ربما يجب أن تأخذ حمامًا ساخنًا، أو النزول في حمام السباحة، أو ممارسة التأمل أو اليوغا، حتى تتغلب على الإجهاد. ربما لم تكن تعلم أن العلاج بالموسيقى أثبت فعاليته في تقليل الإجهاد، إلا أن علماء الأعصاب حددوا علاجًا للإجهاد، يمنحنا الإسترخاء، والذي نستعرضه معكم من خلال هذ المقال.
الإستماع إلى الموسيقى يقلل من التوتر
أجرى علماء الأعصاب في المملكة المتحدة من Mindlab International دراسة، طلبوا فيها من المشاركين حل الألغاز الصعبة. كانت الألغاز ترفع من مستوى التوتر لدى المشاركين. وأثناء ذلك؛ قام العلماء بقياس نشاط الدماغ، ومعدل ضربات القلب، وضغط الدم، والتنفس، ومن ثم قاموا بتعريضهم إلى أنواع مختلفة من الموسيقى لمساعدتهم على الإسترخاء.
يقول الدكتور «ديفيد لويس هودجسون» أحد المشاركين في الدراسة: “إن موسيقى Weightless تنتج حالة من الإسترخاء أكثر من أي موسيقى أخرى تم اختبارها حتى الآن، مما يخفض معدل قلق المشاركين بنسبة 65%.
كيف تغرق في النوم من خلال الموسيقى؟
يقول «ليز كوبر» مؤسس الأكاديمية البريطانية للعلاج الصوتي: “بعض الأغاني المصممة خصيصًا للنوم؛ تحتوي على إيقاع يبدأ من 60 نبضة في الدقيقة، ويتباطأ تدريجيًا إلى حوالي 50 نبضة في الدقيقة أثناء الإستماع. يقل معدل ضربات قلبك تدريجيًا، وهذا الإنخفاض في معدل ضربات القلب؛ يؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم”. لحسن حظك؛ يعتقد العلماء أنهم قد حددوا الأغنية الأكثر استرخاءً في العالم.
دائمًا ما ارتبطت الموسيقى بتحقيق الإسترخاء، والسعادة والصفاء، سواءً أكان ذلك في موسيقى أنشودة الميلاد، أو بعض موسيقى إنيا برفقة كوب من القهوة. ويعتقد علماء الأعصاب في المملكة المتحدة أنهم وجدوا الأغنية الوحيدة التي تخفف التوتر، وتهدئ روحنا أكثر من أي شيء آخر.
أجرت شركة «ميندلاب إنترناشونال»، وهي شركة أبحاث شهيرة في السوق، دراسة قبل بضع سنوات؛ وهي تلك الدراسة التي تحدثنا عنها قبل قليل؛ حيث أكمل المشاركون الألغاز الصعبة -وربما المجهدة- في حين تم رصد نشاطهم في الدماغ لدراسة تأثيره.
تبين أن الموسيقى لعبت دورًا كبيرًا في حل الألغاز، والحفاظ على هدوء الأعصاب. وأظهرت أغنية واحدة أهميتها في حل مشكلة التوتر، وسرعة ضربات القلب؛ حيث كانت الأغنية من نصيب فرقة (ماركوني ونيون)؛ وهي فرقة موسيقية محلية إنجليزية.
أثرت الأغنية على المشاركين، حيث قامت بخفض نسبة الإجهاد بين المشاركين بنسبة 65%، وفقًا لما ذكرته الشركة، وذكرت صحيفة دايلي ميل أن الأغنية كانت أكثر فعالية بنسبة 11% من معظم الأغاني الأخرى التي استمع إليها المشاركون؛ مثل أديل وكولدبلاي؛ حيث ساعدت فرقة (ماركوني ونيون) في خفض ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، وسرعة التنفس.
موسيقى Weightless تعتبر الأفضل بلا شك؛ فهي تأخذك إلى عالم بعيد، حيث لا تترك لك الفرصة لتفكر بشكلٍ سلبي، أو تفكر في التوتر بعد الآن. إنها موسيقى جيدة لتساعدك على الإسترخاء، ويمكنك البحث عنها على اليوتيوب بكل سهولة؛ فهي ليست موسيقى ملحمية، وإنما موسيقى هادئة تساعد على الإسترخاء.
