التشابك بين الأفكار والأهداف المتعددة مثل الكتابة والتمرين وقراءة المزيد من الكتب والحفاظ على الاستيقاظ مبكرًا وما إلى ذلك، يعتبر من الأشياء الشاقة التي يمر بها الإنسان، والتي غالبًا ما ينتهي الأمر بتأجيل معظم الأعمال والفشل في الانتهاء منها.
في عام 2003، قامت شينا اينجار – أستاذة علم النفس وأستاذة في كلية كولومبيا لإدارة الأعمال – بإجراء دراسة مكثفة على 800 ألف موظف، للتحقيق في الآثار التي نتجت عن إضافتها للمزيد من خيارات الاستثمار على مشاركتهم في خطط توفير التقاعد.
وفي نهاية فترة الدراسة، قام الباحثون بتجميع البيانات وتخطيط النتائج للإجابة على السؤال؛ هل سيشارك المزيد من الموظفين في خطط توفير التقاعد إذا تم إتاحة المزيد من خيارات الاستثمار لهم؟ وكنا نتوقع أن تكون الإجابة هي “نعم”، ذلك أن المزيد من الخيارات هو الأفضل. ولكن اكتشف الباحثون أن إضافة المزيد من خيارات الاستثمار، قلل من احتمالية مشاركة الموظفين في خطط توفير التقاعد. فمقابل كل 10 صناديق مضافة إلى مجموعة الخيارات، ينخفض معدل المشاركة بنسبة 2 في المائة.
في الواقع فكثير من الخيارات غالبًا ما يؤدي إلى قرارات أقل بشأنها، وبالمثل كلما زادت الأفكار والأهداف التي نتابعها، قل احتمال متابعة جميعها.
وهناك تفسيرات أخرى للسؤال “لماذا فشلنا في إنهاء ما نبدأ؟”؛ على سبيل المثال فقد يكون ذلك بسبب قلة الوقت والخوف من الفشل، أو بسبب التشتت بين الخيارات المتعددة التي تستنزف الطاقة وتنخفض الإثارة نحوها بعد بدء مشروع جديد.
وفيما يلي خمس طرق مختلفة تساعدك على إنهاء كافة مهامك وأفكارك مهما بلغ عددها:
1.تحديد مواعيد نهائية قصيرة
كلما استغرق الأمر وقتًا أطول لإكمال مهمة ما؛ كلما زاد احتمال وقوعنا ضحية “قانون باركنسون”، الذي ينص على أن العمل يتسع لملء الوقت المتاح لإنجازه. وعلى سبيل المثال، إذا كان لديك أسبوع واحد لإكمال مهمة تستغرق ثلاث ساعات، فوفقًا لقانون باركنسون فستزيد المهمة من التعقيد وتستمر في التراجع طوال مدة الأسبوع. ولعل أفضل طريقة لمكافحة هذه المشكلة هي تحديد مواعيد نهائية قصيرة تضطرك لإنهاء المهام في إطار زمني قصير.
قم بإنشاء قائمة بمهامك اليومية ولاحظ الوقت الذي تستغرقه لإكمال كل مهمة منها، ثم قم بتقليل الحد الزمني لكل مهمة إلى النصف، مع الالتزام بإنهاء كل مهمة في المواعيد المحددة لها.
اقرأ أيضاً :تعرف على كيفية إدارة وقتك لتحقيق النجاح في 2019
2. استخدم قاعدة 80/20
تقترح قاعدة 80/20 أن عشرون في المائة من ما تفعله يساهم في ثمانين في المائة من النتائج التي تحصل عليها. وبعبارة أخرى يمكن تقسيم كل مهمة إلى أنشطة تقع إما في مجموعة العشرين أو الثمانين في المائة.
على سبيل المثال، إذا كان هدفك هو ممارسة المزيد من التمارين وفقدان الوزن، فهناك بعض التمارين، وهي عشرون في المائة، مثل سباقات السرعة العالية التي ستساهم بشكل كبير في إنقاص الوزن أكثر من غيرها. أما نسبة الثمانين في المائة، فهي لتمارين مثل التمدد. والمفتاح هو تجربة واكتشاف وتركيز وقتك وطاقتك على أنشطة عشرين في المائة التي تحقق أكبر عوائد، وبهذه الطريقة يمكنك إنجاز المزيد من المهام من خلال القيام بأشياء أقل وفي وقت أقصر.
3. ثق في نفسك
في كثير من الأحيان نتردد في اتخاذ إجراءات بشأن الأفكار التي تدور في عقلنا، بسبب الخوف من الفشل والرفض والشك في النفس. ويتم قضاء ساعات لا تُحصى في البحث والتخطيط لاتخاذ إجراء معين، ولكن عندما يحين وقت السفر نبقى على متن القارب ونفشل في متابعة خططنا.
في كتاب “بلينك: قوة التفكير بدون تفكير (مسموع)” للصحفي والمؤلف المشهور عالميًا مالكولم جلادويل، يقدم قضية قوية وهي أنه في كثير من الأحيان الأحكام المفاجئة التي تتم في غضون ثوانِ، تؤدي إلى قرارات أفضل من تلك التي تحصل عليها عندما تكون حذَرًا وتخطط بدقة.
وفي المرة المقبلة، عندما تكون غير متأكد مما يجب فعله بعد ذلك أو كيفية القيام به، ثق في غريزتك واتخذ إجراءً بشأن الفكرة الأولى التي تخطر على بالك لأنك ستكون على الأرجح في المسار الصحيح.
4. طوّر عادة الانتهاء
لقد أتقن العديد من الناس فن البدء لكن القليل منهم اهتم بتطوير عادة الانتهاء؛ فالبداية أسهل من الانتهاء ولكن الجزء الأكبر من النتائج التي نسعى إليها تقع عند خط النهاية. وعملية بناء عادة الانتهاء هي مثل أي عادة أخرى. أولًا تبدأ صغيرة مع توقعات معقولة لكم من الوقت سيستغرق لتشكيل العادة، وبعد ذلك يمكنك إجراء تغييرات صغيرة على بيئتك لتسهيل إنهاء كل ما تريد القيام به.
5. ممارسة الانسحاب
الأشخاص الأكثر إنتاجية وناجحًا، يتخلون عن أهدافهم طوال الوقت، فهم يعرفون فقط متى يريدون الانسحاب. والجانب الإيجابي من الإقلاع عن التدخين مثلًا هو أنك تعيد توجيه الوقت والطاقة المهدرة على فكرة أو هدف غير مثمر نحو مغامرة أخرى جيدة.
وإذا كانت تكاليف متابعة فكرة ما تفوق الفوائد على مدى فترة من الزمن، فربما حان الوقت للتفكير في تقليل خسائرك. وعلى الرغم من أنك قد تتأذى في البداية، لكن في نهاية المطاف ستوفر المزيد من الوقت للتركيز على أفكار أفضل.
اقرأ أيضاً :
تريد النجاح بالعمل الحر؟ لا تفوت النصائح التالية
حياتك من الفشل الى النجاح بخطوات عملية
المصادر :