كيف تكون مربّياً فاضلاً – خاص اكاديمية نيرونت لـ التطوير والابداع والتنمية البشرية
1 . اجعل أوامرك منطقية .
طالب أطفالك بتنفيذ ما يمكن أن يقوم به المرء و هو يعيش حياةً سعيدة نافعة بذات الوقت ـــــ لا ما هو خيالي لا يمكن أن يطبِّقَه إلا الشخص المثالي الذي في ذِهنك . من الضروري أن تضع قواعد و تعليمات تساعد طفلك على النُّموِّ و التَّطوُّر لكن دون أن تكون صارماً جدّاً إلى حدٍّ يجعلُ الطفل يشعر و كأنَّه لا يمكنه خَطْوَ خُطوةٍ واحدة من غير أن يخطئ . فالأمثل أن يحبك طفلك أكثر ما يخافك .
- دع أوامرك و تعليماتك تصِلهم بشكلٍ واضح و مفهوم . يجب أن يكون الأطفال على علمٍ تامٍّ بعواقب أفعالهم . فإذا عاقبت أحدهم , تأكد من أنه يدرك سبب العقوبة و يعرف الخطأ الذي دعاك إلى فرضِها ؛ لأنك إن لم تتمكّن من توضيحِ السّبب و كم هو مخطئ بفعلَتِه لن تُجْدي العقوبةُ نفعاً .
- تأكد من أن أوامرك و تعليماتك ليست منطقيّة فحسب بل و ممكنة التّطبيق أيضاً . ابتعد عن العقوبات المُفْرِطة في القسوة , و الشّديدة الصّرامة من أجل هَفْوةٍ أو خطأ بسيط , أو أيِّ عقوبة تنطوي على أذى جسدي لطفلك .
إقرأ : الذكاء اللفظي وأساليب التعلم
2 . اضبط أعصابك قَدْرَ استطاعتك .
من المهم أن تكون هادِئاً و عقلانياً قَدْرَ الإمكان عندما تشرح تعليماتك و أوامرك أو تنفِّذها . فأنتَ تريدُ لأطفالِكَ أن يأخذوك على مَحْمَلِ الجَّدّ , لا أن يخافوا منك أو يشعروا بأنك مهزوز . و من الواضح , أن هذا ليس بالأمر السهل إطلاقاً , خاصّةً عندما يَخرُجُ أطفالك عن السّيطرة أو يُخرِجوكَ عن طوْرِك , لكن إذا شعرت أنك على وشك الصُّراخِ عليهم , انسحب بأيّةِ حُجَّة قبل أن تنتهي من الحديث معهم .
- جميعنا نفْقِدُ أعصابنا و السّيطرة على أنفسنا , أحياناً . فإذا قلتَ أو فعلتَ شيئاً ندِمت عليه , عليك أن تعتذر لأطفالك , ليعلموا أنّك أخطأت . أما إذا تصرَّفْتَ و كأنَّ ما فعلْتَه شيءٌ عاديّ , فتوقّع إذاً أنّهم سيقومون بنفسِ الفعل فيما بعد .
إقرأ : كيف تسيطر على الغضب
3 . اثبَتْ على رأي .
من الضروري أن تكون أوامرك و تعليماتك واحدة على طولِ الخطّ , و ألا تنْصاعَ لمحاولاتِ طفلِك في الحصول على استثناءات . إذا تركت طفلك يفعل ما لا يُفتَرض به أن يفعل فقط لأنه في سَوْرَةِ غضب , فسيترك ذلك انطباعاً لديه أن باستطاعته تجاوز هذي التعليمات أو الأوامر . و إذا لاحظت أنك تُكْثِرُ من قولِ : “حسناً, فقط هذه المرة…” , فعليك أن تعمل على وضعِ و إبقاء التعليمات و الأوامرالأكثر ثباتاً .
- إن شعور طفلك بإمكانية تجاوز أوامرك و تعليماتك , يبدِّدُ لديه الحافز على الالتزام بها .
4 . شَكِّل جبهة واحدة مع زوجِك .
إذا كانت زوجتك موجودةً أو كان زوجكِ موجوداً , فمن المهمّ أن يراكُما أطفالُكما كجبهةٍ واحدة ــــ بأن يكون لديكما ذاتَ الرَّدِّعلى ذاتِ الشّيء قبولاً كان أم رفضاً . أما إذا رأى الأطفال أن أُمّهم تقبلُ طلبهم دائماً و أباهم يرفضُ دائماً , فسيعتقدون أن أحد الوالدين “أفضل” أو أسهل للتلاعُب عليه من الآخر . يجب أن تلتزما بردٍّ و قرارٍ واحد كما لو كان التزامكما هذا قانوناً صارماً لا يُسمحُ الحِيادُ عنه ليراكُما أطفالُكُما كشخصٍ واحد , و بالتالي لن يجد أحدكما نفسه في موقفٍ حرجٍ لأن الآخر يختلف معه في شيءٍ ما عندما يتعلّقُ الأمرُ بمصلحةِ الأطفال .
