كيف تُحبّ طفلك – خاص اكاديمية نيرونت لـ التطوير والابداع والتنمية البشرية
قد تكون ” الأمومة ” أو ” الأبوّة ” من أهمّ إنجازات حياتك و أوفرها جزاءاً , لكن هذا لا يعني أنَّها مهمَّة سهلة . إذ لا ينتهي واجبك تجاه طفلك أو أطفالك مهما بلغ أوبلغوا من العمر . لتكون ” أباً ” صالحاً أو تكوني ” أماً ” صالحة, يجب أن تعرف كيف تجعل أطفالك يشعرون بأهميتهم و بحبك لهم , و أنت تُعلِّمُهُم الفرقَ بين الخطأ و الصواب . و أهمّما عليك فعله , ألا يَمُرَّ نهارُك إلّا و قد خَلَقْتَ بيئةً مواتِيَةً لأطفالك كي ينموا و يتطوروا فيصبحوا في المستقبل واثقين من أنفسهم , مستقلين و قادرين على تحمل المسؤولية .
أمّا لكي تعرف كيف تكون أباً صالحاً أو تكوني أماً صالحة, فهذي الخطوة الأولى :
1 . امنح طفلك الحب و الحنان .
أحياناً يكون هذا أفضل ما يمكن أن تُعطيه لطفلك . إن لمسةً حانِيَةً أو حُضناً دافئاً قد يجعل طفلك يُدْرِك كم أنت تحبّه أو تحبّها . لاتستَهِن أبداً بأهمِيَّةِ الارتباط العاطفي عندما يتعلق الأمر بطفلك . و هاكَ بعض الطرق التي تُظهِر بها حبك و حنانك لطفلك:
- عِناقُك الرقيق لأطفالك , تشجيعهم قليلاً , تقديرهم , استحسان أفعالهم , أو حتى الابتسام في وجوههم يمكن أن يكون له الأثر الكبير في زيادة ثقتهم بأنفسهم و سعادتهم .
- أخبرهم بحبك لهم كل يوم , مهما كنت غاضباً منهم .
- احضنهم كثيراً و قبِّلهم . امنح أطفالك الشعور بالراحة بالعطفِ عليهم و محبتهم منذ الولادة .
- أحبهم دون قيدٍ أو شرط ؛ و لا تُجبِرْهم على فعلِ ما تُحبّ أنت كي يحصلوا على محبتك . دعْهُم يعلموا أنّك ستُحبهم دائماً مهما حصل .
إقرأ : طفلك و ظاهرة الخجل الاجتماعي
2 . امدح أطفالك .
مَديحك لأطفالك عنصر مهم لتكون ” أباً ” صالحاً أو تكوني ” أماً ” صالحة , فأنت تريد لأطفالك أن يكونوا فخورين بإنجازاتهم راضينعن أنفسهم . إذا لم تمنحهم الثقة اللازمة ليواجهوا العالم وحدهم , فلن يكونوا فيما بعد مستقلين جريئين على المواجهة . لذا عندما يفعلون شيئاً حسناً , دعهم يشعرون أنك تراهم و أنك فخور بهم .
- اجعلها عادةً لديك أن تمدحهم على الأقل ثلاثة أضعاف ما تنتقدهم . فكما هو مهم أن تنبههم لأخطائهم , كذلك من المهم أنتعمل على بناء الرضا و القناعة بالذات لديهم .
- إذا كانوا صغاراً جداً على إدراك ما تقوله , امدحهم بأفعالك , بالتصفيق , بالمزيد من الحب . فتشجيعهم على كل شيءٍ يفعلونه بدءاً من استخدام مقعد التبوُّل و انتهاء بتحصيل الدرجات الجيدة في دراستهم يساعدهم أن يعيشوا حياةً سعيدة و ناجحة .
إقرأ : الذكاء العاطفي و7 طرق لتتحدث بطريقة صحيحة مع من تحب
3 . لا تقارن أطفالك بالآخرين , و خاصةً بإخوتهم .
كلّ طفل له شخصيته المميزة التي يتفرَّد بها عن غيره . أَكْبِر فيه تَمَيُّزَه و اختلافه عن الآخرين و اغرس في داخله الرّغبة في السَّعي وراء اهتماماته و أحلامه هو لا أحلامك أنت . فإن لم تنجح في ذلك قد تتسبَّب في شعورِ طفلك بالنّقص , و أنه لن يبلغَ يوماً ما تطمَحُه أن يكون . و إذا كنت ترغب في مساعدته لتحسينِ سلوكه , شجِّعْهُ على تحقيق أهدافه بطريقته الخاصّة , بدلاً من حَثِّهِ على تقليد سلوك الآخرين من أخوته أو جيرانه . هذا سيساعده على تقوية شعورهِ بذاتِهِ بدلاً من شعورهِ بالنّقص .
- مقارنة الطفل بأخيه يمكن أيضاً أن يتطور إلى خصومة بينهما . و أنت تريد أن تُنَمِّي علاقة الحب بين أطفالك لا علاقة العدواة و البغضاء .
- لا تتحيَّز . بَيَّنت الدّراسات أن معظم الآباء يفضِّلون أحدَ أبنائهم على الآخرين , لكنّ معظم الأبناء يعتقدون أنهم المفضلون . عندما يتشاجر أبناؤك لا تتحيَّز لواحدٍ منهم دون الآخر بل كن عادلاً مُحايِداً .
