ثلاثة أسئلةٍ ستصحّح مسار حياتك
كنت أحبّ إخبار الناس بطموحاتي سابقاً، بحثاً عمّن يوقد همّتي. متجاهلاً أنّي وحدي القادر على إعادة تكوين ذاتي حين أحاورها. وكّلّما كانت أسئلتي جذرية، أعانتني على تصحيح مسار حياتي. فمجرّد التفكير فيها كان يعطيني مفتاح النفاذ إلى صميم ذاتي.
خذ مثلاً هذه الأسئلة التي تنتظر منك الإجابة عليها أيضاً.
أولاً – إن كان لك صديقٌ يحدّثك بما تحدّث به نفسك، فكم بوسعك أن تجالسه؟
ثق صديقي أن الطريقة التي تنظر بها إلى نفسك، تعطي الآخرين معياراً يعاملونك وفقه. فإن كنت تعامل الآخرين بالطريقة التي تحبّهم أن يعاملوك، فمن بابٍ أولى أن تنظر إلى نفسك بالطريقة التي تودّهم أن ينظروا بها إليك. بتوقف عن نقد الذات على ما ليس فيها، وابدأ التعرف على خصالك الصالحة. كن خير جليس مع نفسك، حتى لا تسقط في هوّة النقد السلبي وبالتالي مجافاة ذاتك.
إنّ حجم النقد الذي تمارسه مع ذاتك،غالباً ما يساوي حجم الإساءة الذي تسمح للآخرين بتوجيهه إليك. فإن اعتدت أن تسِم نفسك بأنك خمولٌ ومنطوٍ، فإنك ستتقبّل وبلا وعي من الآخرين التعامل معك وفقاً ذلك. لذا كن واعياً لما تحدّث به ذاتك. أفكارنا هي التي تصيبنا مقتلاً أو تسمو بنا. تتردد في خاطرنا ما يصل إلى ستين ألف فكرةٍ في اليوم. احرص على جعل الإيجابية منها هي الغالبة.
متى كانت المرة الأخيرة التي مرة سمعت فيها أن أحدهم يحبّك؟ متى كانت آخر مرة قيل لك إنك أديت عملاً رائعاً؟ أو دُعيت فيها للاحتفال بإنجازٍ تعلم أنك تستحقه؟ فمتى حصل ذلك وكان المُحتفي فيها بك، هو أنت؟
ثانياً – إن كان الغد هو آخر أيام حياتك، هل ستقوم اليوم بما تقوم به عادةً؟
كلّنا موقنون في قرارة أنفسنا بأن الحياة قصيرةٌ، وأننا لا محالة راحلون. ورغم ذلك، يفاجئنا فقدان أحدهم. لهذا، عش يومك دون أن تتجاهل حقيقة الموت، ولكن من غير أن تخشاه. بل اخشَ من ألّا تعِش الحياة التي تتمناها، فقط لأنك لم تجرؤ على القيام بتغييرٍ جذري فيها.
ليست الروح أكبر ما تخسره، بل ما يموت داخلك وأنت على قيد الحياة. كن حازماً. ضع الموت بين عينيك، ثم توجّه نحو أحلامك. لا تكن واحداً من الذين يعيشون حياةً محتومة، من غير أن يدركوا ما بوسعهم تحقيقه. وقد كان بوسعهم كل شيء!
في داخل كلّ منا شمعة، تشعرنا بأنّا أحياء. مهمّتك أن تعثر على شمعتك لتغذّيها وتجعلها تتوهّج. توقف عن الاهتمام بما يتوقعه الآخرون منك، وعش حياتك أنت. اكتشف حبّك، اكتشف مهاراتك وهواياتك، ثم احتضنها. الحياة التي تصنعها بنفسك، أفضل بكثير من تَمنّيها. احفظ هذا حين تخطط لما ستفعله غداً.
ثالثاً – ما الذي إذا تخلّصتَ منه، فتح لك باب تحقيق أحلامك؟ وما الذي إذا تحتاج إليه؟
كلّما تطوّرت، وجدت المزيد مما يجب عليك القيام به. لتكتشف العوائق التي تحول دونها. لأن طريقة الحياة التي تمارسها لم تعد صالحة. الأفكار القديمة التي تتبناها لم تعد منزّهة. صَحبُك لم يعودوا يسايرون تقدّمك.
تمسُكك بمفردات واقعك التي تحول دون تقدّمك لم يعد مبرّراً. سيرك مستقلاً عنها لا يعني تخلّصك منها، بل يعني أنّك وجدت طريقةً إيجابية للعيش بمعزل عنها. قد لا تستطيع التحكّم بجميع التفاصيل وجميع الناس، لكن لديك القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة في أقصاء ما هو غير مناسب. صمّم حياتك كما تشاء أنت، ثم عشها.
بتحييد العناصر المعوّقة، سيكون ما هو آت خيرٌ مما أنت عليه، ولو لم يكن كذلك. لأنك تزيل الحجّة التي كنت تعتذر بها، فلم يعد يحجزك عن أحلامك غير سَعيك. تأكد أن البدايات التي لا تقدّر بثمن تختبئ خلف ما كنت تحسبه نهاية العالم. لا تحزن على الخسائر، إذ لا نجاح بلا تضحيات.