قد تلاحظ المرأة تصرفات غريبة من الرجل ، تدل على اللاحب، وتجعلها تتصرف بردود أفعال سلبية وعدائية، وتزيد الأمر تعقيداً وقد تؤدي للإنفصال ، في هذه الحالة ، ليس من الضرورة أن يكون الرجل يخونك ،أو لايحبك ، وهذا ماتلاحظه المرأة بعد إهتمام وتودد وغزل دائم في الفترة التي تسبق صمته ، وتجده فجأة إبتعد عنها ، وإختفى وصمت ، وهنا تبدأ المشكلة .أنها تعتقد أنه يخونها أو تخلى عنها ،وتعيش في أزمات نفسية ، وإحباطات ، ممايجعلها تتصرف بردود أفعال تجعله ينفر ويبتعد عنها أكثر .
و في علم النفس ، تمت دراسة هذه الحالة ، وتسميتها بدورة الحب عند الرجل ، وهي تشبه الدورة الشهرية عند المرأة، والتي تتعرض من خلالها إلى تقلبات في المزاج وتوتر ،أما عند الرجل فهي تستمر لشهرين أو ثلاثة ،يحتاج الرجل فيها إلى الإبتعاد لفترة ، ليخرج من الروتين و المسؤلية ، والإلتزام ويكون بحاجة ليلتقي مع نفسه.
ولكي تمر هذه الدورة بسلام على المرأة أن لاتضغط عليه ، وتستمر في ملاحقته ، والشك فيه ،والإلحاح عليه ،
لأن هذا الفعل سيجعله يبتعد أكثر، ويهرب ولا يعود .
لأنها أصبحت تشكل قيد بالنسبة له ، فهو بحاجة ليلتقي مع نفسه كل فترة بدون ضغط .
عندما يتغير الرجل اسمحي له بالإبتعاد، وإكتفي بالسؤال والإطمئنان عنه ، دون الإلحاح والعتاب ، ولا تلاحقي تصرفاته ، وتكوني عدائية معه، لأنك ستكوني عنصر ضغط ، وسيبتعد أكثر ليرتاح من ملاحقتك.
وعندما يعود يجب أن لا تعاتبيه ولا تعاقبيه، أو تمنعي عنه العلاقة الزوجية ،فهذا الأمر يزيد التعقيد في العلاقة ويجعله يتعامل معك كخصم ويزيد الأمر سوأً.
ولكي تميزي إن كان يحبك أولا : فعليكي بالإنتباه إلي تصرفاته عندما يعود ، فإن كان بنفس اللهفة والمشاعر السابقة تجاهك، فهو يحبك ، وابتعد لأنه بحاجة ليحصل على السلام النفسي ،ويعيش الدورة الخاصة به ، بهدوء وتوازن حتى يخرج منها أكثر نشاط وراحة من السابق . أما إذا عاد ، ومشاعره متغيرة تجاهك ، ولا يمتلك من الإشتياق واللهفة كما في السابق ،فهو لم يكن يحبك من الأول وكان يتلاعب بعواطفك، ونصيحتي أن تبتعدي عنه، وأن تعيشي حياتك وهو غير موجود فيها. ولاتعيشي على أمل أن يحبك بالمستقبل ، فالحياة لاتقف عند أحد ، وهو دخل حياتك ليعطيكي رسالة إلهية، وإنتهت مهمته وخرج بسلام.
فدعيه يبتعد لأن وجوده ، سيكون سلبي عليكي فيما بعد .
والله والكون ، سيختار لك من يتناسب مع مستوى وعيك ، وطاقتك ، ويكون خير لك .
ودمتي عزيزتي المرأة بقوة وسلام مع الرجل ..
فالرجل جزء مهم في حياتنا، لانستطيع التخلي عنه، لأنه يوازن طاقة الحياة ، وذلك بالإنسجام بين( طاقة الذكر وطاقة الأنثى) وهذه الطاقات هي منبع السلام في الكون .
فالرجل نعمة في حياتنا ، يجب أن نتعلم كيف نتعامل معه ونحافظ عليه.
وتلك هي سنة البشر والحياة ، من خلق الله آدم حتى وقتنا هذا.