تستعرض هذه المشاهد قصة “سلمى” “نظلي الرواس” الفتاة التي تجاوزت سن الثلاثين ولم تتزوّج، وكحال أي فتاة في مجتمعاتنا الّتي تعزز فكرة الخوف من عدم الارتباط لسن متأخر، فيتقدم لها شاب لا تحبّه وتوافق عليه فقط لتتخلّص من كلمة “عانس” ذلك المصطلح المتخلف الذي يطلق على الفتيات، وأحيانا على الرجال.
“التحليل النفسي للمشهد”:
غالباً ما تربط الفتيات في مجتمعاتنا قيمتهنَّ بوضعهنّ الاجتماعي وبأزواجهنّ، (انا زوجة فلان، أنا مخطوبة فلان)، وإذا تأخّرن في الزواج يعِشنَ ضغط اجتماعي ونفسي بسبب مجتمعنا الذي يوهمهنّ بأنهنّ قد فشَلنَ في الحياة.
عندما قام أهل الشاب بطلب سلمى للزواج أحسّت بالفرح للوهلة الأولى ومن ثم تذكّرت أنّه ليس فارس أحلامها ومع ذلك وافقت على الزواج منه لأنها تريد أن تتخلص من نظرات الناس الّتي تحاصرها، و سؤالهم الذي يلاحقها في كل مناسبة “أيمت بدنا نفرح فيكي؟”
الخلاصة: عزيزتي.. عمركِ لا يحدد أهميّتك، فأنتِ جميلة ولطيفة وهناك ما يميزك في أي عمر تعيشنه. مراهقة؟ عشرينيّة؟ ثلاثينيّة؟ أربعينية؟ خمسينيّة؟، الأرقام ليست مهمة بل الأهم هي أن تعيشينها كما تريدين ومع من تحبين دون الاضطرار إلى إتمام الحياة مع شخص لا يناسبك ولا يناسب معتقداتك.
قيمتكِ في المجتمع لا تحددها آراء الناس ونظراتهم، بل تحددها نظرتك لنفسك، إيمانك بأنك تستحقين الحياة التي تريدينها مع الشخص الذي تريدينه. بالطبع هذا لا يعني أن لا تعطي الفرصة للأشخاص ففي تتمة حكاية سلمى تعيش مع هذا الشاب براحة وتقع في حبه مع مرور الوقت، لكن ما أطلبه منكِ أن لا تدعي نظرات الآخرين تحدد سَيركِ في هذه الحياة، وأن تدركي حقَّ الإدراك بأن “العنوسة في الأفكار” فقط،
وتذكّري بأنّ التوكيدات الإيجابية أهم ما في الأمر.