يستعرض هذا المشهد حكاية “وردة” “كاريس بشار” الفتاة التي تعاني ظروف مادية صعبة كونها لجأت إلى لبنان بسبب الأحداث في سورية فتقرر نتيجة ضغط هذه الظروف إلى الزواج من رجل كبير في السن إلى أن تسمع صوت الشّاب الّذي تحبّه فتغادر زفافها غير مبالية بأي شيء وتذهب لتعترف بحبها له فيخذلها ويغلق الباب بوجهها.
التحليل النفسي للمشهد:
فتاة في مثل ظروفها ستتزوج من أجل أن تؤمّن مسكنها وغذائها دون اللجوء إلى أحد وما إن سمعت صوت حبيبها الشّاعر “محمود” “عبد المنعم عمايري” حتى تحلّت بالشجاعة، فعندما يحب المرء يشعر بأنه قوي كفاية ليأخذ قرارات حاسمة حتى وإن لم يبادله الطرف الآخر نفس الشعور، وهناك عدة دوافع للقيام بأمر ما وأهمها الدافع الداخلي أو الدافع الخارجي وفي حالة وردة اجتمع الدافع الداخلي الّذي يتجلّى بانجذابها لمحمود والدافع الخارجي الذي هو صوته في اللحظة المناسبة.
صحيح أن وردة لم تحصل على محبة الطرف الآخر لكنها حصلت على فهمها لذاتها فأحياناً تمرّ بنا لحظات نجذبها إلينا فنفهم ونحدد ما نريد من خلالها. وردة لم تحصل على محمود لكنها حصلت على نفسها وكسبت قرار صائب لولاه لقضت بقية حياتها مع رجل أشبه بالأب.
وأنتم أيضا ً، أنا واثق بأن كل من قرأ هذا المقال قد مرّ بمواقف ومواجهات غير مفضّلة لديه، لكن بفضلها استطاع تحديد نهجه في بقية حياته. قرّر، لا تخف، قرّر واكسب نفسك.. واعلم بأنّ التوكيدات أهم ما في الأمر.
#ملاحظة: الكلام الذي تقوله وردة لمحمود فيه تقليل من الذات وهذا تصرف خاطئ، إنما شجاعتها بمغادرة زفافها هي التي تؤخذ بعين الاعتبار.