الهم والقلق والضغط النفسي.. ما الفرق بينهم؟

من المحتمل أنك تعاني من القلق أو التوتر أو القلق مرة واحدة على الأقل في كل يوم.. وقد تمر أحياناً بالضيق والانزعاج وعندما يسألك أحد الأصدقاء عن السبب؟.. فتقول أنك تشعر بالقلق والهم.. لكن هل نعرف أن لهاتين الكلمتين معاني مختلفة؟ وطرق مختلفة أيضاً للتعامل معها..

فما المقصود بكل من القلق والهم والضغط النفسي؟ وماهي النصائح التي يقدمها الخبراء للتعامل مع هذه الحالات؟

الهم

هو حالة عقلية تحدث عند التركيز على أفكار سلبية، أو نتائج مجهولة أو أمور قد تخرج عن السيطرة، كالتفكير في العجز عن دفع أجار المنزل مثلاَ أو التفكير بوظيفة مهمة في حياتنا، فهو شعور بعد الارتياح أو عدم اليقين.

من جهة أخرى، وحسب ما أشارت له وانا ماركيز، أستاذة الطب النفسي المشاركة في كلية الطب بجامعة هارفارد ورئيس جمعية القلق والاكتئاب الأمريكية، فقد يكون القلق إيجابياً كونه يدفعنا إلى إيجاد الحل لبعض المشكلات التي تعترضنا، فمثلاً التفكير في الأداء السيئ بالاختبارات يحفز عقولنا على التعامل مع هذه المشكلات ومواجهتها لإيجاد الحل المناسب.

يمكنكم التعامل مع الهم من خلال:

  • وضع سقف زمني للتفكير في المشكلة التي تعترضك، وعندما تنتهي هذه المدة، ولتكن مثلاً 20 دقيقة، أعد توجيه أفكارك بوعي حتى تبدأ بإيجاد الحلول المناسبة.
  • توجيه الأفكار لشيء آخر.
  • التعبير عن المشاعر بالكتابة، حيث أظهرت الأبحاث أن الكتابة لمدة من 8 إلى 10 دقائق فقط يمكن أن تساعد في تهدئة الأفكار المزعجة..
  • التركيز على إيجاد الحل بدلاً من التركيز على المشكلة.

الإجهاد أو الضغط النفسي

هو ردة فعل الجسم تجاه عوامل ضغط خارجية، مثل موعد محدد لإنجاز مهمة، أو فحص طبي مخيف، ويصبح مزمناً حين يبقى الجسم باستمرار في حالة (القتال أو الهروب المستمر) بسبب الضغوط المالية أو الخلافات مع المدير. وهو كالهم أيضاً يكون في بعض الأحيان مفيداً لك، وربما تكون قد لاحظت فوائد الضغط النفسي عندما تسابق حركة المرور للوصول إلى موعد مهم، وهنا يسمى “الضغط الحاد” ويتلاشى هذا الضغط عندما يتم حل الموقف.

وقد يسبب الضغط النفسي مشكلات في الجهاز الهضمي ويضعف المناعة، كما يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب، ومن أعراضه تسرع ضربات القلب، وصعوبة في التنفس وتعرّق اليدين.

يمكن التعامل مع الضغط النفسي من خلال:

– ممارسة الرياضة.

– وضع أهداف وأولويات واضحة.

– تركيز طاقتك على ما يمكنك القيام به، وتقبل فكرة أن هناك أمور لا تستطيع فعلها.

وتذكر دوماً أن الضغط النفسي هو استجابة بيولوجية لأجسامنا وهو جزء طبيعي من حياتنا.

القلق

هو حالة عقلية وجسدية تُمثل ذروة الهم والضغط النفسي، ولكن في غياب عوامل ضغط خارجية، فهو يحدث نتيجة الكثير من الهموم والضغط النفسي. مثل افتراض أن أصدقاءكم لا يحبونكم أو أنكم ستخسرون وظيفتكم دون وجود دليل على ذلك.

ويجب التنويه طبعا إلى أن هناك فرق كبير بين الشعور بالقلق واضطراب القلق، حيث يعد الاضطراب حالة طبية خطيرة تستوجب مراجعة الطبيب.

لمواجهة القلق ينصح الأطباء:

  • تقليل تناول السكر والكحول والكافيين، فقد يكون للمنشطات دور كبير في زيادة القلق.
  • حاول تشتيت انتباه حواسك والتفكير بأمور أخرى عندما تكون في ذروة القلق، فمحاولة التفكير الدائم لن تخرجك من حالة القلق.
  • الاستماع إلى الموسيقى.
  • ممارسة الرياضة والتأمل أو القفز بالحبل.

ونؤكد أخيراً أن “هذا الوقت سيمضي” والهم والقلق والضغط النفسي هي أمور متغيرة وبإمكانك إيجاد الحل دوماً.. ولا ننسى أهمية ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء والتنفس المنتظم للحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية. بالإضافة لضرورة الحصول على قسط كافٍ من النوم وتناول وجبات صحية مُغذية ومنتظمة.

 

المصدر:

https://www.nymc.edu/media/schools-and-colleges/nymc/pdf/student-life/TheDifferenceBetweenWorryStressandAnxiety-TheNewYorkTimes.pdf