن يجعل الأمور أكثر سهولة بالنسبة لك ويدفعك للتفكير بشكل أكثر عقلانية في الأمر .
- إن كنت قلقلاً حيال قولك “لا” لاعتقادك بأن الشخص سيتوقف عن الاهتمام لأمرك، فاعلم أن علاقتك به ليست بالقوية وعليك اعادة النظر في أمرها
كيف اتخلص من الشعور بالذنب عند قول لا
تعرف على الوسائل التي يستخدمها البعض لحملك على قول “نعم” ..
إن معرفتك بطرق التلاعب التي يلجأ إليها البعض لكي توافق على طلبهم مع أنك لا ترغب بذلك، سيساعدك على قول “لا” لوعيك أنها ليست أكثر من محاولات لتوجيهك بما يناسبهم .. وإليك بعض تلك الطرق لتحذر منها
- طريقة الترهيب أو التسلط : تجد الشخص المتسلط يصر على دفعك لعمل شيئ أنت لا تريده بطريقة الفرض وبشكل هجومي .. وهنا يمكنك الرفض بالمحافظة على هدوء أعصابك دون الرد على نبرة حديثه الهجومي .
- طريقة الانتحاب : عادة ما يواظب الشخص المنتحب على الشكوى من صعوبة القيام بأمر ما إلى أن تضطر لعرض مساعدتك حتى من غير أن يطلب منك ذلك.. بدلاً من هذا .. غيّر الموضوع، تجنب الحديث مع ذلك الشخص لفترة من الوقت، أو اكتف بأن تخبره بأسفك لما يواجهه من صعوبات لكن دون أن تعرض مساعدتك.
- طريقة المديح : المدّاح قد يبدأ بإخبارك كم أنت رائع في عمل شيئ ما، أو كم أنت ذكي .. ليطلب منك بعدها مساعدته في مهمة معينة .
لا تقع فريسة التملق وتوافق على القيام بالعمل فقط لأنك مُدحت .
كن عقلانياً
تحدث بصوت هادئ ومتزن ..
استخدم نفس النبرة التي تستخدمها عندما يطلب منك التحدث لأحد ما على الهاتف . كن جاداً هادئاً وواضحاً . إن بدا عليك التعاطف ، الارتباك، أو القلق، سيشعر محدثك بضعفك ويحاول استغلالك. أما عندما تبدو هادئا سيعرف بأنك تفكر بعقلانية ومن السهل عليك قول “لا” في كل مرة وسيكون أكثر ميلا لتقبل تبريرك.
لتكن حركاتك الجسدية معبرة عن الحزم ..
قف منتصباً وأبق يديك على جانبيك مستخدماً اشارات تؤكد كلماتك . وانظر إلى الشخص وأنت تقول “لا” ليعرف بأنك جاد فيما تقول .. لا تتململ أو تلعب بأصابعك ، وإلا اعتقد بأنك غير واثق من قرارك ولا تبتعد عن الشخص أو تضم ساعديك إلى صدرك بشكل متقاطع لكي لا تبدو غير راضٍ عن قرارك وأن من الممكن ذبذبتك وتغيير رأيك.
لا تعتذر كثيراً ..
إن كنت فعلاً تشعر بالأسف لعدم قدرتك على أداء العمل ، يكفي أنا تقول لمرة واحدة أنا آسف أما تكرارك للأسف سيقلل من جديتك في قرار الرفض ويسمح للآخر بمحاولة اقناعك للموافقة على طلبه مما يزيد الأمر سوءاً ويشعرك بالذنب ..
لا تقل “أنا جداً جداً آسف لعدم قدرتي على اصطحاب كلبك للنزهة في العطلة القادمة، إني فعلاً أشعر بالسوء حيال ذلك”
بل قل :” آسف، ليس لدي الوقت الكافي لاصطحاب كلبك للنزهة في العطلة القادمة ”
اشرح سبب امتناعك عن المساعدة بشكل مختصر واحذر أن تبالغ في الشرح، جملة أو اثنتين تفي بالغرض ..
ولاداعي للكذب واختلاق الأعذار يكفي أن تكون صادقاً … وإليك بعض الأمثلة
- ” لايمكنني اصطحابك إلى طبيب الأسنان غداً، لأنني سأكون مع زوجي للاحتفال بعيد زواجنا تلك الليلة”
- لايمكنني حضور حفلتك لأن لدي امتحان في صباح اليوم التالي”
اعط بعض الحلول البديلة ..
إن كنت لاتزال تشعر بالذنب لقولك “لا” وتود حقاً المساعدة، إذاً يمكنك تقديم الحلول البديلة والتي ستساعده فعلاً وإن كان بشكل مختلف .. وإليك بعض الأمثلة
- أتريد أن تستعير سيارتي لتذهب إلى طبيب الأسنان؟ لا أحتاجها غداً على كل الأحوال “
- “لايمكنني حضور حفلتك، لكنني أود التعويض عن ذلك في عطلة نهاية الأسبوع، بعد الانتهاء من امتحاناتي النهائية ، ما رأيك أن نذهب لتناول الفطور ؟ أتشوق لمعرفة كل ما فاتني في الحفلة.”
بعض النصائح المفيدة
- تأكد أن ذهابك وأنت محتفظ باحترامك لنفسك ورضاك الداخلي أفضل من بقائك للمساعدة فقط لتتحاشى ما يمكن أن يشعرك الآخرون به من سوء حيال نفسك .
- لاتدع أحداً يحملك على عمل شيئ يريده هو إن كنت قد سبق وأجبت بـ “لا”
- عندما تكون نزاهتك بخطر، يصبح من الصعب النقاش دفاعاً عن نفسك، لكن عليك فعل ذلك
- بعض الأحيان تشعر بأنك وحيداً لأنك قمت بالأمر الصحيح ، لكنك حقيقةً لست كذلك
- لا يهم كم سيقدمون من الأسباب ليغيروا قرارك، طالما قمت بتوضيح أسبابك لقول “لا” بامكانك الرحيل
- إن لم تعط نفسك الاحترام الكافي فإنك بالطبع ستعطي الحق لمن حولك من أصدقاء، زملاء عمل، رفاق الدراسة، زوجك وحتى عائلتك لكي يستهينوا بك هم أيضاً .
- دائماً ما يحاول البعض تغيير رأيك، لكن ثباتك على موقفك سيحملهم على احترامك بشكل أكبر في النهاية .
ترجمة : رنا منير الصابوني
تدقيق : رنا منير الصابوني
تدقيق لغوي : راما الشامي
تنسيق : محمد الصواف
إقرأ المزيد هنا في هذه الروابط:
افعل ولا تفعل
خمس أسرار لتكون بارعاً بمهارة المحادثة
هل تفكيرك منطقي ؟؟ عشرون مغالطة منطقية عليك الحذر منها
كيف تقول وداعاً ؟
كيف نبني احتراما لذواتنا بعد التعرض لتشويه السمعة ؟
الوسوم : لا، نعم، كن عقلانياً