فن الاعتذار – هل عليك أن تعتذر دائماً
خاص أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع
هناك الكثير من الأوقات والمواقف في الحياة التي تشعر فيها أنك يجب أن تعتذر، ولكن هل هناك مواقفٌ أخرى لا يجب أن تقول فيها “آسف”؟ نعم، هنا ستتعرف متى يجب أن تعترف بخطئك ومتى يتطلب حديثٌ صريحٌ مع صديقك مثلاً ألا تعتذر و هذا يدعى بفن الاعتذار.
الاعتذار مع توقع تلقي اعتذار من صديقكَ بالمقابل
يبدأ بعض الناس نقاشاتهم باعتذار، دون أن يكونوا قد فعلوا شيئاً يتطلب اعتذارهم.
يقومون بذلك متوقِّعين بأن الصديق الذي يسمع نقاشهم وحديثهم سيفهم تلميحهم هذا وسيعتذر بالمقابل. يحدث ذلك في بعض الأحيان في بدء نقاشٍ أو حديثٍ ما، أكثرُ من تناول ونقاش القضايا الحقيقية. عندما يعتذر الشخص فيشعر الشخص الآخر بأنهم في ظروفٍ وشروطٍ جيدة للحديث. ويمكن للشخص الذي اعتذر عندئذٍ أن ينزعج لأن صديقه قد تجاهل مشاعره واعتذاره.
كل صداقةٍ تختلف عن الأخرى، فيجب أن يبدأ الحديث أو النقاش بشكلٍ عامٍ بطلب لبدء التحدث وليس باعتذار.
مثلاً، يمكنك أن تقول:
- “لقد انزعجتُ مما حصل البارحة في الحديقة. أريد التحدث إليك بهذا الخصوص إذا كان بإمكانك.”
إن ذلك أوضح وأكثر صراحةً من أن تقول:
- “أنا آسفٌ عما حصل البارحة.”
وكمثالٍ آخر، يمكن أن تقول:
- “هل كل شيءٍ على ما يُرام؟ أشعر أن هناك بعض التوتر بسبب عودتي إلى المدرسة. هل لديك وقتٌ الآن للتحدث بهذا الخصوص؟”
فيشعرُ صديقك بأنك تريد التحدث بهذا الشأن.
إن ذلك أفضل بكثيرٍ من أن تقول:
- “أنا آسفٌ فقد كنت مشغولاً بالمدرسة. هل أنت غاضبٌ مني؟”
ففي المثال الثاني، سيشعر صديقك بأنك تشك بأنه غاضبٌ منك، وقد يكون ذلك غير صحيحاً. مما سيزيد من سوءَ أي سوء تفاهمٍ حاصل بينكما مسبقاً.
أقرأ: كيف تتعلم من أخطاء تقوم بها في عشرينياتك
الاعتذار عند إساءة تفسيرهم لنواياك
يتم تخفيف الكثير من الاعتذارات عندما نشعر بأننا قد تأسفنا لأشياءٍ لم نفعلها. فإذا ظنت صديقتك على سبيل المثال بأنك تتجاهلها ولكنك تراها وتلتقي بها كالمعتاد، فهذا يعني أنها تحتاج إلى المزيد من الاهتمام. ربما تمر صديقتك بحالة من التعلق بك بسبب مشكلةٍ ما تمر بها كخسارتها لفرصة عملٍ أو غيرها من المشاكل والتقلبات الأساسية في الحياة. وفي هذه الحالة، قولك “أنا آسف” لن يحل المشكلة. يجب أن تحدد حقيقة هذه المشكلة أكثر.
يجب عليك أن تعتذر، على ألا يكون اعتذاراً خالياً من المسؤولية. إن قولك “أنا آسفٌ لأنك تشعرين بذلك” لن يحلَّ المشكلة الأساسية ولن تشعر صديقتك بتحسن. ففي هذا المثال، لا تبدأ كلامك بالاعتذار بل ابحث عما هي المشكلة الحقيقة ثم تحدث عنها. وعندما تكتشف المشكلة الحقيقية، يجب عليك أن تعترف بجرح مشاعر صديقتك (سواءً إن كنتَ تقصد ذلك أم لا) وذلك بالاعتذار إليها كما يلي:
- أتأسف منك لشعورك بإهمالي لكِ. لم أقصد أبداً أن أجرحكِ، وظننت أن كل شيءٍ على ما يُرام بيننا. لا أريد أن تشعري بذلك، لأن مشاعرك تهمني.”
أفضل من أن تقول مثلاً، “أنا آسفٌ لأنك تشعرين كذلك” لأنك تعترف بأنك قد جرحت مشاعرها وتخبرها بأنك لستَ غير مبالٍ بعواطفها.
أقرأ: 9 أشياء تحتاجها علاقاتك منك
يجب عدم الاعتذار كذريعة للتهرب من جدالٍ ما
إذا كنت خائفاً من خلافٍ ما، قد تكونُ دوماً الطرف الذي يعتذر بسرعةٍ لتجنب هذا الجدال والنقاش. إن الحفاظ على السلام والمحبة هدفٌ قيِّمٌ وهامٌ جداً في الصداقة، ولكن ستكون هذه العلاقة غير متوازنة إن كنتَ تعتذر على الدوام لتنسحب من الخلاف والنزاع دون التحدث مع صديقك عن القضايا الأساسية التي تختلفون فيها.
عندما يعطي أحد الطرفين أكثر من الآخر، ستتولد مشاعر الاستياء والغضب التي ستؤدي فيما بعد إلى انفجار الطرف الذي يضحي أكثر وخروجه عن طوره وبالتالي ستنتهي هذه الصداقة .
ما رأيك بما قرائته ؟
فن الاعتذار – هل عليك أن تعتذر دائماً