أعظم  5 دروس تعلمتها من العمل مع “ستيف جوبز” في شركة “Apple”

 

 

من لا يعرف أبل؟!

كان العمل في شركة Apple في الفترة ما بين أوائل التسعينات وأوائل العقد الأول من القرن الحالي بمثابة شئ مثير للغاية، تجربة مليئة بالفرص الكثيرة على نحو غير عادي لأي شخص يختار العمل من أجل تحويل واحدة من أفضل الشركات في العالم. فقد كانت شركة Apple في طريقها لتصبح شيئًا تاريخًيا. كما يعلم المعظم فقد غيرت عودة “ستيف جوبز” مسار تاريخ الشركة للأفضل.

 

يقول ويليام هول: لقد كنت واحدًا من الذين يؤمنون بشغف العمل، كما كنت ممن بقوا مع الشركة حتى بينما كان يبدو أنها تتجه نحو النهاية. وخلال الطفرة التكنولوجية الأولى، كنت أشعر لو أنني محاصرًا بالتساؤلات: “لماذا تعمل هناك؟” أو “العمل لـدى Yahoo” أو “Sun Microsystems هو المكان المناسب لك”.

 

ولكن دعني أخبرك باستعدادي الدائم لمواجهة الرافضين لأرائي، دائمًا كان الجواب المعتاد لدي بأني “أفعل أكثر مما يفعل معظم الناس في حياتهم”، أو لاعتقادي بأن “شركة “أبل” سوف تعود من جديد ثانيةً، وعلي أن أشارك في هذا الأمر”.

 

في الحقيقة، كنت محظوظًا للعمل مع “Jobs, Avie Tavanian, Jon Rubenstein” وغيرهم من المدراء التنفيذين. لم أغادر شركة “أبل” لأنني كنت أتعلم  قدر استطاعتي حول ريادة الأعمال وكيفية إصلاح شركة رائعة. وقد كان ذلك أفضل شئ يمكن لأي شخص أن يطلبه أو يحصل عليه.

 

بعد العمل مع جوبز لبضع سنوات، يمكنني بكل ثقة سرد الدروس الواضحة التي تعلمتها والتي يمكن تطبيقها على ريادة الأعمال بشكل عام بالإضافة إلى تأسيس وتطوير شركة ما.

 

اقرأ أيضاً : تطوير الذات في مجال العمل؛ إليك 15 طريقة لفعلها

 

والآن إليك أهم خمسة دروس تعلمتها من العمل مع ستيف جوبز خلال فترة مكوثي في Apple:

 

التسويق أمر بالغ الأهمية

قد لا يصدق معظم الناس هذا، إلا أن “أبل” في ذلك الوقت لم تكن تفعل الكثير من أجل التسويق، حيث كانت شركةً صامتةً نسبيًا، ومعظم الناس لا يعرفون عن منتجاتها. ولكن بمجرد تولي الوظيفة، أحدث هذا تحويل كبير حيث تحولت الشركة إلى ماكينة تسويق بالفعل.

 

أتذكر قوله دائمًا: “كيف يمكننا بيع منتج إذا لم يكن أحد يعرف عنه شئ؟” وكان الدرس الذي حصلت عليه آنذاك هو: “يمكنك أن تصمم أفضل مصيدة فئران في العالم، ولكن إذا لم تخبر أحدًا بشئ عنها، فلن يشتريها أحد”.

 

اولي اهتمامًا عميقا بكل شيء، ولكن اعتمد على الآخرين لخلق التميز

من المعروف جيدًا أن “جوبز” يهتم بالشكل الداخلي للآلة بنفس قدر اهتمامه بمظهرها من الخارج. أتذكر أنني كنت جالسًا في اجتماع iMac حيث كان بإمكانه التحدث إلى Fred Anderson حول تمويل الشركات، وتحويل تركيزه على الفور إلى مناقشة وضع شرائح Asic على اللوحة الأم لأنها كانت سميكة جدًا وقبيحة.

