اعشق مرضك مع الدكتور مصطفى دليلة الربو ومرجعيته في العقل الباطن
تمهيد بداية أحبتي أحب أن أنوه أنني لست طبيباً بشريا ولا أعالج الأمراض…. كل ما أعمله هو البحث عن أسباب الأمراض في مستوى العقل الباطن، ومتى عُرف السبب بطل العجب… مع الشكر الجزيل لمهمة الأطباء والطب الحديث لدورهم العظيم في مساعدة المرضى، إلا أن الإسراع في اللجوء إلى الأدوية والمهدئات يخمد المرض ولا يشفيه. أنا أساعد المريض في عملية البحث عن الأسباب الفكرية والشعوري والسلوكية للمرض للتخلص منها واجتثاثها من الجذور.. أنا لا أعالج ولا أعطي وصفات، بل المريض هو الذي يعالج نفسه انطلاقاً من مبدأ “الجسم ذاتي الشفاء“ جًواباً للسيدة (…) التي طلبت وأصرت أكثر من مرة أن أكتب عن الربو أقول:
الربو ومرجعيته في العقل الباطن
الربو أحد أمراض الرئتين غير القابلة للعلاج كما يراها كثيرون أما أنا فأرى أن لا وجود لمرض غير قابل للعلاج، بل هناك أشخاص غير قابلين للعلاج.
الرئتان في جسمنا هما جهاز أخذ وعطاء وعن طريقهما تتم العملية التنفسية شهيق (أخذ) وزفير (عطاء). تمثل أمراض ومشاكل الرئتين في مستوى العقل الباطن مقدرتنا على الأخذ والعطاء، وتعبر عن مخاوفنا وعدم مقدرتنا على أن نعيش الحياة بكل معانيها، أي أننا لا نستطيع أن نأخذ منها كل ما نريد (تنفسنا ناقصاً ولا نستطيع أن نتنفس تنفساً صدرياً كاملاً).
اكتشفت الدراسات النفسية أن مرضى الربو هم أشخاص شديدو التعلق بأمهاتهم، وغياب الأم لسبب ما يسبب لهم مشكلة تنفسية. كما أثبتت الدراسات أن مرضى الربو لا يبكون أبدا ولا يذرفون الدموع، بل يكبتونها، ولهذا يأتي الربو كتعبير عن هذا الحزن الدفين المكبوت منذ سنوات الطفولة نتيجة مشكلة قديمة حدثت مع الأم مثلا ولم يتم حلها. الربو عبارة عن ظهور لأحاسيس مكبوتة لم يتمكن المريض من إظهارها والتعبير عنها، انعكاس لعدم قدرته التحكم بعواطفه وانفعالاته.
من هم مرضى الربو؟
مرضى الربو في الحالة العامة هم أشخاص اتكاليون ينتظرون مساعدة الآخرين على الرغم من إمكانياتهم وقدراتهم الكبيرة. مرتبطون بقوة بظروفهم المحيطة وبالأهل، وبالأخص من كان لديهم ارتباط قوي بالأم في مرحلة الطفولة ومن ثم فقدوها لسبب ما … فمن الواضح أن مريض الربو خلال النوبة لا يستطيع أن يتنفس بمفرده وبدون مساعدة خارجية وتمثل نوبات الربو المفاجئة نحيب وبكاء الشخص في مستوى العقل الباطن على أمه التي فقدها فجأة.
الأطفال ومرض الربو
يظهر الربو عند الأطفال كانعكاس لأفكار وسلوك المقربين منهم وبالأخص الأم. فعندما تخاف الأم كثيرا على نفسها وعلى ابنها، وتراقبه في كل شاردة وواردة من حياته، ولا تسمح له الخروج والتحرك بمفرده، أي حينما لا تعطي الأم لابنها “حرية التنفس”، أو عندما تكرر كثيرا عبارات عفوية من نوع “إنني أختنق من هذه الحياة” أو “أخاف عليك.. ماذا لو أتتك نوبة الربو وأنت بعيدا بمفردك؟؟ يجب أن أكون دائما إلى جانبك” أو “أرى نفسي أنني أركض في هذه الحياة وليس لدي وقت للاستراحة والتنفس”، أو “عملي يكاد يخنقني”… تشكل مثل هذه البرمجة السلبية للإنسان برنامج عقل باطني يعمل على تحقيق “رغبته” بالاختناق. ينتقل هذا البرنامج من الأم لطفلها. يظهر الربو عند الأطفال الذين يتمتعون بأخلاق عالية ويؤنبون أنفسهم لأي خطأ بسيط يرتكبونه كانعكاس خارجي لمخاوف كامنة ومكدسة في أعماق عقلهم الباطن، ورغبة كبيرة في عدم العيش في هذا الزمان والمكان المتواجدين فيه. إنهم دائما يريدون الهروب من واقعهم “المؤلم” والخروج إلى عالم فسيح واسع.
التخلص من الربو
لا تفيد العلاجات الدوائية الكيميائية والبخاخات المختلفة في علاج الربو والتخلص منه.. تفيد في توقيف نوبة ربو خانقة يمرون بها لساعات فقط حيث ستعود نوبة الربو ثانية بعد انتهاء مفعول الدواء. تتأزم حالة مرضى الربو في الأماكن المغلقة والخانقة حيث يشعرون فيها بالاختناق، بينما تتحسن حالتهم في المناطق الجبلية وفي المناطق الساحلية ذات الإطلالات الفسيحة، حيث يشعرون في هذه المناطق بالصفاء والنقاء ويتخلصون من “قذاراتهم الداخلية”.
حالة عملية
أعرف شخصاً في العقد الرابع من عمره فقد أمه فجأة في مرحلة الطفولة المبكرة بعد تعلق شديد بها، كثير الإدانة والاحتقار لغيره، يعتبر نفسه كاملاً مكملا ً من كل الصفات ويحاول أن يلزم الآخرين قناعاته وأفكاره، تأتيه نوبات الربو الشديدة منذ الطفولة أثناء تواجده في الأماكن الخانقة والمغلقة، وكلما عاد بذكرياته الحزينة إلى الوراء وتذكر أمه. تتحسن حالته جداً وتختفي نوبة الربو أثناء تواجده في المناطق الشاطئية المفتوحة .
يمكنك أيضاً قراءة مقالة >>> العقل الباطن وطاقة الشفاء وتحفيزها