الذكاء العاطفي بين الزوجين
خاص أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع و التنمية البشرية
هل الزواج يحتضر أو أنه يتطور فحسب؟
استخدم أربعة علماء اجتماع من جامعة ولاية بنسلفانيا استطلاعي رأي وطنيين عن الذكاء العاطفي، أحدهم أجري عام 1980 والآخر عام 2000 ليتتبعوا كمياً كيف تغيرت تجربة الزواج خلال فترة 20 عاماً، في الاستطلاعين، الفي زوج تم اختيارهم عشوائياً تم سؤالهم مجموعة أسئلة متماثلة حول مواضيع مختلفة منها سعادتهم الزوجية، تقسيم الأعمال المنزلية بينهما، حياتهم الاجتماعية، الادوار التي يؤديانها في الاسرة، و مواقفهم، و قيمهم، وأكثر من ذلك في الذكاء العاطفي.
النتائج التي نشرت في كتاب ” مع بعض لوحدنا : كيف يتغير الزواج في أمريكا” مدهشة ، هذا كتاب اكاديمي مع كثير من الرسوم البيانية والإحصائيات لكنه يستحق القراءة لمن يريد حقاً أن يفهم معنى ومكانة الزواج هذه الأيام، وفي الواقع ككتاب اكاديمي فهو مقروء بشكل لا بأس به.
على الجانب السلبي، الأزواج يقضون وقتاً أقل مع بعضهم في الأكل ، زيارة الأصدقاء، و العمل المنزلي، إضافة إلى ذلك أزواج و زوجات اليوم أكثر عرضة بكثير للإعتقاد بأن عملهم يتصادم و يؤثر مع حياتهم العائلية.
هذا يؤكد الانطباع الذي عبر عنه النقاد والباحثون الاجتماعيون والمدونون، بأن عائلات هذه الأيام أكثر تعجل وعزلة من تلك التي في الماضي ، ومع ذلك في الوقت نفسه فإن المشاكل الزوجية والصراع داخل الأسرة انخفض بشكل حاد، وحالات العنف الأسري للجنسين انخفضت من حوالي 21% عام 1980 إلى 12% عام 2000 و التي هي متقاربة مع نسب حالات الجريمة خلال الفترة ذاتها.
مؤلفو كتاب ” مع بعض لوحدنا” ينسبون هذه الأخبار الجيدة لحملات التوعية العامة ضد العنف الأسري، بالإضافة إلى تطور وسائل و سبل اعتقال ومعاقبة المسيئين، عموماً الأزواج والزوجات في استطلاع الرأي عام 2000 سجلوا حالات أقل من سلوك الغضب و إيذاء المشاعر و الغيرة و السيطرة في زيجاتهم عن أقرانهم في عام 1980، لكن من المدهش أن أياً من هذه التحسينات لا يبدو أنه زاد من سعادة الأزواج، و طبقاً لاستطلاع رأي الأزواج والزوجات فهم سعداء في زواجهم اليوم تماماً كما كانوا في عام 1980.
سألت المؤلف الرئيسي لهذا الكتاب بول ر. أماتو:” نحن نعلم بأن امال الناس بزواج جيدٍ قد ارتفعت لسنوات عديدة فلماذا يكون الحال هكذا “. أخبرني ” الحقيقة أن انخفاضاً في العنف و قلة في المشاكل في العلاقة الزوجية هو ما يتطلع إليه الناس، و إذا لم يكن هناك انخفاض في العنف أو المشاكل ، عندها عدد الزيجات السعيدة سينخفض أكثر بدلاً من البقاء على حالها”.
كتب المؤلفون أيضاً في كتابهم ” مع بعض لوحدنا ” أن المتزوجون في القرن الحادي والعشرين، هم أكبر سناً و أفضل تعليماً وأكثر تنوعاً من أي وقت مضى في تاريخ الولايات المتحدة، و لأن معظم النساء يعملن ومواقف المساواة بين الجنسين و التقسيم العادل للعمل هو عامل حاسم للزيجات الأكثر سعادة في أيامنا، فقد خلص الباحثون الى أن الزواج سيكون أنجح اذا توفر في الأسرة مساواة بين الجنسين، و دخلان ماليان، و مشاركة في الزيارات الاجتماعية لكلا الزوجين، والالتزام القوي تجاه الزواج الدائم”.
ولكن ماذا بخصوص الأسر التي لا يتوفر فيها شروط الزواج الناجح ؟
قال أماتو : “يمكننا الحديث فقط بالمتوسط عن الشريحة التي خضعت للاستطلاع و لا نستطيع أن نعمم ذلك على جميع الناس، فالكثير من الأزواج الذين لا ينطبق عليهم الوصف المذكور لا يزال لديهم زواج ناجح وهذا الامر يتعلق بالذكاء العاطفي، و احدى المعاني المتضمنة في الوصف المؤسسي للزواج والتي نناقشها في الكتاب هي هل للأزواج الحرية لينظموا علاقاتهم الخاصة بالطريقة التي لم تكن ممكنة في السابق عندما كان للمعايير الاجتماعية والقوانين والدين نفوذٌ اكبر على الزواج”.
يرى المحافظون بأن الزواج يحتضر، وهو مهدد من قبل مجموعة بشعة من الحركات النسوية، و الجماعات المطالبة بحقوق المثليين جنسياً، و اصحاب النزعة الإنسانية العلمانية.
لكني أعتقد بأن بحثاً كهذا يؤكد بأن العادات و التقاليد الشعبية المنتشرة في المجتمع عن الحياة الزوجية هي التي تحتضر و ليس الزواج.
و بالنسبة لي، هذا شيء يوجب الاحتفال .
ترجمة : سهى سنجاب
تدقيق : إسماعيل خليفة
تنسيق : جوني
إقرأ المزيد من المقالات الممتعة والمفيدة :
5 أساليب يمكن للوالدين استخدامها مع أطفالهم للتعلّم بسرعة
اتيكيت التعامل مع الزوج 6 فنون اتيكيت لزواج سعيد
رأيان حول “الذكاء العاطفي بين الزوجين”
التعليقات مغلقة.