يكون الإنسان كما تكون دوافع رغباته العميقة
وكما تكون رغباته تكون إرادته
وكما تكون رغباته تكون أفعاله
وكما تكون أفعاله يكون مصيره
بريهادا رانياكا أوبانيشاد
إن طريق النجاح ينطوي على العديد من التحديات التي تشمل جميع النواحي من روحانية وعقلية وفيزيائية، وقد تكون هذه التحديات مجرّد مطبّات بلا كرب أو سقم . وقد تكون سبباً يؤدي إلى تأخرك وجعلك تشعر بصعوبة البدء من جديد، على كل حال، فما قد تواجهه في حياتك هو مجرّد تحدٍّ لكن هذا التحدي إما أن يودي بك إلى النجاح أو يسبب لك الفشل والألم، فما هو الحل الأمثل الذي سيعطيك السبب بأن تثق وتؤمن بنفسك وبقدراتك وبأن تثق بمن حولك على أنهم سوف يقومون بتسيير أمورك وليس العكس، أو بأنك أنت ومن جوهر معرفتك لنفسك وروحك، سوف تقوم بفعل ما تريده ووقت ما تشاء.
بصياغة أخرى، علينا أن نصون ونسقي بذور القداسة التي في داخلنا، وعلينا أن نصل بالروح التي في داخلنا إلى الكمال من خلال أعمالنا وأفكارنا ومن خلال عيشنا لحياتنا بكل صورها، وعندما نتحدث عن قوانين للنجاح أو قوانين من أجل حياة حُلوة، فيجب علينا أن نَعي فكرة مراقبة الذات، فخلال العيش على نمط هذه القوانين نكون قد وضعنا أنفسنا ضمن حالة نكون فيها مُراقَبين وليس مُراقِبين، ونتصرف بها بحالة من الوعي على سلوكيّاتنا وأفكارنا ورغباتنا ونتحكم بها وفق قرار واعٍ وآني.
ومما ذكره الكاتب ديباك شوبرا أن قوانين النجاح هي سبعة وفق الترتيب الآتي:
1- قانون الطاقة الكامنة المحضة:
وتكمن في وعينا لأسلوب حياتنا وقراراتنا وسلوكياتنا، وهي السكون والهدوء والجوهر الذي يعبّر عن طبيعتنا الحقيقية، لا ترتكز على أي إحالات غرضية وإنما بعيدة عن التعلق وتبحث عن السعادة والسلام وتعطي الحب الغير مشروط.
2- قانون العطاء:
وهي عملية ديناميكيّة متبادلة بين الشخص والكون، فإنك تعطي لكي تأخذ، كما أنك جزء من هذا العالم الذي هو عبارة عن خليّة عمل واسعة فإن أوقفت عطاءك وأخذت دون مقابل فإنك سوف تعرّض نفسك لخسارة الأخذ من الآخرين، ستحرم نفسك من السعادة الكامنة في العطاء، التي تعتبر بحد ذاتها مصدراً للسعادة.
3- قانون الكارما:
وهي تعتمد على أنه لكل فعل رد فعل، ولكل سبب مسبب، فما نقوله ونفعله عبارة عن خيوط نرميها حول أنفسنا، مما يصنع مزيداً من الاحتمالات الغير منتهية والتي قد تعود عليك بالإيجاب أو بالسلب، وذلك وفقاً لما تفكّر به وما تفعله، عندما تريد اتخاذ أي قرار أو فعل أي شيء، إسأل نفسك عن النتائج وتداعياتها على الآخرين، فإن لك من فعلك نصيب في هذا العالم المليء بالاحتمالات الغير منتهية.
