تستعرض هذه المشاهد قصة “هناء” الفتاة الحيويّة الجميلة الّتي اعتادت أن يحبّها الشبّان لكنها وللمرة الأولى تحب أحدهم ولا يعطيها اهتماماً فتحمّله مسؤوليّتها بشكل غير مباشر وتجعله ضحيّة مخطّطها إلى أن يُغرم بها.
التحليل النّفسي للمشاهد:
قد أصبح معروفاً لنا أن ما نعطيه طاقة زائدة يهرب منّا ويغدو أصعب, وهذا ما حصل مع هناء عندما أحبّت الشّاب “عروة”, ومعروف أيضا أنه عندما نقع في الحب نتحوّل لإحدى الشّخصيات التّالية:
1- إمّا أن نرتبك أمام الطّرف الأخير فتتسرّع دقات القلب, وينشف الحلق, وتختنق الكلمات في جوفنا فلا نعد قادرين على نطق أي شيء.
2- أو نبادر ونغذّي حس المبادرة بشكل مبالغ فيه يجعلنا نفترس الطّرف الآخر بأحاديثنا الغير مترابطة ونتصرّف معه بأريحية مبالغ بها كي لا نقع ضحايا للصمت والخجل.
المشاهد توضح أن هناء اختارت الاحتمال الثّاني, فقامت في المشهد الأول بتحميل عروة مسؤوليّتها لتخترق عقله الباطن ويشعر بأن أمرها يهمّه بطريقة أو بأخرى فتغذّي هذه الفكرة لديه, لكنّ محاولتها لم تنجح بقدر كبير إذ قام في المشهد الثاني بالتأشير لسيارة أجرة فمنعته عن ذلك مجدّداً, وأقحمته في مخطّطها بدرجة أكبر وأخذت تسأله أسئلة عن عمره وأغنيته الفيروزيّة المفضّلة, والفصل المفضّل له, فتستجوبه وتتعجّب من أجوبته!, وكأنها تعرفه منذ زمن.
انبهارها الزّائد به جعله يبدو مغروراً بعض الشّيء عندما أخبرته عن وسامته تحديداً أنه يعلم بأنه وسيم ومميّز لذا لم يكترث لإطرائها بشكل كبير, عكسها هي عندما أخبرها بأنها جميلة شعرت بأنه أمر غريب, وأخبَرَتْه بأنها سترمي مركّبات النقص في القمامة لأنها ربطت قيمتها برأيه.
بالنهاية لقد نجحت في اختراق عقله الباطن بجدارة, وجعلته يمضي وقت كبير معها دون أن يشعر بذلك.
الخلاصة: علينا أن نحدّد قيمتنا بأنفسنا وأن لا ننتظر أن يعطي أحدهم رأيه بنا مهما كان, وأن ندافع عن خياراتنا اتّجاه من نشعر بانجذاب نحوهم ونتحلّى بالمبادرة لأن هذا الشّخص قد يكون إشارة من الكون, وفرصة بعثَ لنا بها, عبر عن مشاعرك بحرية ولا تنسَ ولنتذكّر بأن التّوكيدات أهم ما في الأمر.