الذاكرة البصرية هي أحد أنواع الذاكرة، وإذا بحثنا أكثر نجد أن الذاكرة ليست مجرد شكل واحد، بل هي سلسلة من أنواع مختلفة يمكن للمرء أن يمتلكها. وفي هذه المقالة، سنناقش الذاكرة البصرية. ما هي؟ وكيف يمكنك تحسين ذاكرتك البصرية؟ دعونا نكتشف ذلك.
ما هي الذاكرة البصرية؟
مصطلح الذاكرة البصرية واضح وسهل الفهم، فنحن يمكننا أن نتذكر شيئاً رأيناه. إنها واحدة من أبسط الطرق التي نتعلم من خلالها، أي نرى شيئاً ونتعلم منه. وإذا واجهت صعوبة في تذكر ما يمكنك رؤيته، فستواجه صعوبة في التعلم.
وهناك أنواع مختلفة من الذاكرة المرئية، وهي:
- قصيرة المدى: أي أننا نستطيع تذكر شيء رأيناه منذ وقت ليس ببعيد، ونحن نستخدم الذاكرة قصيرة المدى في حياتنا اليومية. حيث يمكن للفنان رؤية شيء ما ورسمه على الفور، كما يمكننا نسخ الأوراق التي نقرأها، نقرأ كلمة مرور ونتذكرها حتى نتمكن من تدوينها. نرى الكثير في حياتنا، لذا فإن معظمنا يمتلك ذاكرة قصيرة المدى. تختفي بعد فترة إذا كانت الذكرى لا فائدة منها لنا. ومع ذلك، إذا استمرت الذاكرة قصيرة المدى في التكرار مراتٍ كافية، أو إذا كانت الذاكرة مرتبطة ببعض المشاعر، فإنها تصبح طويلة المدى.
- طويلة المدى: عندما يمكنك تذكر ذكرى من ماضيك. كما قلنا من قبل، من المحتمل أن تبقى في ذهنك ذاكرة ذات ارتباط عاطفي. لديك بعض ذكريات الطفولة التي يمكنك تذكرها بشكل واضح. يمكنك رسم الصورة في عقلك بكل سهولة. إلى جانب الارتباط العاطفي، يمكن أن تحدث الذاكرة طويلة المدى بسبب تكرار شيء ما. مثلاً كيف تذهب مراراً وتكراراً إلى موقع ما، ويمكن أن تتعلم بعدها كيفية القيام بذلك بدون استخدام GPS أو أي مساعدة أخرى.
الذاكرة البصرية مهمة للغاية في عالم التعليم والتعلم. ما يصل إلى 80 في المائة مما نتعلمه هو بواسطة الرؤية والإبصار. إليك بعض الأمثلة عن كيفية التعلم:
القراءة والكتابة
بينما نقرأ، ننظر إلى الكلمات ونربطها بمعانيها. عندما نقرأ، نتذكر صورة لهذه الكلمة. هل سبق لك أن قرأت رواية وصورة لما يحدث في تلك الرواية في عقلك؟ هذا مثال جيد للذاكرة البصرية.
وبالنسبة للكتابة، تتذكر كيف يبدو الحرف لكي تكتبه. إذا كنت تكتب علي لوحة المفاتيح، يمكنك أن تنظر إلى اللوحة في البداية لترى كيف يبدو الحرف وأين يقع. ولكن عندما تتعلم كيفية استخدام لوحة المفاتيح، يمكنك تصور مكان كل الحروف.
الإملاء والتهجئة
عندما نحاول تهجئة كلمة ما، يمكننا أن نتصور الكلمة في أذهاننا ونعرف كيف تتم تهجئتها. لم يخطر على بالك أيضاً أنك تقوم بفعل هذا أليس كذلك؟
كيف بإمكانك معرفة أن ذاكرتك البصرية ضعيفة أم لا؟
قد يتعرض الشخص الذي لديه مشكلة في الذاكرة البصرية، وخاصة الأطفال، للأعراض التالية:
- فهم القراءة لديهم ضعيف. قد يضطرون إلى نطق كل كلمة. لا يمكنهم تذكر كيفية تهجئة الكلمة أيضاً.
