لكي تعيش حياة صحيحة ومتميزة فأنت تحتاج الى طاقة وزمن، وأما عن الزمن فهو متوفر للجميع وبكمية عادلة ولا ينقصنا زمن وليس لدينا فائض منه، وإن ما هو موجود منه يناسبنا تماماً لذلك لم تعد هناك ضرورات لنتعلم شيء عن إدارة الوقت لأنه بالأساس تعبير خاطئ ولأنه لا يوجد إدارة للوقت أساساً فلا أحد يستطيع أن يزيده او ينقصه والتعبير الصحيح المقابل له هو إدارة الذات والتي عليها مدار كل الأمور، وإدارة الذات تتطلب أولاً الوعي بالذات والعناية بالذات والتحكم بالذات وثانياً التحكم بالطاقة لأنها مصدر الحركة والنشاط والقوة والحيوية التي تمكننا من إنجاز الأعمال المجدولة في الزمن المحدد.
إن ما نحتاجه من الطاقة الممتازة مرتبط بالكمية التي نحصل عليها والتي نتزود بها من الطعام والشراب والنوم والتنفس والرياضة والراحة وأيضاً نحتاج إلى نوعية محددة من الطاقة التي نطلق عليها الطاقة الإيجابية ولها ثلاثة مصادر نتزود بها:
1- من الكون: والتي يرسلها لنا باستمرار ومدى الاستفادة منها متوقف علينا نحن وعلى من حولنا.
2- من المجتمع ومن مجموع الأفراد حولنا: وخصوصا قادتنا وعلمائنا و أأمتنا
3- ومن عاطفتنا: المتمثلة بالحب ومن شعورنا المتمثل بالسعادة واذا حدث تشويه لعاطفة الحب فانقلبت بفعل الفكر الخاطئ الى حقد وكراهية وانقلبت السعادة إلى حزن وخوف وغضب واشمئزاز وحسد وشك وانتقام ورعب واستبداد ويأس واكتئاب فان الطاقة لدينا تصبح نوعيتها سلبية ليتحول الجميع من حولك الى نوعية الطاقة السلبية وتزداد المشكلة عندما يكون القادة هم ايضا مصدر للطاقة السلبية من خلال ممارستهم لأفعال الطغيان والرعب والاستبداد والتخويف المستمر فتزداد نوعية الطاقة السلبية الموجودة منا ومن المجتمع ومن قادتنا ومن مما حولنا .
فلا يكون لنا الا الطاقة الكونية والتي ايضا يتم التلاعب بها ومصادرتها بأفعال الحروب والصراعات والدمار والمجاعات ونشر موجات قصيرة جدا تؤثر على طريقة تفكيرنا وعمل ادمغتنا واستخدام اعلام موجه عبر اخصائيين محليين وخارجيين يعملون ليل نهار وعلى مدار الوقت للتلاعب بالوعي وبقدرات البشر لمنع وصول نوعية طاقة ايجابية من الكون والنتيجة هي نوعية طاقة سلبية لتضاف الى ما لدينا والمحصلة وعي منخفض جدا ومشاعر سيئة وطاقة سلبية منتشرة في كل مكان.
الذي تستطيع فعله الان وتسيطر عليه هو بناء وعيك الذي يقوم على المبادئ المتمثلة بفهم الحرية والعدل والسلام والصدق والامانة وتقدير الجمال وفعل الخير وتمثل الفضيلة وبناء وتعلم عاطفة الحب والرحمة والاحسان والتسامح والشفقة والود والحنان والعطف والتكاتف والتعاون وتعلم وفهم مشاعرنا وبناء السعادة ومعالجة حالات الحزن والغضب والخوف والكره والحقد والشعور بالذنب والملل والاكتئاب والاحباط وتعلم الوعي بالذات وضبط الذات والعناية بالذات والاهتمام بنوعية غذائنا وطريقة تنفسنا وممارسة الرياضة والنوم الصحي الكافي وخلق معنى لحياتنا ومعنى لوجودنا ، وجعل كل ذلك يظهر في افعالنا وتصرفاتنا ومساعدة بعضنا البعض لكي نفهم بعضنا البعض ونتشارك مع بعضنا البعض لبناء الحياة التي نستحقها ككائنات مستخلفة على هذه الارض.
إن نوعية الطاقة وكمية الطاقة تحدد لنا من نكون وإلى أي اتجاه نسير وكيف نسير فهناك علاقة ما بين كمية الطاقة ونوعية الطاقة والتي تتمثل في اربعة احتمالات بينهما:
الاحتمال الاول: نوعية طاقة سلبية وكمية طاقة عالية فهي تشير الى افراد في حالة غضب وقلق وخوف وعدوانية وهجوم ودفاع وحنق كبير.
الاحتمال الثاني: نوعية طاقة سلبية وكمية طاقة منخفضة فهي تشير الى افراد في حالة اكتئاب واحباط ويأس وإنهاك وتعب وانهزام وانسحاب وضعف ولا مبالاة وهدر.
الاحتمال الثالث: نوعية طاقة ايجابية وكمية طاقة منخفضة فهي تشير الى حالة الافراد في وضع الراحة والهدوء والسكينة والوداعة واللطافة والمسالمة.
الاحتمال الرابع: نوعية طاقة ايجابية وكمية طاقة عالية فهي تشير الى حالة افراد في قمة النشاط والحب والحيوية والثقة والحماس والتفاؤل والسعادة والاداء العالي.
إن مفهوم ادارة الحياة يتطلب منا الوعي بالذات والوعي بالأخر وبذل الجهد لاختيار الحياة التي نريدها بالحب والكرامة والحرية والعدل والسلام والصدق والامانة والوفاء والاخلاص والتعاطف والتعاون والتكاتف وفعل الخير والاداء المتميز والمتفوق لتحقيق نتائج عظيمة تحقق لنا ولغيرنا الخير والفائدة والسعادة والرضا. حقا انها ادارة الحياة وهي ادارة للطاقة بنوعية ايجابية وكمية طاقة عالية وانت مسؤول لكي تختار نوعية طاقتك وكميتها ، فماذا انت فاعل؟
د. أيمن قتلان