القدرة على تعلم الأشياء بسرعة، هي شيء رائع، لكن للأسف لا يتقن ذلك الأمر الكثير من المتعلمين، أو أولئك الذين يريدون تعلم مفاهيم، أو معلومات، أو تطبيق مهارات جديدة وفعالة، أو معالجة الأمور في فترة قصيرة من الوقت؛ بالرغم من أن سرعة التعلم لها العديد من المميزات الواضحة لأولئك الذين يكافحون من أجل التعلم.
اكتساب السرعة في التعلم؛ هي موهبة مُنحت لأقلية من الناس، كما أنها مُنحت مع شيء آخر، ألا وهو الفكر المختلف الذي يساعدهم على التعلّم، لهذا قد تجد القليل من الناس ممن يمتلكون تلك الموهبة. هذا ينقلنا بضرورة الحال إلى سؤالٍ هام: هل تسريع عملية التعلم مهارة يملكها العباقرة والموهوبين فقط؟ الجواب بالطبع: لا.
كل واحدٍ منا يمكن أن يتعلم بطريقة أسرع، وهناك عدد من الأدوات البسيطة التي يمكن أن تساعد في ذلك. إذا كانت هذه الأدوات مرتبطة بالإتقان بشكل معتاد؛ فسنحصل على نتائج هائلة في قدرتنا على تعلّم المفاهيم بشكل أسرع، ومعالجة معلومات جديدة في فترة أقصر من الوقت، وتوسيع قدراتنا، وزيادة سرعة الحصول على المعرفة.
لهذا نقدم لك اليوم خمس طرق لتسريع عملية التعلم كالآتي:
1. التركيز على التكرار وليس على مقدار الوقت الذي تمارسه في التعلم
عندما نقول أننا درسنا لمدة خمس ساعات على التوالي؛ فإننا بذلك نخدع أنفسنا؛ لأننا لا ننفق الخمس ساعات كاملة في المذاكرة. فمثلًا؛ هناك العديد من المشتتات التي يمكن أن تأخذ من وقتنا خلال المذاكرة، مثل تصفح البريد الإلكتروني، أو تصفح فيسبوك أو تويتر.
فالمفتاح للتعلّم ليس طول الوقت الذي ننفقه عند تعلم شيء ما، بل مقدار التركيز على تكرار الحفظ أو المراجعة الذي نقوم به.
الخطوة الأولى للحصول على التركيز: هي أن تتخلص من الوقت الضائع في عمل الأشياء غير المهمة، وتركيز اهتمامك على التكرار. وبدلًا من قول: سأذاكر دروسي لمدة ساعتين؛ قُل: سأقرأ ملاحظاتي من السطر الأول، ثلاث مرات من البداية إلى النهاية.
يجعلك هذا الأمر تركز اهتمامك على النتائج، كما أنه يلغي مايعرف باسم “وهم الفعالية”، لأنه لا يمكنك خداع نفسك بعدد الساعات التي تقضيها في الدراسة في حين أنك تقضي بعضًا من الوقت في أمور أخرى.
2. قم بتقسيم أي شيء تدرسه إلى مهام صغيرة
يقول الكاتب الخبير «دانيال كويل»، في كتابه الأكثر مبيعًا “مدونة المواهب”، إن تقسيم كلمات اللغة إلى حروف مفردة لا تعطي أي معنى، لكن عند دمجها مع بعضها تكوّن الكلمات، ويمكن أن تبني شيئًا جميلًا ومعقدًا من قطع صغيرة.
من المهم معرفة أن الدماغ يتعلم بطريقة معينة، فإذا كان لديك مهارة معينة تريد أن تتعلمها؛ قم بتقسيم تلك المهارة على مجموعة من المهام حتى تستطيع تعلمها بسهولة. فكل مهارة أو معرفة نريد تعلمها؛ تتكون من العديد من القطع الصغيرة –الكلمات-، أو أجزاء من المعلومات.
واحدة من الأشياء الأولى التي يجب علينا القيام بها عند محاولة تعلم شيء جديد، هي تقسيم المهمة إلى مهامٍ أصغر، وبمجرد تقسيم مهمتنا الجديدة، نقوم بالإنتقال إلى الطريقة الثالثة.