- هذا لا يعني أنه عليك الاتِّفاق مع زوجِك 100% بكل ما يتعلّق بأطفالكما . لكن يعني بالتّأكيد أن عليكما العمل سويّاً لحلِّ المشاكل المتعلقة بهم , بدلاً من أن تتباريا في إبرازِ قدرات كلٍ منكما في فرضِ رأيه .
- لا يجب أن تتجادل و زوجُك أمام الأطفال . تجادلا بهدوءٍ عندما ينامون . فقد يشعر الأطفال بالخوف و عدم الأمان عندما يسمعون والديهما يتشاحنان . بالإضافة إلى أنّهم سيتعلمون الجِّدال مع بعضهم بنفس الطريقة التي سمعوا والديهما يتجادلان بها . كن لهم مثالاً يُحتَذى بهفي حُسنِ التَّحاوُرِ و النِّقاشِ بين الأشخاص عندما يختلفون .
5 . اجعل لحياةِ أطفالك نظاماً .
يجب أن يشعر الأطفال بوجودِ نظامٍ و قانونٍ يَحكُم حياتهم و أفرادَ أسرتهم . فهذا يمكن أن يعطيهم شعوراً بالراحة و الأمان ليعيشوا حياة سعيدة داخل و خارج المنزل . إليكَ بعض الطرق لتجعل لحياةِ أطفالك نظاماً :
- ضع قوانين للأشياء كتحديدِ موعدٍ لالتزام غُرفهم و خُلودِهم للنوم , كي يتعلّموا أن لكلِّ شيءٍ حدود . فهذا يجعلهم يشعرون أنّهم يحظَون بمحبة والديهم و رعايتهم . قد يخالفون تلك القوانين , لكنهم في دواخلهم سعداء بهكذا والدين مهتمَّيْن يُحبّانِهِم ويوجِّهانِهم .
- نَمِّ فيهم حِس المسؤولية بأن تطلبَ منهم القيامَ بوظائف أو “أعمال منزلية” ثم تمنَحَهم بعض المَزِيّات كمكافأة على عملهم ( مثل مبلغ من المال , أو تأخير موعد النوم , أو وقت إضافي للعب , إلخ .. ) . و بالمقابل “كعقوبة” على عدم قيامهم بالأعمال المطلوبة منهم , يتمُّ إلغاء المَزِيّات . فحتّى أصغرُالأطفال يمكن أن يَعي مفهومَ المكافأة أو العقاب . و كلما كَبُرَ طفلك , زِد من مسؤولياته و المكافآت المقابلة لقيامه بها أو العقوبات الناتجة عن إهماله لها .
- علِّمهم ما الصّواب و ما الخطأ . إذا كنت مُتَديِّناً , خُذهم إلى المُنشآت الدينية التي تعتقد بها . و إذا كنت ملحِداً أو لا دين لك, علِّمهم مفهومك عن الأخلاق . في كلتا الحالتين, لا تُنافق أو تجعل طفلك يشعر أنك “تَعِظُه بما لا تفعل”.
6 . انتقد سلوكَ طفلك , و ليس طفلك .
من المهمّ أن تنتقد تصرُّفات أطفالك , لاأن تنتقدهم شخصيّاً . أنت تريد لهم التَّعَلُّمَ أنَّ بإمكان كلٍّ منهم بلوغ كلَّ ما يريد من خلال سلوكه هو أو سلوكها هي , لا تريد لهم التقيُّدَ بسلوكٍ معيّن . دَعْ طفلك يشعر أنَّه الموكَلُ بتحسين سلوكِه و تطوير ذاته .
- عندما يتصرَّف طفلك بأسلوبٍ مؤذٍ ولاذِع , بيّن له أنَّ هكذا تصرُّف مرفوض و علِّمه بماذا يمكنه استبداله . لا تنتقِده بعباراتٍكـ : “أنت شخصٌ سيِّء” . بل استبدلها بأخرى أفضلَ منهاكـ : “ليس من الأخلاقِ أبداً أن تُعامل أختك الصّغيرة بهذا اللؤم ” . و اشرح له لماذا يُعتبرُ تصرُّفَهُ سيِّئاً
- كن حازماً بعض الشّيء عندما تُنَبِّهُهُ لما فعلَهُ من خطأ . و هذا يعني كن صارِماً و جادّاً عندما تُؤَنِّبُه , و ليس غاضباً أو لئيماً .
- لا تُهِنْه على الملأ . إذا أساءَ التصرُّف في حضورِالغير , خُذْهُ جانِباً و وبِّخهُ هناك على انفراد .
ترجمة : رفاه منير الصابوني
تدقيق : راما شامي
تنسيق : جوني
أقرأ المزيد من المقالات المفيدة :
كيف تؤسس استقلاليتك وأنت ماتزال شاب صغير تعيش في منزل العائلة
قانون الجذب l كيف يمكن لـقوة التخيل أن تحسن حياتك