إنها قوانين العقل الباطن التي تسيّر الحياة؛ فوفقًا لدكتور بروس ليبتون “اتضح أن 99% من حياتنا تقع تحت سيطرة العقل الباطن.” ويتفق العلماء على أننا لا نمتلك السيطرة الكاملة على حياتنا، على الرغم من أن هذا قد يبدو مختلفًا بالنسبة لذاتنا الواعية.
إنما هذه الحقيقة قد لا تكون بالسوء الذي تعتقده، لأن العقل الباطن لديه من قوة معالجة وتحليل العمليات أكثر من التي يمتلكها عقلنا الواعي، وفي نهاية المطاف إنها مسألة معرفة كيفية استخدام قوى العقل الباطن الرهيبة كي نطلق العنان للقدرات التي قد لا نكون على دراية بوجودها لدينا.
وهم العقل الواعي
في معظم الأحيان نحن نعتقد أنه لا يمكننا الحصول على تصورات إلا بشكل مُصمم من قبل العقل الواعي، ولكن الحقيقة هي أن العقل اللاواعي يلعب دورًا حاسمًا في ذلك؛ فقد تكون تصوراتنا الواعية نوعًا ما عبارة عن وهم موجود فقط داخل عقولنا بينما الواقع شيئًا مختلفًا تمامًا، ولهذا السبب نحن لا نرى الأشياء كما هي، بل نراها كما نريد أن نراها.
إن معرفة هذه الحقيقة وحدها تجعلنا نفكر في ما الذي يمكن أن يكون موجودًا وواقعيًا حقًا؟ وما دورنا فيه؟ ربما هذا النوع من المعرفة قد يكون متاحًا في متناول يديك إذا كنت تحاول العثور على فكرة لأعمالك التجارية الكبرى القادمة، أو حلًا للبشرية أو حتى مجرد مساعدة أنفسنا لنتطور ونتجاوز الصعوبات.
في بعض الأحيان، لا يتم العثور على إجابات أو لا تظهر الأسئلة الصحيحة؛ لأننا نبحث فقط على إجابات داخل عقلنا الواعي بدلًا من الوصول إلى العقل الباطن لدينا، حيث أن كل ما نريد معرفته موجود هناك بمكان ما في اللاوعي ينتظر أن يتم إيجاده.
هناك إستراتيجية لتحقيق شئ ما مع عقلك اللاواعي، ألا وهي معرفة كيف تقوم ببرمجة هذا العقل.
كيف تقوم ببرمجة عقلك اللاواعي
في الواقع يمكنك إعادة برمجة عقلك اللاواعي طوال حياتك، جميع الأحداث والمشاعر والخبرات تسمح لعقلك الواعي واللاواعي باستمرارية إعادة البرمجة ولكن يجب النظر إلى أهمية هذه البرامج، لأنه ما لم نتمكن من إعادة برمجة البرامج بطريقة صحيحة في العقل الباطن؛ فإن تجاربنا ووعينا ونجاحنا واحتياجاتنا وواجباتنا قد لا تصل أبدًا إلى كامل إمكاناتها.
إن الشخصيات السعيدة أو الناجحة تفعل ذلك بالضبط؛ يقومون بإعادة برمجة العقل الباطن لديهم، وهذا هو الطريق الصحيح رغم أنهم قد لا يدركون أنهم يفعلون ذلك بالضبط، فبعضهم يعلم كيف يقوم ببرمجة العقل الباطن، ولكنه يعتقد أن هذا تأثير العقل الواعي لديه، إنما في الواقع العقل الواعي يلعب دورًا أقل في هذه العملية.
إن الناس الذين يبدو أنهم يستخدمون عامل الوعي بطريقة ناجحة، هم في الواقع يقومون بالسماح بالتدفق الحر للمعلومات ما بين عقولهم الواعية والغير واعية لصالحهم.
إن حياتنا وقراراتنا وتوقعاتنا وأخطائنا وإنجازاتنا وأنماطنا وإدماننا وأفكارنا هي نتيجة “برامج”، وهذه البرامج هي البنية التي تشكل ما نحن عليه الآن.
الأعمال الداخلية للعقل الباطن
من أجل أن تكون قادرًا على برمجة العقل الباطن، من المهم أن يكون في اعتبارك الأعمال الداخلية للعقل الواعي، بالترتيب بدئًا من التفكير حتى العمل.
و بهذا تكون العملية كالآتي:
العقل الباطني الكوني ← العقل الباطن للشخص ← العقل الواعي للشخص ← العمل أو الفعل.
أولًا: العقل الباطني الكوني: وهو ما يمكن أن يسمى الإلهي أو الروحي أو ” الإستراتيجية الكبرى ” أو المصدر أو التمثيل الهندسي الكسري لكل ما هو موجود، والسبب في وجودنا هنا، والسبب في وجود الأشياء حولنا ولماذا هي ونحن هنا، حتى أن البعض يطلق عليه ” إله”، إلخ.
ثانيًا: العقل الباطن والعقل الواعي: وهما نتيجة لطاقة الهيكل البشري.
ثالثًا: الفعل أو العمل: هو مظهر من مظاهر الفكر.
فيما يلي سنقوم بتوضيح 3 قوانين يعمل بهم العقل الباطن سواء كنت تعلم ذلك أم لا، وهي قوانين ثابتة تعمل دائمًا، فلا تحتاج أن تكون على علم بها حتى تعمل.
القوانين الثلاثة للعقل الباطن
- القانون الأول: أن اللاوعي هو نظام لاسلكي يعمل دائمًا، وهو يربط جميع أنظمة اللاوعي الأخرى مع بعضها لتبادل المعلومات، حيث يتم تقاسم المعلومات بسهولة أكبر بين الذبذبات الذرية المتماثلة والموجودة في العقل اللاواعي، ويمكن ملاحظة الاتصال الذري بين جسيمات العقل المتذبذبة والمتماثلة في هذه النظرية، وتُسمى نظرية التشابك.
- القانون الثاني: أن اللاواعي هو الرابط المباشر بين العقل الباطني الكوني والعقل الواعي لدينا، وهو نظام اتصال فريد من نوعه ويعمل بطريقة منفردة.
- القانون الثالث: يعمل العقل الباطن دائمًا كنظام تسجيلي، حيث يقوم بإعادة البرمجة الخاصة به عندما يحصل على معلومات مغلفة بالمشاعر أو معلومات تتكرر بصورة كبيرة مع مرور الوقت.
و بهذا نكون حصلنا على قوانين العقل الباطن الثلاثة، وكيف نقوم باستخدامها لصالحنا، وعرفنا كيف يتصل العقل الباطن الكوني بأفعالنا من خلال عقولنا.
اقرأ أيضاً: ثلاثة نصائح أساسية لتدخل الى عالم عقلك الباطن