هل الشعور بالوحدة من مشكلات العصر ؟
خاص أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع و التنمية البشرية
ستدهش إذا ما علمت أن العيش وحيداً يرتبط بنسب الوفاة المتزايدة بشكل كبير.
الوحدة قاتلة هذا ما خلصت إليه دراسة قام بها باحثون من جامعة بريغام يونغ والذين قرعوا الطبول بشأن ما قد يصبح أخطر مشكلة صحية قادمة جنباً إلى جنب مع السمنة وتعاطي المخدرات. يزيد الشعور الوهمي بالوحدة من خطورة الموت بنسبة 26 بالمائة، بحسب دراسةٍ جديدةٍ في مجلة Perspective on Psycological Science حيث وجدت أن العزلة الاجتماعية-أو قلة التواصل الاجتماعي-والعيش وحيداً سيكون مدمر لصحة للإنسان أكثر من الشعور بالوحدة بحد ذاتها. فهي تزيد من مخاطر الموت بنسبة 29% إلى 32%.
“علينا أخذ هذا الأمر على محمل الجدية من أجل صحتنا” تقول جوليان هولت_لنستد، باحثة من جامعة بريغام يونغ. “ينبغي لهذه المشكلة الصحية أن تظهر للعلن”. حيث توضح الدراسة الاختلاف بين الشعور الوهمي بالوحدة و الانعزال الإجتماعي المقصود. في الحقيقة، كلاهما مدمران، وفقاً للدراسة.
فالأشخاص الذين يدّعون السعادة بالرغم من وحدتهم هم الأكثر عرضة للخطر المتزايد للموت، تماماً كاؤلئك الذين يتمتعون بصلات اجتماعية جيدة ولكنهم لازالوا يشعرون بالوحدة. أما بالنسبة للأشخاص الذين عمدوا إلى عزل أنفسهم برغبةٍ منهم ويشعرون بالوحدة في الوقت نفسه هم في الواقع في أقصى عرضة للموت،تقول هولت لنستد.
يعتقد العديد من الباحثين الاجتماعيين أن التكنولوجيا والصيحات المنزلية الجديدة تزيد من مخاطر الشعور بالوحدة. حيث يتزايد عدد الأميركيين الذين يعيشون بمفردهم أكثر من أي وقت مضى. فالتكنولوجيا، كالرسائل النصية ومواقع التواصل الاجتماعي، قد سهلت عملية تجنب تشكيل علاقات من لحم ودم. ومع ذلك، أظهرت الأبحاث أن للعلاقات الإجتماعية أثر ايجابي على الصحة، كمساعدتنا في التحكم بالضغوطات و تحسين وظائف الجهاز المناعي، بالإضافة لإعطاء معنى لحياة الأشخاص.
تقول هولت_لنستد أن الحفاظ على علاقاتٍ مقربةٍ و حميمية، بالإضافة للصلات الإجتماعية المتنوعة هي المفتاح. سيكون من الصعب جداً كسر حاجز الوحـدة لدى اولئك الذين يعانون منها، و ستتنوع الحلول بدءاً من تشجيع الأطباء على تحديد أنواع الشخصيات المعرضة للخطر و إنتهاءاً بإعادة التفكير بالطريقة التي صممت بها الأحياء السكنية لتقوية العلاقات مع الجوار. تقول هولت_لنستد: قد يتسائل البعض “ماذا عساني أفعل، هل أطلب من الجميع أن يقوموا بحضني؟”. في الواقع، هناك العديد من الطرق الممكنة والغير مباشرة لتصل إلى مبتغاك .
الوسوم : اشعر بالوحدة, العيش وحيدا, اعاني الوحدة
أتمنى تكون المقالة قد اعجبتك : هل الشعور بالوحدة من مشكلات العصر ؟