يعتقد بعض الناس أن الأشخاص الذين يعانون من القلق، يميلون إلى التفكير بشكل مفرط وبالتالي يعتبرون الأمر سمة شخصية سلبية. فالتفكير المفرط يمكن أن يجعل اتخاذ القرارات أو الاسترخاء أمرًا صعبًا، بالإضافة إلى ذلك فإنه من الممكن أن يعقد نظرتك بشأن كل شيء في الحياة. وفي بعض الأحيان يمكن أن يتسبب أيضًا في زيادة التوتر والقلق والحيرة؛ وهذا بدوره يؤدي إلى وجود مطالب محددة في العلاقات، حيث ستحتاج إلى شخص يمكنه فهم شخصيتك ذات التوجه التفصيلي. ومع ذلك ليس كل شيء سيء، ففي الواقع ووفقًا لأحدث الأبحاث فإن ذلك قد يعني أنك عبقري ومبدع!
أحدث الأبحاث حول الإفراط في التفكير (ما رأي العلم؟)
من المهم ملاحظة أن الإبداع لا يرتبط دائمًا بالأعمال الفنية بشكل حصري؛ فبحكم التعريف يمكن ربط العبقرية الخلاقة أو الإبداع بجميع أنواع المهارات. وفي الواقع يرتبط الإبداع بأي شيء يتطلب الخيال والتفكير خارج الصندوق، فالعباقرة المبدعين قد يكونوا مصممي ديكور داخلي رائعين، وقد يكون ملحنين موسيقيين أو كتّاب أو قادة بارزين لمؤسسات تجارية.. إلخ. فالإبداع بكل مكان!
من المرجح أن العديد من الأشخاص الذين تنظر إليهم كقدوة قد عاشوا حياة معقدة وعانوا قدرًا من الصعاب، في حين أن هؤلاء الأشخاص الذين تعجبك تصرفاتهم الإيجابية اللامعة قد لا يكونوا هم الأشخاص الأكثر إبداعًا الذين قابلتهم على الإطلاق كما تعتقد. لكن ما هو العلم وراء كل هذا؟
علم الأعصاب الشخصية
قام فريق بحثي في لندن باكتشاف علاقة مثيرة بين الإبداع والميل نحو الإفراط في التفكير؛ فقد بدأ الباحثون تحت إشراف أخصائي في علم الأعصاب النفسي “الدكتور آدم بيركنز” بالإشارة إلى أن الأشخاص الذين لديهم قدر عالي من التهديدات المحتملة يكون لديهم نشاط إضافي في جزء معين من أدمغتهم؛ ألا وهو قشرة الفص الجبهي الإنسي، بالإضافة إلى جزء من اللوزة الدماغية (جزء من الدماغ مسئول عن العواطف.
فإذا كنت ممن يفكرون بشكل مبالغ فيه بكل شئ، فهذا يعني أنك تميل أيضًا إلى الشعور بمشاعر سلبية قوية حتى عندما لا تكون في خطر. ومع ذلك، استكشف الباحثون الدليل على أن هذا الإدراك المفرط للتهديدات المحتملة يرتبط بشكل لا يمكن إنكاره بخيال قوي فعال، خيال قوي ليس مفيدًا للكشف عن التهديدات فقط، إلاأنه حيوي للقيام بجميع أشكال الفن. وهذا يعني أنه كلما زاد توسعك في التفكير، كلما كان لديك خيال أكثر.
اقرأ أيضاً : فكر تصبح غنيا – قواعد التفكير الصحيح
لماذا عادة يكون الأشخاص الذين يعانون من العصبية عباقرة ومبدعين
بعد توضيح العلم للسبب وراء الارتباط بين العبقرية الخلاقة والتفكير المفرط، يمكننا الآن أن ننظر إلى بعض الطرق الملموسة التي يظهر بها هذا الارتباط. وعندما نفكر في هذه الطرق التي تفسر السبب في كون المخاوف غالبًا ما تكون إبداع، فنحن نفكر في كيف يمكنك الاستفادة من كل هذه الجوانب المقلقة، على سبيل المثال؛ من شأنه زيادة إنتاجيتك إلى أقصى حد مع تقليل حدة التوتر والإنفعال، يمكن أن يصبح التفكير المفرط شيئًا محفزًا بدلاً من أن يكون بمثابة عائق في طريقك!
تخيل سيناريوهات بعمق وتكرار
غالبًا ما توصف الشخصية المفرطة في التفكير، بأنها تميل لتصور الكوارث، والتفكير في أسوأ ما يمكن أن يحدث ويزعجنا حدوثه. ومع ذلك، فإن هذه القدرة على تصور سيناريوهات مفصلة للغاية تمتد إلى أبعد من جعل المرء ذا شخصية سلبية؛ إذ إنها تساعدك على الانغماس في أحلام اليقظة، ويسمح لك بإنشاء عوالم أو رموز خيالية كاملة ويشجعك على التفكير في طرق لثني قواعد المجتمع.
كما هذا الخيال الإبداعي يمكن أن يمنحك القدرة على تطوير إحساس أعمق بالروح.
الخوف والقلق محفز “عظيم”
إذا كنت تفكر في بعض أهم الاختراعات في التاريخ، فمن السهل أن ترى أنها غالبًا ما تنشأ مباشرة بسبب قلق من نوع ما. ففكر على سبيل المثال في الأدوية المنقذة للحياة التي نأخذها كأمر مسلم به. لذا، بالإضافة إلى منحك المواهب الطبيعية التي تعزز الإبداع، يدفعك التفكير الزائد إلى أن يكون لديك الدافع للتصرف. حيث قد يستمتع أن يجعل موقفك الافتراضي هو اتخاذ الإجراءات وحماية نفسك من التهديدات.
الإفراط في التفكير يصلك غالبًا إلى حل المشكلة
عندما نفكر في الإبداع غالبًا ما نفكر في الرسامين والكتاب، في حين أن إحدى الطرق لاختبار الإبداع هي النظر في حل مشكلة الشخص، والمفكرون لديهم هذه المهارة. وعلى الرغم من أنك قد تتخيل أحيانًا مشاكل ليست موجودة فعلًا إلا أن اهتمامك المستمر بالتفاصيل يعني أنك أيضًا أول شخص يبحث عنه الأصدقاء والعائلة عندما يكون لديهم مشكلة صعبة لحلها.
وأخيرًا،
في المرة المقبلة التي تواجهك بها مشكلة، طبق مهاراتك المفرطة بسهولة على معضلات الحياة الحقيقية وسترى في الغالب حلولًا إبداعية يتجاهلها الآخرون ببساطة. وهذا هو السبب في كونك عرضة لإيجاد الحل أكثر مما لا يجعلك فقط شخص مميز ولكن أيضًا قائد جيد.
اقرأ أيضاً :
فكر تصبح غنيا – قواعد التفكير الصحيح
التفكير السلبي وتعرف علي الاسباب والحلول
هل يضعف الضغط والإجهاد الذاكرة في منتصف العمر؟
المصادر :