البرمجة اللغوية العصبية واستراتيجية شركة تويوتا للسيارات
سالي حنا – خاص أكاديمية نيرونت لـ التطوير والابداع والتنمية البشرية
عند التعرف على مشكلة أو قضية ما فإن المدربين, المستشارين, المدراء, الأهالي, و حتى نحن أنفسنا غالباً ما ينتهجون سلوك بعيد عن ” البرمجة اللغوية العصبية ” و نركّز على الأعراض و نستخدم ضمادة لتغطية المشكلة ثم نتساءل لماذا لم تحل المشكلة أو القضية .
ولكن وفق قواعد ” البرمجة اللغوية العصبية ” الصحيحة أنه حتى يتم التعرف على على القضية أو المشكلة بشكل كامل فإنه من الواجب التعرف على حل الأصل المسبب للمشكلة.
هناك عملية طوّرت من قبل ” شركة تويوتا للسيارات ” في السبعينات و يشار إليها بعملية “الخمس طرق” و هي عملية فعالة جداّ في كشف الأصل المسبب للمشكلة أو القضية أو العوامل المسببة لنشوء هذا المسبب.
العملية تتضمن بشكل أساسي أن نسأل “لماذا” حوالي خمس مرات طالما أنك تبحث عن أجوبة أكثر دقة.
يمكن تطوير هذه التقنية الشديدة الفعالية باستخدام المبادئ الثابتة لـ ” البرمجة اللغوية العصبية “:
– هناك أسئلة أكثر فعالية من تلك التي تبدأ بـ”لماذا”
-العملية المُطوَّرة من قبل شركة تويوتا تعتمد على كوننا أكثر دقة.
-للحصول على أجوبة أكثر صدقاً فإن الأشخاص المنخرطين بالعملية يجب أن يشعروا بالأمان و ألا يشعروا بأنه تتم مواجهتهم أو الحكم عليهم.
تتم الإشارة في ” علم البرمجة اللغوية العصبية ” إلى تجنب استخدام سؤال يبدأ بـ”لماذا”. عندما نسأل شخص ما “لماذا” فإنه عادةً ما يشعر بأنه مهدد و أن عليه الدفاع عما قام هو أو زملائه بقوله أو فعله عن طريق إعطاء أعذار أو جعل سلوكه يبدو منطقياً. و إذا حصل هذا فإن هناك فرصة ضئيلة بتحديد الأصل المسبب أو حتى حل المشكلة وهذا يتنافى مع ” علم البرمجة اللغوية العصبية “.
أن نسأل أسئلة مثل “ما هو الخطأ بالتحديد؟” , “كيف حصل هذا الخطأ؟” , “ما الذي أدى إلى حدوث المشكلة؟” يجعلنا نركز انتباهنا على المشكلة و على العملية التي أدت إلى ظهور هذه المشكلة. بهذا يكون لدينا تركيز أوضح, معلومات أكثر, و فهم لمسبب الخطأ بالضبط و لكيفية تطوُّر عملية كشفه و ” برمجة لغوية عصبية ” أفضل. شاهد سلسلة وثائقيات: البرمجة اللغوية العصبية . لـ د. ابراهيم الفقي
أن تسأل أسئلة لغرض أن تكون أكثر دقة يشار إليه في ” علم البرمجة اللغوية العصبية ” بـ “تضييق النطاق” وذلك بحسب ” شركة تويوتا للسيارات “. للحصول على فهم أوضح للمشكلة و كيفية حصولها فقد نسأل أي من الأسئلة التالية:
1- كيف, ماذا, أين, من, متى بالضبظ؟ مثلاً: ما الذي سبب هذه المشكلة؟ كيف حصل هذا؟
2- ما الذي سبب نشوء هذا؟ مثلاً: ركّز على مكوّن, جزء, أو فعل معيَّن.
3- أعطني مثال عن ذلك.
الأسئلة المحددة التي سوف تطرحها تعتمد على الموقف.
إذا كنت مدرّباً لـ” البرمجة اللغوية العصبية ” تعمل مع زبون فقد يكون التكلم عن استراتيجيات زبونك و كيفية تغييرها للحصول على نتائج مختلفة أكثر فعاليةً من التكلم عن عملية حل المشكلة.
بالخلاصة فإن الهدف من عملية “الخمس طرق” المُطوَّرة من قبل ” شركة تويوتا للسيارات ” هو حصد وضوح أكبر عن ماهية المشكلة و كيفية تعديل العملية أو الاستراتيجية التي أدت إلى حصولها للحصول على نتيجة مطوَّرة في المستقبل.
الخطوات الرئيسية هي:
1- ابدأ بالنتيجة النهائية أو الأعراض.
2- ضيّق النطاق أو كن أثر دقةً من خلال طرحك أسئلة كالمطروحة سابقاً في المقاال و تجنب السؤال بـ”لماذا”. هذه الخطوات معادة حوالي الخمس مرّات.
3- اخلق مساحة من الأمان و الثقة لهؤلاء المنخرطين في عملية الكشف عن سبب المشكلة.
مثال توضيحي: افترض أننا نلتقي بفريق الإنتاج الخاص بنا لأن زبون أساسي قام بتقديم شكوى:
1 – من هو تماماً الذي قدم الشكوى؟
الجواب:رئيس شركة ABC.
2- ما هو الشيء الذي يثير قلقه؟
الجواب: نوعية النتجات في آخر شحنة أرسلناها.
3- أي منتج, و من أين تم شحنها أو إنتاجها؟
الجواب: أقراص رقمية مدمجة من فرعنا في مدينة كاليفورنيا.
4- ماذا كانت المشكلة بالضبط؟
الجواب: الشحنة لم تطابق المعايير المرغوبة.
5 – كيف حصل هذا؟
الجواب: إن لهذه الشركة احتياجات خاصة لم يتم توصيلها لقسم الإنتاج لدينا.
6- كيف حصل أن قسم الإنتاج الخاص بنا لم يكن على دراية بهذه الاحتياجات الخاصة؟
الجواب: لا يوجد مكان في قسيمة الطلب للتأكيد على هذه الطلبات الخاصة.
7- لو كانت هذه المعلومات متاحة لقسم الإنتاج هل كنا لنكون قادرين على تدبير هذه الاحتياجات؟
الجواب: نعم.
قد يوجد أحياناً اكثر من طريق لاتباعه. في المثال السابق قد يكون الزبون مستاءً من نوعية المنتج أو من فشل شركتنا بتوصيل الطلبية في الوقت المحدد؟ في هذه الحالة يكون لدينا طريق متعددة لاتباعها؟ عليك دائماً البحث عن طريق ثاني و ثالث لأن الطريق الأول قد يكون الأكثر وضوحاً لكنه ليس الطريق الأكثر فعاليةً.
يمكن استخدام هذا المقال عن استخدام عملية الكشف عن سبب المشكلة بمواقف متعددة كخدمة الزبائن, التحكم بالنوعية, مدرّب يساعد عميل, أولياء أمور يساعدون ولَدَهم بحل مشكلة في المدرسة, مدير/ة يقوم بالكشف عن مشكلة مع فريقه/ا…. يمكن استخدام هذه العملية أيضاً لتوضيح نتيجة مستقبليّة مرغوب بها و لتوضيح العملية المطلوبة لتحقيق هذه النتيجة. في الحقيقة, إن الشيء الوحيد الذي يفيدك هو مخيلتك. وهذا هو باختصار ” علم البرمجة اللغوية العصبية ” واستراتيجية ” شركة تويوتا للسيارات ”
اقرأ المزيد من المقالات المفيدة عن ” البرمجة اللغوية العصبية ”