بالإضافة إلى نجاح تلك الأغنية في البحث؛ فإن الدكتور «ديفيد لويس هودجسون» يقول:
“كانت الموسيقى فعالة جدًا، وأصابت العديد من النساء بالنعاس بمجرد سماعها، وأوصي بعدم القيادة أثناء الإستماع إلى الأغنية لأنها قد تكون خطرة”.
تم إصدار أغنية “The 2011” من قبل الفرقة بمشاركة الأكاديمية البريطانية للمعالجة بالصوت. ويعتبر العلاج بالموسيقى، هو العلاج الطبيعي الذي أظهر أهميته في تخفيف التوتر؛ لأن الإجهاد هو أحد الأسباب الهامّة لبعض الأمراض الأخرى.
فمحاربته هو مفتاح الحفاظ على صحة جيدة. وقد أظهرت العديد من الدراسات كيف يكون التوتر مضرٌ لأجسادنا ودماغنا. لهذا لا تدع التوتر والإجهاد يخرج عن سيطرتك. اجلس واسترخِ واستمتع ببعض الموسيقى مثل المثال الذي ذكرناه، أو موسيقى أخرى تفضلها.
ومن المُلاحظ بنفس القدر، حقيقة أن الأغنية قد تم صنعها بالفعل بهدف تحقيق “الإسترخاء”. فالمجموعة التي قامت بتأليف وصناعة موسيقى “Weightless”، وهم فرقة (ماركوني يونيون)؛ قد فعلت ذلك بالتعاون مع المعالجين بالصوت.
أخذت الأغنية الكثير من الجهد في الكواليس أثناء تصويرها، حيث تعاونوا في صنع التجانسات التي تم ترتيبها بعناية، وعمل الإيقاعات، وخطوط الجهير التي تعمل على إبطاء معدل ضربات القلب لدى المستمع، وخفض ضغط الدم، وانخفاض مستويات هرمون الإجهاد الكورتيزول.
عندما يتعلق الأمر بخفض القلق والتوتر؛ لا يمكن أن تكون الرهانات على أي شيء سوى موسيقى “Weightless”. فعندما يتفاقم الإجهاد؛ يزيد من خطر القضايا الصحية مثل أمراض القلب، والسمنة، والإكتئاب، ومشاكل الجهاز الهضمي، والربو، وأكثر من ذلك.
ومما يبعث على القلق أكثر من ذلك؛ هو أن ورقة بحثية حديثة من جامعة هارفارد وستانفورد وجدت أن القضايا الصحية الناجمة عن التوتر الوظيفي وحدها؛ تسبب وفيات أكثر من مرض السكري، أو مرض الزهايمر، أو الإنفلونزا.
وفي هذا العصر المليء بمسببات الإجهاد المستمر، والمشاكل التي تتفاقم بمرور الوقت، والضغوط الكثيرة، والكثير من الأخبار المقلقة؛ يفضل أن تريح عقلك وجسمك من أجل أن يتعافي من أى شيء سلبي يمكن أن يصيبك.
فالموسيقى الهادئة يجب أن تكون من أولوياتك اليومية، حيث ستعطيك الراحة. الموسيقى هي وسيلة سهلة للهرب من بعض الضغوط، والكثير من المشاكل المتتالية، والتطبيقات، والعلامات، والنصوص، ورسائل البريد الإلكتروني، والمواعيد، والإجتماعات، والمواعيد اللانهائية التي يمكن أن تتسبب بسهولة في رفع مستوى التوتر لديك، وتترك لك الشعور بالخوف والقلق.
في النهاية؛ تلك الطريقة ستساعدك على الإسترخاء في الأوقات الصعبة كما نشرها علماء الأعصاب حسب التجربة التي قاموا بها؛ بالإضافة إلى أن الموسيقى مصنوعة بتعليمات علمية منهم، لكن إن كنت تجد موسيقى أخرى أفضل من تلك الموسيقى يجب أن تشاركنا إياها في التعليقات.