اقرأ أيضاً: الذكاء اللفظي وأساليب التعلم
3. قم بإنشاء سلسلة مهام مكونة من مهام منفردة
بعد أن أصبح لدينا مجموعة كاملة من المهام؛ يمكننا بعد ذلك العمل من أجل إتقان كل مهمة فردية. وتذكر أن ما نركز عليه هو التكرار (انظر الخطوة 1).
المهمة أو المهارة التي نحاول تعلمها؛ تتكون من مجموعة كاملة من أجزاء أصغر. لذا، عندما نحدد ما هي تلك المهمة الصغيرة التي تتكون من أجزاء أصغر؛ حينها سوف نميل بشكل تلقائي إلى إكمال الهدف، عن طريق إنهاء كل مهمة منفردة. بالتالي؛ سيصبح لدينا سلسلة من المهام. تعد الأجزاء الصغيرة للمهام هي المكان الذي نبدأ به بناء السلسلة الكاملة؛ بمرور الوقت إذا أتقنا كل قطعة صغيرة؛ فإننا سنتقن تمامًا السلسلة بشكلٍ كامل.
الأهم من ذلك؛ خلال القيام بعملية تسريع التعلم بهذه الطريقة؛ سنجد أننا نسيطر على عملية السرعة أكثر بكثير، وهذا يعطينا فهمًا عميقًا للمهمة، ويسمح لنا بسرعة استعادة المعلومات المخزنة الجديدة، وتذكر المعلومات القديمة.
4. تحويل عملية التعلم إلى لعبة مع القواعد والمكافآت
بطبيعتنا البشرية، نحن نحب الألعاب، ودماغنا يتفاعل بشكل أفضل عند ممارسة الألعاب أيضًا. إذا كنا نحاول أن نتعلم شيئًا جديدًا؛ يجب أن تتضمن الطريقة الألعاب بشكلٍ ما. حدد الطريقة المناسبة التي ستقوم من خلالها باللعب لتتعلّم، وحدد مكافآت صغيرة تهديها لنفسك مقابل التعلّم. حيث تعتبر المكافآت أساس تكوين عادة ما كما أشار «تشارلز دوهيج» في كتابه “قوة العادة”.
5. الراحة مهمة لسرعة التعلم
هناك العديد من الدراسات التي تؤكد أن الحصول على الراحة المناسبة تزيد وتحسّن من أداء الدماغ. أما الدورة النموذجية التي يسببها احتساء الكافيين في وقت متأخر من الليل، والتي تؤدي إلى سهر الطلاب لساعاتٍ طويلة في الليل؛ ليست هي الطريقة الأكثر فعالية للتعلم، على الأقل لبعض الناس الذين لا يحبون السهر لساعات متأخرة في الليل.
في الواقع؛ هناك أدلة تشير إلى أن السهر هو أقل الطرق فعالية في التعلم. لهذا إذا أردنا أن نتعلم شيئًا بسرعة وبجودة عالية؛ نحن بحاجة إلى القيام بذلك عندما يكون دماغنا وجسدنا في حالة جيدة.
هذا هو الطريق الصحيح لتسريع عملية التعلّم. فجلسات الدراسة الطويلة ليست فعالة، حيث لا تستطيع أدمغتنا استقبال كميات كبيرة من المعلومات طوال الوقت، كما أننا في جلسات الدراسة الطويلة؛ نكون عرضة للإلهاء بأي وسيلة، كما أننا نركز كثيرًا على الوقت بدلًا من التمتع بالتعلّم.
في النهاية؛ عملية التعلّم ضرورية وملازمة للشخص طوال حياته؛ فمهما كبرت وتقدم بك العمر؛ يظل التعلّم هو رفيقك في رحلتك. لهذا يجب أن يكون لكل فرد منا طريقته الخاصة التي يتبعها في عملية تسريع تعلمه. كما أنك بحاجة إلى الإطلاع الدائم على طرق التعلّم الجديدة حتى تحصل على نتائج أفضل.
اقرأ أيضاً: بالإضافة إلى ألعاب العقل.. سبع نصائح لزيادة وتحسين القدرات العقلية