4 . استمع لأطفالك .
من المهم أن يَنْحى تواصلك مع أطفالك كلا المنحيين . أنت هنا ليس فقط لإصدار الأوامر , و إنما أيضاً لتُصغي إلى أطفالك عندما يكون لديهم مشاكل . يجب أن تكون لديك القدرة على إظهار اهتمامك بهم و الانخراط في حياتهم . و أنْ تَخْلُق جوّاً من الودِّ والوِئام بينكم يُفسِح لهم المجال كي يقصِدوك في حلِّ مشاكِلِهم , الكبيرة منها و الصغيرة .
- يمكنك أيضاً تخصيص وقت للتّحدّثِ إلى أطفالك يومياً . قبل النوم , أو في الصباح عند الإفطار , أو في طريق العودة من المدرسة . و اعتبر هذا الوقت مُقدس فلا تتفَقَّد هاتِفك الجوّال أو تُشتِّت ذِهنك بأيِّ شيءٍ آخر .
- إذا قال طفلك بأنه يريد أن يخبِرك شيئاً , تعامل مع الموضوع بجدّيّة و اترك كل ما يَشْغَلك , أو حدّد له وقتاً تستطيع فيه الحديث معه و الاصغاء إليه .
5 . خصص وقتاً لأطفالك :
واحرص ألا تُضيِّق عليهم أو تُزعِجهم , بشكلٍ من الأشكال . فهناك فرقُ كبير بين حِمايةِ شخصٍ و بين أسْرِهِ في مطالبك التي لا تنتهي . أنت تريدهم أن يشعروا أنّ الوقت الذي يُمْضونَه معك مقدَّس و مميز لا أن يشعروا و كأنهم مجبرون على تمضيةِ وقتٍ معك .
- اقضِ وقتاً مع كل طفلٍ على حِدة . و حاول أن تقسم وقتك بين أطفالك بالتّساوي في حالِ كان لديك أكثر من طفل .
- استمع إلى طفلك باهتمام و احترم آراءه و رغبته فيما يُحبّ أن يكون . لكن تذكَّر , أنكَ أنتَ ” الأب ” أو أنكِ أنتِ ” الأم ” . و الطفل يبقى بحاجة لبعضِ القيود و الشِّدَّة منكَ أحياناً . الطفل الذي يُعطى كامل الحرية ليتصرف كما يحلو له و يُشبِعَ كاملَ رغباته سيتعب كثيراً في حياته عندما يكبُر و يعلم أن عليه التقيُّد بقوانين المجتمع . أنتَ لستَ أباً سيّئاً و لستِ أماً سيّئةً إن لم تدعا أطفالكما يحصلان على كل ما يريدون . و يمكنكما قول “لا” لهم لكن عليكما ذِكْرُ سبب الرفض و تقديم البديل . فرَدُّك ” لأنني قلت هكذا ” ليس سبباً مُقنعاً !
- خصِّص يوماً للذّهابِ معهم إلى الحديقة العامة , أو مدينة الملاهي , أو المُتحف أو المكتبة حسب ما يرغبون .
- احضر فعّاليات مدرستهم من مناسباتٍ عامة و غيرها . شاركهم في حلِّ واجباتهم المدرسية . التَقِ بمُعلِّمِهم في مكانٍ عام لتَتَطقَّس عن أخبارهم و تَطْمئِن على تحصيلهم الدراسي .
6 . كن معهم و اشهد الأحداث الهامة في حياتهم .
قد يكون جدولُ أعمالك حافلاً بالمشاغل , إلا أنه يتوجَّبُ عليك القيامَ بما في وِسْعِكَ لتشهدَ اللحظات الهامَّة في حياةِ أطفالِك , من حفلات الباليه و حتى حفلات التخرُّج من المدرسة الثانوية . تذكَّر أنّ أطفالك يكبرون بسرعة و ستتكوَّن شخصياتهم دونكَ من غير أن تشعُر . مديرك في العمل قد يتذكر و قد لا يتذكر أنك تَغَيَّبت عن ذلك الاجتماع , لكن طفلك سيذْكُرُ بالتأكيد أنك لم تحضُر المسرحيّة التي كان يقوم بأحدِ أدوارها . ليس مطلوباً منك أن تُلغي كل شيءٍ من أجلِ أطفالكَ , لكن على الأقل حاول دائماً أن تكون معهم و تشهدَ الأحداث الهامة في حياتهم .
- إذا كنت مشغولاً جداً لدرجة أنّك لا تستطيع أن تكون مع طفلك في يومه الأول في المدرسة أو تشهدَ أي حدثِ آخر هام في حياته , فقد تندم على ذلك طوال عمرك . أنت لا تريد لولدك أن يتذكر يوم تَخَرُّجِه من الثانوية بحسرة إذ لم يتمكّن أبوه أو أمه من حضور الحفلة .
ترجمة : رفاه منيرالصابوني
تدقيق : راما شامي
تنسيق : جوني
أقرأ المزيد من المقالات المفيدة :
أمور تقوم بها يوميا لحياة أفضل- الجزء الأول
أمور تقوم بها يوميا لحياة أفضل- الجزء الثاني
أمور تقوم بها يوميا لحياة أفضل- الجزء الثالث