هل تعلم أن 51٪ من الأمريكيين العاملين بدوام كامل أشاروا إلى أنهم غير مهتمين بوظائفهم؟ هذا وفقاً لدراسة أجرتها جالوب عام 2017، والتي وجدت أيضاً أن 16 ٪ من الأمريكيين يكرهون مكان عملهم لكنهم قرروا البقاء. لماذا ستبقى في وظيفة تكرهها؟ الجواب بالطبع هو التأمين المالي والخوف على الأرجح من الفشل في مجال آخر. ومع ذلك، فأنت لا تقدم أي شيء لنفسك عند البقاء في وظيفة تكرهها، حتى إذا كنت تعتقد أنك تحصل على قيمة جيدة من التمويل أو الفوائد، وذلك لأنها ستؤدي إلى تفاقم صحتك العقلية. لذا، ربما تحتاج إلى تغيير مهني. فكيف تعرف ذلك؟ وماذا تفعل عندما تحتاج إلى تغيير مهنتك؟
الصحة النفسية وكره وظيفتك
عندما تكون بائساً في العمل، فسوف تكافح يومياً؛ فكرة الذهاب إلى مكان عملك تملؤك بالخوف. سيكون من الصعب عليك العمل والنجاح في منصبك. يجد العديد من الأشخاص في هذا الموقف أنهم يعانون من تأثيرات مزعجة على الصحة العقلية نتيجة لهذا، مثل نوبات الهلع أو القلق بشأن الذهاب إلى العمل والأرق وحتى الاكتئاب. وخلال فترة عملك، قد تشعر بالغثيان من القلق أو الحزن بسبب وجودك هناك، وكلما طالت فترة بقائك في تلك الوظيفة، زاد تأثيرها على عقلك وجسدك، وهذا ليس شيئاً يجب تجاهله، حيث يؤثر التواجد في مكان عمل بائس على كيانك الجسدي والعاطفي بالكامل، والحقيقة هي أن أدمغتنا بطبيعتها تميل أو تتعلق بالأشياء السلبية، وهذا يمكن أن يكون مقلقاً، لهذا السبب فإن إعادة صياغة الأفكار السلبية التلقائية لدينا أمر بالغ الأهمية. دعنا نعرف المزيد عن ذلك.
تعلق أدمغتنا الشديد بالأمور السلبية
هل تعلم أن العقل عندما يسمع جملة سلبية فإنه لا يُفرق إن كانت نفياً أم إيجاباً؟ على سبيل المثال، عندما تقول “لا تنسى أن تغلق الباب”، يحذف عقلك كلمة “لا” وتسمع “تنسى أن تغلق الباب”. لهذا السبب من المهم أن تقول “تذكر أن تغلق الباب”. وفقاً لمجموعة متنوعة من الدراسات، تميل أدمغتنا إلى الانجذاب نحو الأشياء السلبية. هذا ينطبق بشكل خاص على أولئك الذين يعانون من مرض عقلي، لذلك إذا كان لديك حالة صحية عقلية وكنت في وظيفة تكرهها، فمن الصعب الخروج من هذا الركود والبقاء إيجابياً. إذا وجدت أنك بائس في مكان العمل، فمن المهم للغاية أن تتخذ قراراً بإجراء تغيير مهني والخروج من وضعك الحالي. ولكن، كيف تقوم بهذا الاختيار وتلتزم به؟ إنه شيء يجب أن تكرس نفسك له لأن صحتك العقلية مهمة ولا يوجد سبب لمواصلة العمل الذي تكرهه.وجود مشكلة في ترك تلك الوظيفة
يمكن أن تكون الحياة متطلباتها كثيرة، ولهذا السبب يبقى الكثير من الناس في عمل لا يحبونه. ومع ذلك، ليس عليك أن تعاني دون داعٍ، فعندما تكون في وظيفة لا تحبها ولا يمكنك معرفة الخطوة التالية، يصعب عليك الخروج من الموقف لأنك لا ترى أي أمل. يبقى الناس في مواقف سيئة لأنهم لا يرون أي بديل آخر، ولكن هناك دائماً خيارات أخرى. يغير الناس وظائفهم طوال الوقت؛ إنها مجرد مسألة ما سيكون مستقبلك أو حياتك القادمة. عليك أن تؤمن. من أجل الخروج من وظيفة تكرهها، عليك أن تتخيل أن هناك وظيفة ستحبها، وأن تثق بوجودها. عليك أن تؤمن بوجود وضع أفضل لك حتى يمكنك البقاء منفتحاً على الناس والفرص المتاحة لهم. استمر في قراءة إعلانات التوظيف، واستمر في التقدم، واستمر في صقل خياراتك. يجب أن تثق في أنه إذا بذلت جهداً، فسوف تخرج من الوظيفة التي تكرهها وتحصل على وظيفة أخرى جيدة.