 

كان الدرس الذي حصلت عليه هو: “أن تكون على دراية وعناية عميقة بكل شيء، ولكن اعتمد على الأشخاص الأذكياء بشكل استثنائي لخلق التميز”.

 

النظر إلى ما بعد السيرة الذاتية والنظر إلى النتيجة والأهداف عند التعاقد

قد بدأ “جوبز” يتخطى السيرة الذاتية عند توظيف الأشخاص، وكان أهم ما فعله هو النظر إلى الإنجازات والمصالح الشخصية، مما أدى هذا إلى امتلاء الشركة بموظفين لم يكونوا يمتلكون أصولًا تعليمية أو درجات عالية أو ماجيستر إدارة أعمال. ففي معظم الأحيان نجد كبار ماجيستري إدارة الأعمال في الشركة يتعثرون ويغادرون في الحال.

 

كما وظف “جوبز” الأشخاص الأذكياء بشكل استثنائي ممن لديهم العديد من المواهب التي خُلقت لحل المشاكل بشكل جيد ومثير للإعجاب.

وما حصلت عليه من حكمة من نمط التوظيف هذا هو: “لا توظف فقط الإنجازات الدراسية أو الدرجات العالية. إنما ولي الشخص الذي يمكنك العمل معه بسهولة، والذي لديه العديد من المواهب والمواهب المثيرة خارج العمل”.

 

ثق بحواسك

جعلني الاتجاه نحو الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والتحليلات منزعجًا قليلًا. وهذا أمر مثير للسخرية قليلًا مع الأخذ في الاعتبار أنني أدير شركة تعمل على إنشاء محاكاة أعمال لشركات Fortune 500. ولكن أحد أعظم الدروس التي تعلمتها من “جوبز” هو النظر في المواقف والثقة في غرائزي وأدائي وتوصياتي.

 

لا أزال أتذكر بوضوح اليوم الأول الذي سألني فيه “جوبز” عن رأيي حول تحدٍّ ما واجهناه مع نظام التشغيل Mac OS X. قد أجبت بتقييمي الصادق والذي أدى لشعور “جوبز” بأن كل شئ على ما يرام. كما يمكنني أيضًا أن أتذكر احباطه عندما قدم الناس أمورًا تحليلية بعد طرح الأسئلة عليهم حول أرائهم.

 

دعني أوضح لك بأن “جوبز” يؤمن بقوة في غرائز الأشخاص الأذكياء. أما عن ما تعلمته من هذا: “كن مرتاحًا مع الإنصات والتصرف على أساس غرائزك الخاصة”.

 

كن كبيرًا، جريئًا، واجه المخاطر

في رأيي أن “ستيف جوبز” كان سيد الجرأة والمخاطرة، إذ كان لديه القدرة أن يكون كبيرًا، وأن يكون شخص جرئ يتحمل المخاطر. وبعد عودته إلى “أبل” قد راهن الشركة بأكملها على منتج واحد “the iMac”، حيث اعتمد مستقبل الشركة بالكامل على هذا المنتج.

 

وكان درسي الواضح من هذا هو: “الاستعداد للذهاب لأبعد الحدود، التحلي بالجرأة ومواجهة المخاطر”.

 

وعن ما أفعله الآن، فقد اخترت ترك شركة “أبل” في عام 2003 من أجل تطبيق هذه الدروس على إدارة شركة، وأخيرًا تمكنت من فتح شركتي الخاصة وتطبيق ما تعلمته من مغامراتي المهنية الخاصة عدة مرات.

 

ولكن حقيقة الأمر أني أفتقد الأيام في شركة “أبل”، أفتقد الأشخاص الأذكياء ممن تعاملت معهم (والذين غادروا معظمهم منذ ذلك الحين). وإلى الجميع هذا الدرس الذي لابد لي من سرده: “إذا أتيحت لك الفرصة للمساعدة في إدارة شركة، اغتنمها على الفور، فقد لا تجد تعليمًا أفضل من ذلك”.

 

 

اقرأ أيضاً :