- مهاراتهم في الرياضيات ضعيفة. هذا لأنهم لا يستطيعون تصور كيفية حل مسألة الرياضيات. قد يكون من الصعب عليهم استخدام الآلة الحاسبة.
- مشاكل في النسخ، سواء كانت كلمات أو أي شيء آخر يحتاج إلى نسخه.
- يجدون صعوبة في التعرف على الأرقام أو الأحرف.
- يكتبون ببطء. عندما يكتبون، يخلطون الحروف في بعضها ويستغرقون وقتاً أطول وقد يعتقد مدرسوهم أنهم كسالى.
إذا كان لدى الشخص ذاكرة بصرية ضعيفة، فقد يستخدم أشكالاً أخرى من التعلم لاستعادة الذاكرة، فقد يستخدم بعض الأشخاص الذاكرة السمعية، والتي تتم عن طريق “إخراج الذاكرة”. على سبيل المثال، عندما تحاول تهجئة شيء ما، قد تسمع الحروف في رأسك.
مع ذلك، فإن الذاكرة السمعية ليست جيدة مثل الذاكرة البصرية، لذلك لا يستطيع شخص يعاني من ضعف الذاكرة البصرية استبدالها بالكامل. وإذا كان شخص ما لديه مهارات سمعية ضعيفة، فسوف يستبدلها بمهارات بصرية أفضل بكثير. تحاول أدمغتنا اكتشاف أفضل طرق التعلم، وقد يتطلب الأمر أن نمتلك مجموعة من المهارات المختلفة حتى نتعلم.
حقائق حول الذاكرة البصرية
1- باستخدام الذاكرة المرئية، قد يحاول شخص ما تذكر شيء ما إذا نظر إلى الأعلى، ثم نظر إلى اليسار. هذه هي الطريقة التي يتذكر بها شخص ما عن طريق الذاكرة طويلة المدى. الذاكرة قصيرة المدى هي عندما تنظر للأعلى وإلى اليمين. ومع ذلك، قد يتذكر بعض الناس بطريقة عكس ذلك، أو لا يذكرون على الإطلاق. هذه ليست علامة على أي مشكلة.
2- تشبه الذاكرة البصرية الذاكرة المكانية، والتي تتضمن تسجيل ما حولنا. ومع ذلك، فإن الذاكرة البصرية، في معظمها، تعني أنك تنظر إلى الأشياء وليس إلى مساحة معينة. كما أنها مرتبطة قليلاً بشيء يسمى “ثبات الشكل البصري”. هذا هو الوقت الذي يستطيع فيه عقلك صنع صورة والتعامل معها والخروج بنتائج مختلفة. تُستخدم هذه الطريقة غالباً مع الكائنات ثلاثية الأبعاد التي يمكننا تصورها وتدويرها.
تعمل الذاكرة البصرية مع هذين المصطلحين، وتتحد مع اتساق الشكل المكاني والبصري لاستدعاء المعلومات، كل هذا يتوقف على ما تحاول تذكره وأي شيء آخر قد يدور في ذهنك.
كيف تعزز ذاكرتك البصرية؟
إذا كنت تواجه صعوبة في استخدام الذاكرة البصرية الخاصة بك، أو كنت ترغب فقط بتحسينها، يمكنك القيام بذلك باستخدام أنواع مختلفة من التمارين التي قد تساعد في تحسين الذاكرة البصرية بشكل عام. إن تحسين ذاكرتك البصرية هو أمر جيد دائماً، حتى إذا كانت لديك ذاكرة بصرية جيدة، يمكن أن يساعدك تعلم كيفية تحسينها في المستقبل.
وإليك بعض الأفكار التي يمكنك تنفيذها إذا كنت ترغب في تحسين ذاكرتك المرئية:
لعبة أنا ألمح
غالبيتنا يعرف لعبة أنا ألمح، وربما كنت قد لعبتها من أجل المتعة خلال رحلة على الطريق، أو كان لديك كتاب يحتوي على هذه اللعبة. إنها ممتعة للغاية، وهي طريقة جيدة لتعزيز ذاكرتك البصرية. انظر في البيئة المحيطة واختر كائناً. ثم صِفه. يجب على الشخص أن يفكر في كل شيء حوله والبحث عن أي شيء يتطابق مع وصف الكائن. وكلما كان الوصف غامضاً زادت المتعة.