الخوف من ترك الوظيفة
قد يخشى بعض الأشخاص ترك وظيفة متعبة لأنها تمنحهم تأميناً صحياً، لأنها تدعم أُسرهم، أو ربما يعتقدون أنهم لا يستطيعون فعل أي شيء آخر لإعالة أنفسهم. ربما يشعرون أنهم مكبوتين ومسجونين في مجال واحد أو مهارة واحدة، والحقيقة هي أننا نتعلم دائماً في الحياة أموراً جديدة وهناك عدد من الطرق لتطوير مهارات جديدة. يبدأ بعض الأشخاص تحولهم الوظيفي عن طريق أخذ دروس في كلية مهنية أو مجتمعية أثناء عملهم الحالي، وعلى الرغم من أن هذا غير ممكن للجميع، إلا أنه طريق يسلكه الكثير من الأفراد. يقدم العديد من أصحاب العمل فصولاً أو تدريباً للموظفين الجدد، وإذا كنت تعاني من القلق بشأن ترك عملك وتغرق في التفكير فيه، فقد تحتاج لرؤية أخصائي الصحة العقلية. بهذه الطريقة، يمكنك التعبير عن مخاوفك وسيكون لديك طريق للحديث عن وضعك الحالي أيضاً.الخوف من طلب حقوقك
عندما تعاني من مرض عقلي، فربما من الصعب عليك أن تطالب بأمور هي من حقوقك وتجد أنها مناسبة لوضعك الخاص، ولكنك تخشى التحدث بصراحة مع إدارتك. والسبب في التزام الصمت هو أن العديد من الناس يخشون من عدم فهم مديرهم لهم، أو ما هو أسوأ من ذلك، قد يتم الاستغناء عنهم بسبب طلبهم ما يحتاجون إليه. يخشى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية في بعض الأحيان من الفصل؛ إذا أعربوا عن أنهم يعانون من مرض عقلي، وهو شيء آخر يمكن أن يؤخر الناس عن ترك وظيفة لا يحبونها، إنهم يخفون مرضهم العقلي ويشعرون أنهم مضطرون إلى التوافق مع مكان لا يناسبهم. عندما يخشى الناس طلب التسهيلات التي يحتاجون إليها، قد يتعرضون لضغوط إضافية، وقد يشعرون باليأس والوقوع في حالة يشعرون فيها بالخجل والارتباك وسوء الفهم، وينطبق الشيء نفسه على أولئك الذين يعانون من إعاقات أخرى مثل الإعاقات الجسدية.
ترك وظيفتك بشكل استراتيجي
من أجل ترك عملك، أنت تحتاج إلى القيام بذلك بطريقة إستراتيجية، ربما لا تزال متردداً إن كان القرار الصحيح أم لا، لذا نقدم لك إحدى الطرق الإستراتيجية لبدء التحول الوظيفي الخاص بك، وهي البدء في التفكير بسبب ترك عملك، دعنا نتناول بعض الأسباب التي تقودك للتخلي عن منصبك:
1- أنت لا تستخدم مهاراتك بشكل كامل: قد ترغب في المساهمة بشيء محدد في مكان العمل باستخدام مهاراتك الخاصة، ولكن ربما لا يستطيع صاحب العمل توظيف مهارتك بطريقة تجعلك تشعر بالرضا. وقد يكون لديك الكثير من الأفكار لإظهارها، ولكن لا يمكنك فعل ذلك لأن صاحب العمل غير قادر على مساعدتك في تحقيق أهدافك. ربما، أنت مرشح رائع للحصول على ترقية، ولكنك لا تحصل عليها، أو أن عملك بسيط ولا يرتقي لمستوى تفكيرك، لديك المزيد والمزيد لكنه ليس بإمكانك فعل شيء، هذا هو أحد الأسباب التي تجعلك تغير وظيفتك.
