كلما زاد عدد الأشياء التي نتعلقُ بها، كلما زادت حريتنا وسعادتنا، التعلق بشيء/شخص هو صفة طبيعية وصحيّة، حاول تخيل وضعية الشخص المتعلق! رغبة وانغماس وشغف وعطاء وتركيز..
وتقريباً من دون “التعلّق” بشيء/إنسان ما كُنّا لننجز شيء.. كل الحضارة والأعمال والفنون والعلاقات حصلت بسبب تعلقنا بها، فتعلقي بالحبيب/بالعمل يجعلني أقوم بشيء اتجاههم، وعندما يكون لدي تعلّق/ارتباط إضافي فلا يمكن أن أكونَ مستعبداً (مثال بسيط للتوضيح: أنا أعمل بشركة والوضع ممتاز، وجود خيار للعمل بشركة ثانية هو تحرر من الشركة الأولى برغم تعلقي بها)
إذن المشكلة تكمن حرفياً في حصر عدد الناس/الأشياء التي أتعلقُ بها، العبودية لا تحدث عندما أتعلقُ بك إنما تحدث عندما أتعلق بك وحدك! عندما يكون لدي الكثير مما أتعلقُ به فهذا يعني أنني أراكَ بحجمك الطبيعي وأدرك أن العالم واسع والخيارات عديدة ما يخفّف أوجاع الناس ويحرّرهم أكثر من تعلّقٍ ما هو تعلقهم بأشياء أخرى (حبيب،أصدقاء، عمل، هواية، موسيقى، معنى، لعبة، أي شيء حتى لو كان تافهاً..).
أعرف شخصاً لديه تعلّقٌ شديد بعمله وهو مميزٌ جداً به فعلاً، نصحته أن يتزوج بسرعة لينتج تعلقاً جديداً يخفف من التعلق الأول (الحب،الأولاد..)، وصار يبحث عن تعلقات جديدة ومفيدة (هوايات، علاقات)، وهذا بالفعل أثرّ به كثيراً، وزاد توازنه. حتى عندما تريد ألا تتعلق بشيء، فأنت تتعلق ب”عدم التعلق” وهكذا.. الإنسان كائن متعلق، علينا أن نتفق على ذلك.
يبقى أن نناقش عدد ونوعية التعلقات، فكلما زاد العدد زادت الحرية وزاد التوازن، وكلما كانت نوعيتها مميزة، زادَ رضانا، فرغبة البشر في الحرية والسعادة جعلتهم يبحثون دائماً عن أشياء أخرى مميزة ليتعلقوا بها جعلتهم يبحثون عن الله مثلاً.