لعبة أوجد الاختلافات
هذه اللعبة يمكن أن تُلعب بطرق مختلفة، فهناك كتب أنشطة وألعاب عبر الإنترنت حيث تظهر لك صورتان متماثلتان. ومع ذلك، فإن هذه الصور بها اختلافات طفيفة يجب أن تجدها. على سبيل المثال، إذا كانت صورة لشجرتين، فقد تكون هناك كميات مختلفة من الفروع. تكمن فكرة هذه اللعبة في إيجاد عدد معين من الاختلافات، مما يجعل من السهل تدوينها.
في الحياة الواقعية، يمكنك لعبها عن طريق وضع بعض الأشياء في مكان ما، ثم جعل طفلك أو شخص آخر ينظر بعيداً أو يغمض عينيه. ثم تقوم باستبدال أو إعادة ترتيب الكائنات. يجب على طفلك معرفة الفرق بينهما.
لعبة التطابق
يمكن للعبة بسيطة مثل البطاقات المطابقة تحسين الذاكرة المرئية. لقد لعبناها جميعاً. هناك بعض البطاقات المقلوبة، واثنتان من كل منهما لها نفس الصورة على وجهيهما. يجب عليك تذكر وتخيل اثنين في كل مرة حتى تطابق اثنين. ثم تتخلص منهم. استمر في التخيل حتى تحصل عليها جميعاً.
اسأل أسئلة
إذا أراد شخص ما تحسين ذاكرته، يمكنك المساعدة عن طريق طرح الأسئلة عليه طوال اليوم. اسأله عما تناوله على الغداء، وماذا فعل بعد المدرسة، وما إلى ذلك. هذا يمكن أن يحسن ذاكرته البصرية قليلاً.
الكتابة بدقة
عندما يحصل طفلك على ورقة للمذاكرة، تأكد من كتابتها بوضوح، ليس فقط خط اليد، ولكن التعليمات أيضاً. في بعض الأحيان، يمكن كتابة التعليمات بطريقة معقدة، والأمر متروك لك لتتمكن من التأكد من كتابتها بطريقة يسهل فهمها.
استخدم كلاً من الذاكرتين: البصرية والسمعية
عندما يُعطى طفلك تعليمات مكتوبة، أعطه تعليمات شفهية أيضاً. هذا يساعد في التعلم السمعي كما يساعد أيضاً على ربط النقاط بين الذاكرة السمعية والذاكرة البصرية. عندما يكون لدى طفلك ذاكرة كتابية، ضع ذاكرة سمعية بجانبها. يمكن أن يساعد ذلك في تعزيز الذاكرة البصرية أيضاً.
هذه النصائح ليست سوى عدد قليل من الطرق للمساعدة في تقوية الذاكرة المرئية. يُعد امتلاك ذاكرة بصرية قوية مهارة مطلوبة بشدة في الحياة، لذا احرص دائماً على تحسينها، خاصة إذا كان الشخص طفلاً.
كما يمكنك أيضاً تحسين الذاكرة الخاصة بك عن طريق:
طلب المساعدة
إذا كنت أنت أو طفلك تواجهان مشكلة في الذاكرة البصرية، فيمكنك تحسينها بالتحدث إلى أحد المستشارين. يمكن للمستشار أن يكتشف كيف تتعلم بشكل أفضل ويمكن أن يستخدم ذلك لصالحه. إذا كنت في سن الشيخوخة وتعاني من مشاكل في الذاكرة، يمكن للمستشار أن يساعدك في ذلك أيضاً. الأمر متروك لك لطلب المساعدة عندما تحتاج إليها، ويمكن أن يساعدك المستشار في القيام بذلك. تحدث إلى أحدهم اليوم وشاهد ما يمكنهم فعله من أجلك.