4- قانون المجهود الأقل:
هذا يعني بأنك لست بحاجة إلى العراك في هذه الحياة لتحضى بالقطعة الكبرى منها، لم تخلق لكي تقاتل وإنما خلقت ذكيّاً لتكون لديك فرص أكبر في عملية صناعة الفرص واختيار الخيار الأنسب لك، عليك أن تعلم أن ما تسعى إليه فإنه سيسعى إليك ولن يقاومك، ولكن إن قاومته فذلك يعني أنّك ستقابَل بالمقاومة وستخسره، فمفهوم المقاومة يدخل ضمن خانة العنف وعدم السلام، فكيف لك أن لا تحب الحياة، وهي قائمة على المحبة، هذه المحبة التي هي طريق الأماني، مهما اخترت من طرقات وتحديات، فعليك أن تختارها بمحبة وتسعى إلى تحقيقها بمحبة، فإنك بالمحبة ستوفّر لنفسك مزيداً من الطاقة لكي تبصر الطريق الفعلية العظيمة في هذا الكون، وتتقبل كل الأحداث مهما كانت، راضياً بالقليل على أنه كثير.
5- قانون القصد والرغبة:
في هذا الكون الشاسع، تتواجد طبيعة المواد والمعلومات ذاتها بجميع أنحائه، فالكون مكون منها ويفقهها كلها ولا يحتاج إلى تفسير أو توضيح وإنما يتعامل مع كل شيء، مع كل ما يطرأ من أحداث وأفكار وأفعال بأي زمان وبأي مكان، وخلال هذه المعطيات يبقى الوعي هو الأداة التي تسخّر لك ما تريد، فتصب انتباهك به وتبقي العزم عليه لكي تناله، وأنت واع ومدرك لما تفعله ولِمَ تفعله، حتّى تغذّيه باهتمامك لينمو ويصبح واقعاً في حياتك، مع بقاء العزم والرغبة سويّةً حتّى لا تتأثر بالنتيجة، وبمعنىً آخر فهي عيش اللحظة الآنية التي لا تتأثر بالماضي ولا المستقبل، وذلك مع اتباع القوانين الأخرى للنجاح.
6- قانون الاستسلام واللامبالاة:
حيث تكمن عملية عدم المقاومة واللاعنف، حيث تتبلور عملية التحرّر من الأنا، والتخلّي عن التعلق والألم، البحث عن السعادة والسلام، فتذهب خلف رغبتك بفعل الشيء مهما كانت نتيجته، لتظهر الأهداف أمامك وتتحقق بأقل جهد، مع مرافقة هذا القانون بحكمة الشك الآمنة، ستتخلّى عن فكرة الوصول للأمان عن طريق التعلق والمقاومة والتعب لتنال ذلك السلام، هكذا تدرك أن ما ترغب به موجود بقربك ولا يحتاج منك إلا أن تراه وتسلَم إليه.
7- قانون الهدف والغاية في الحياة:
وتتحدث عن أن في داخل كل فرد منا طاقة كبيرة، طاقة داخلية تحتاج إلى أن تصل إلى مبتغاها وتبان، إضافة إلى استغلال ميزات كل كائن إنساني، حيث يتفرد بما لديه من مواهب ومهارات لا توجد لدى أي أحدٍ آخر أبداً، وإضافةً إلى خدمة الإنسانية ومساعدة الآخرين، بعيداً عن أطماع المكاسب أو الفوائد.
يمكن ممارسة التأمل حيث أنها الطريقة الأجدى للوصول إلى الروح والعيش ضمن حالة الصمت، والتعرف على النفس والوعي لعملية التنفس وحركات أعضاء الجسد الداخلية والخارجية، وكما أن القيام ببعض الأعمال الإنسانية والخدمة تأتي بالمنفعة على الصعيد الروحي وقد تأتي على شكل مكافأت.
كما أن ممارسة القبول والمسامحة كل يوم تساعد على فهم الكون وقوانينه، إضافة إلى عدم الدفاع عن الأفكار الشخصية وتعلّم فهم وجهات النظر الأخرى مع مرونة كبيرة، وتقبّل جميع الهدايا التي تغدقها الحياة مهما كانت ومن ثم مقابلتها بالعطاء
تحرير: علي غالي