القيلولة هي مفتاح السعادة

يستمتع عدد كبير من الناس بالنوم وقت الظهيرة والذي ليس حكرًا علي الأطفال وحدهم علي عكس ما يعتقد البعض.
ما لا يعرفه الكثيرون هو أن القيلولة عادة صحية جدًا، غير أن لها عدد من الفوائد الغير متوقعة بالمرة.
وقد أثبتت بعض الأبحاث من فترة ليست بالبعيدة أن القيلولة قد تكون بالفعل هي مفتاح السعادة، فهي تساعد علي تحسين الحالة المزاجية للعديد من الأفراد وذلك على حسب طبيعة الأشخاص.

تأتي هذه الفكرة كنتيجة لدراسةٍ علمية قام بها الباحثون في جامعة هارتفورد شاير علي أكثر من ألف من المشاركين، الذين أكدٌوا علي شعورهم بالسعادة طوال اليوم بعد الحصول علي القليل من النوم وقت الظهيرة.

 

ولكن كم يكون وقت القيلولة؟

لقد قام الباحثون بتقسيم المشاركين لمجموعات؛ إحداها تتكون من أشخاص لا ينامون في الظهيرة، وأخرى مكونة من أشخاص ينامون لمدة ثلاثين دقيقة ومجموعة أخيرة للأشخاص الذين ينامون أكثر من نصف ساعة في منتصف اليوم. حيث وجدوا أن الأشخاص الذين ينامون لفترة زمنية أقصر يتمتعون بمعدل أعلي من السعادة عن أولئك الذين يتجاوز نومهم الثلاثين دقيقة. أليس هذا شيئًا رائعًا !
يقول بروفيسور ريتشارد وايزمان الذي قام بإجراء الدراسة مع مجموعة من الباحثين : ” أن الحصول علي ثلاثين دقيقة من النوم -أو أقل- خلال الظهيرة يساعد علي التركيز والإنتاج وكذلك يحفز العملية الإبداعية، وكل هذه الاستنتاجات تدعم أيضًا فكرة كون الأشخاص يصبحون أكثر سعادة في حالة حصولهم على قيلولة قصيرة”

 

اقرأ أيضاً : اضطرابات النوم تأتي من كل ما تفعله منذ الصباح

 

ماذا عن القيلولة لفترة طويلة؟

“إن القيلولة لوقت طويل تعرض الصحة لبعض المخاطر؛ مما يتفق كذلك مع النتائج الأخرى”
” جزء كبير من الدراسة يعرض لنا تأثير القيلولة علي أداء الأشخاص في العمل والذي يُعد تأثيرًا إيجابيًا بدرجة كبيرة، ولذلك تقوم بعض الشركات الكبري ومنها شركة جوجل بتوفير مكان مخصص للنوم بداخلها للمساعدة علي تحسين أداء الموظفين”

يختلف البعض مع هذه النظرية في جزئية واحدة وهي المتعلقة بالفترة الزمنية، حيث يري عدد من الدارسين أو النوم لمدة أقل من 90 دقيقة قد يؤدي إلي الترنح وفقدان القدرة على التركيز والتواصل بشكل جيد، وهذا يعني أنه يجب الحصول على قيلولة مدتها 90 دقيقة علي الأقل للحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة وبالتالي تحقيق الأهداف المرغوبة.
من الجيد أن نعرف أنه يمكننا الآن تعويض عدم الحصول علي قدرٍ كافٍ من النوم خلال الليل عن الطريق النوم بعمق لمدة تتراوح بين نصف ساعة وساعة ونصف خلال النهار، مما يساعد أيضًا عل تحسين الحالة المزاجية للحصول بالنهاية على يوم حافل بالإنجازات.
ويجب مراعاة أن النوم لفترة أطول من اللازم خلال ساعات النهار قد يؤدي إلي أضرار عديدة منها؛ الشعور بالوهن والتعب بعد الاستيقاظ،، والذي يستمر عادةً لفترة تتراوح بين دقائق إلى نصف ساعة لا أكثر، ولكنه أمر قد يضر بشكل خاص أولئك الذين يحتاجون كامل نشاطهم بعد القيلولة للقيام بعمل ما. بالإضافة إلى التسبب في مشاكل وصعوبات في النوم ليلاً، فالقيلولة القصيرة قد لا تتسبب بأي مشاكل في النوم، إلا أنها ولدى الأشخاص المصابين بالأرق أو غيره من مشاكل النوم العديدة قد لا تكون أفضل خيار، بل قد تزيد الوضع سوءًا.

 

كيف تحصل على قيلولة مثالية؟

حتى يمكن للمرء الحصول على القيلولة الملائمة، فإن هناك العديد من الطرق للحصول على أفضل فائدة من القيلولة.
تتمثل الطريقة الأولى بتناول فنجان من القهوة قبل نحو 20 دقيقة من القيلولة، إذ أن مفعولها سيظهر مباشرة بعد قيلولة قصيرة لا تتجاوز 20 دقيقة، ما يمنح المرء نشاطًا، وإلا فإنه سيغط في نوم عميق. أما الطريقة الثانية تتلخص في مدة القيلولة بما يتناسب مع احتياجات المرء، بحسب ما ذكر موقع “ماشابل” الإلكتروني. وتستند الطريقة الثالثة إلى اختيار الوقت الأفضل للقيلولة، وبحسب الخبراء، فإن الوقت الأفضل هو قبل الساعة الخامسة مساءًا، ويقول الخبراء أن القيلولة المتأخرة قد تربك مواعيد النوم، خصوصًا لمن يعانون من اضطرابات النوم. أما الطريقة الرابعة هي تناول كأس من الماء البارد بعد اليقظة مباشرة، ويُعتبر ذلك أسرع وأسهل وسيلة لليقظة.
وأخيرًا، لا داعي للاستلقاء من أجل القيلولة، إذ يعتبر الخبراء أن النوم جالسًا أمر مناسب، ومفعوله مماثل تماماً للاستلقاء، لكن البعض يحذرون من مخاطر للنوم الطويل أثناء الجلوس.

بالنهاية:
يمكنك الآن الرد علي رئيسك في العمل بكل ثقة إذا عثر عليك نائمًا خلال ساعات العمل الرسمية وإخباره أن هذا هو رأي العلم.

 

اقرأ أيضاً :

كيف توظّف النوم والاسترخاء لتحقيق أهدافك؟

برمجة العقل الباطن قبل النوم بخطوات عملية

كيف يؤدي الحرمان من النوم إلى زيادة الوزن !