آخر خمس دقائق قبل دخولك في حالة النوم، ربما تكون هي الأهم في يومك؛ ففي هذا الجزء الصغير من اليوم، يخبرك عقلك الباطن بما تشعر ويرسخ لحالتك المزاجية في اليوم التالي، مع العلم أن العقل الباطن (أو اللاواعي) ليس بمقدوره التمييز بين ما كنت تحس به حقيقةً في حالة يقظتك، وبين ما تتمناه أو تتخيله!
حسنًا، دعنا نشرح لك أكثر، لتعرف في هذا المقال كل ما يهمك عن تلك الدقائق المعدودة التي تمثل فترة هامة من حياتك، وكيفية برمجة العقل الباطن قبل النوم بطريقة سليمة لتحصل على حياة مثالية.
ما الذي يجب عليك فعله قبل دخولك إلى النوم؟
هناك طريقتان يمكنك من خلالهما تهيئة نفسك وعقلك الباطن قبل النوم، وسيكون عليك بعد شرحهما أن تقوم باختيار ما هو مناسب لك من بينهما، مع الأخذ في الاعتبار أن ما يؤثر على عقلك الباطن في هذا الوقت؛ سيؤثر بالضرورة على عقلك الواعي أثناء يقظتك. لنرى..
أولًا: استرجاع كل ما هو سلبي
الطريقة الأولى هي أن تتذكر كل الاحباطات وخيبات الأمل التي مرت بك على مدار اليوم! ومراجعة كل ما تعرضت له من الأشياء والأحداث التي سببت لك التعاسة والغضب وجميع المشاعر السيئة، مع صنع حوارات سلبية من وحي خيالك وأنت تجري محادثات مع كل من تسبب في هذه المشاعر.
لذا، يمكنك قضاء هذه الفترة الحاسمة في القلق بشأن كل الأشياء التي لم تحدث بالطريقة التي تريدها، وبالتالي تكون بهذه الطريقة قد ملأت عقلك الباطن بمشاعر من السخط وعدم الرضا، وبما أن عقلك الباطن غير قادر على التمييز بين ما عشته حقيقةً وبين ما تصورته كما أوضحنا سلفًا؛ تكون بذلك قد اقنعت نفسك تمامًا بأن كل هذا حقيقي مائة بالمائة، وهذا هو السبب في أنك على الأغلب تفشل في جذب أي مثالية إلى حياتك.
ثانيًا: ادفع عقلك الباطن للتفكير بشكل صحي
لديك بديل آخر أكثر سعادة وصحة وقوة لكيفية قضاء دقائق ما قبل النوم، ألا وهو إن بدأت تشعر بالنعاس وكنت على وشك الدخول إلى عالم النوم اسأل نفسك “كيف كنت سأشعر في حال تحققت جميع رغباتي؟”، واستمتع بما سوف تشعر به وتتخيله إلى أن يسقط جسدك تمامًا في النوم.
هذه ليست مجرد ممارسة فارغة، بل هي أداة برمجية لإعادة عقلك الباطن للعمل بشكل إيجابي، بدلًا من ما ستكون عليه من قلق، وغضب أو خوف في حال قمت باسترجاع السلبيات.
كلما أكدت لنفسك أن صحتك على ما يرام، أو تتحسن في حالة إن كنت مريضًا -لا قدر الله-لاحظ كيف سيشعر جسمك مع الوقت؛ ربما يحدث أن يعارضك صوت داخلي في البداية قائلًا لك “أن ما تقوله سخيف لا تخدع نفسك، فأنت مريض وتتألم.”، ولكن ببساطة قم برفض كل هذه الأصوات الفيروسية، لأنك حر تمامًا في كيفية استخدام هذه الدقائق الخمس بأي طريقة تريدها.
مع تكرار استخدام هذه الممارسة؛ ستشعر أنك تتحول من حالة الخوف والقلق إلى حالة السلام والمحبة والرضا، وبعد قليل سوف تجد أن عقلك بدأ بالسيطرة تمامًا على شعورك وتبديل كافة أحاسيسك من الألم والقلق إلى مشاعر جميلة ببطء؛ ومن ثم اسمح لنفسك بعدها بالسقوط فورًا في بئر النوم العميق الصحي.
ثالثاً:بدل أفكارك عند الحاجة لذلك
عليك الانتباه لأفكارك في هذه الفترة، فإن كنت ترى أنك تميل لوهلة نحو الأفكار السلبية؛ أوقف فورًا التفكير بها، ولا تسمح لنفسك بالنعاس إلا في حالة تأكدك تمامًا من أنك تفكر بشكل إيجابي باعث للراحة.
في كثير من الأحيان يذهب الناس للنوم مع الشعور بالمرض، أو القلق من تشخيص عرض ما يمر به، إلا أنهم قرروا ممارسة هذه التجربة الجميلة قبل النوم، واستعادوا صحتهم بالفعل.
المفتاح هنا هو التحقق من أن عقلك الباطن قبل النوم صادق تمامًا في حالة الشعور الإيجابي التي تدفعه للتفكير بها.
وفي النهاية، عليك معرفة أن المشاعر هي الأدوات التي يستعملها عقلك الباطن؛ لذلك عليك استخدامها وبرمجته من خلالها بالطريقة التي تستحق أنت العيش بها.