2- لديك مشرف لا تتفق معه وتجد أنه من الصعب التعامل معه: لن يكون جميع المشرفين أفضل الأصدقاء لك، ولا بأس بذلك، ولكن بعض أصحاب العمل وبيئات العمل يكونون سيئين حقاً. إذا كنت تشعر بأنك تتعرض للتجاهل أو إذا كان مشرفك هو شخص لا يستمع إليك، أو لا يفهمك، أو يقدم تعليقات سيئة تجاهك، أو أنه سيئ تجاهك أو تجاه زملائك في العمل، هذا سبب آخر وجيه لترك هذه الوظيفة.
3- أنت لا تتبع أحلامك: ربما لديك رؤية لنفسك ولديك أهداف معقولة، لكنك غير قادر على تحقيق هذه الأهداف في وظيفتك الحالية. هذا قد يكون سبباً لإجراء تغيير مهني. لديك حياة واحدة فقط، ومن المهم أن تفكر في صحتك العقلية، وبأنك إن قمت بأمور تشعرك بالإنتاجية وبالانجاز، فستكون شخصاً أكثر سعادةً.
4- الشركة التي تعمل بها تبدأ في الانهيار والخسارة: إذا كانت شركتك لا تعمل بشكل جيد، فهذا بالتأكيد سبب لبدء البحث عن وظيفة أخرى، لقد رأيت بالفعل بعينيك بأن الشركة لن تبقى قائمة، فلماذا ستبقى هناك؟ أعطِ نفسك حقها وفكر فيها أولاً ودائماً؛ اخرج من هذه الوظيفة عاجلاً وليس آجلاً، لأنك تعرف بالفعل ما هو قادم وتريد التأكد من الاعتناء بنفسك وحياتك الخاصة.
5- أنت لا تتماشى مع أخلاق الشركة: إذا كنت تشعر أن الشركة فاسدة من الناحية الأخلاقية، فلا داعي للعمل في هذه الشركة، ستجد أنك تشعر بالانزعاج عند ملاحظة شيء غير مسموح أو مقبول، وإذا كان هذا هو ما تعانيه، فلن تضطر إلى البقاء هناك. ابحث عن شيء يناسب أخلاقك وستبدأ في الشعور بالتحسن بشكل أسرع، وهناك العديد من الأسباب للخروج من العمل الذي تكرهه. خلاصة القول هي أنك تحتاج إلى النظر بداخلك والعثور على المسار المناسب لك.
اتباع أحلامك
لدى الكثير منا رؤى لمستقبله، وإذا كانت وظيفتك لا تتناسب مع هذه الأهداف، فقد يكون الوقت قد حان للتفكير في تركها. ربما لا تعرف ماذا تريد أن تفعل بحياتك، ولا بأس بذلك. ربما تكون قلقاً بشأن إجراء تغيير مهني لأنك تعلم أنك لا تحب ما تفعله، ولكنك لا تعرف ما أنت جيد فيه. هناك الكثير من تقييمات المهارات التي يمكنك العثور عليها عبر الإنترنت والتي ستخبرك عن نفسك وتساعدك على اكتشاف بعض الخيارات المهنية المحتملة.
من الأمثلة الشائعة على ذلك اختبار MBTI، الذي يمكن البحث عنه بسهولة على الإنترنت. ابدأ في استكشاف خياراتك، فكر فيما تريد وما لا يعجبك في مكان العمل، ما هي الساعات التي ترغب في العمل بها خلال اليوم، إذا كنت تفضل التواجد حول الناس أو العمل بمفردك، إذا كنت بحاجة إلى الوقوف على قدميك أو إذا كنت تتطلب وضعاً أكثر استقراراً، وما إلى ذلك. هذه كلها أشياء يمكن أن تخبرك عن المهنة التي ترغب في القيام بعد ذلك. ربما، ستصبج لديك فكرة واضحة عن نقاط قوتك وأحلامك، لا يوجد ضرر في التحدث إلى شخص ما بشأن القضايا المتعلقة بالعمل لأنه يمكن أن يمنحك رؤية إضافية ويساعدك على التحرك نحو التحول الوظيفي بطريقة سلسة.
المصادر:
https://www.theladders.com/career-advice/midlife-career-change-a-complete-guide
https://www. ers.org/expert-advice/how-to-change-career-when-you-have-no-idea-what-youre-doing
https://www.helpguide.org/articles/healthy-living/finding-the-right-career.htm