هل حقا نستخدم 10% فقط من قدراتنا العقلية ؟

هل حقا نستخدم 10% فقط من قدراتنا العقلية ؟

 خاص أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع و التنمية البشرية

 

اكتشاف الأسطورة الحضارية…

بعد فترة وجيزة من التخرج وبينما كنت أحضر لأُطروحة الدكتوراه عن أدمغة الأفاعي والثعابين، حظيت بفرصة تناول العشاء مع إثنين من حائزي جائزة نوبل في العلوم العقلية, “دايفيد هيوبيل” و”تورستين ويزيل” ,ولأنني لم أرد أن أضيع هذه الفرصة, سألت الرجلين العظيمين:”من أين أتت فكرة أننا نستخدم فقط 10% من قدراتنا العقلية, وهل هي صحيحة ؟”.
ابتسما,هزا رأسيهما بالنفي, وقالا بأنهما غير متأكدين من مصدرالفكرة, لكن كلاهما اتفق على أن نظرية ال10% ليست اكثر من خرافة, فالطبيعة كما راقباها لا تضيع مصادرها بهذه الطريقة لأن هناك أنواع غير فعالة تسمى المستحاثات.
تستهلك عقولنا ما يقارب 20 % من الطاقة التي تستخدمها أجسامنا, وإن استثمار كل هذا القدر من الطاقة في عمل مفيد فقط 10% لا يمكن أن يقدم تطور يذكر, وفي حال كانت نظرية ال10% صحيحة فإما أن أدمغتنا ستكون أصغر بكثير أو لن يكون لنا وجود..
وقد أشار باري بيرستاين, عالم الأعصاب, إلى أن فحص النشاط الاستقلابي في الدماغ يُظهر أن كل أقسام الدماغ نشطة طوال الوقت وأن هناك نشاط واضح حتى خلال النوم (وهذا ما يعرفه كل من راودته الأحلام).

 

هل حقا نستخدم 10% فقط من قدراتنا العقلية ؟

 

 

 

 

على الرغم من صحة معلومة تزايد النشاط الاستقلابي في مناطق محددة من الدماغ عند عملها,(على سبيل المثال, يتزايد مستوى الاستقلاب في النواة المتكئة عندما نشعر بالسعادة) ,إلا أن أبحاث الدكتور لويس سوكولوف من المعهد الوطني للصحة وآخرون, أظهرت أن عملية استقلاب الدماغ لا تتزايد بشكل كبير حتى عندما يقوم بأعمال تتطلب منه تركيز ذهني شديد..
مما يعني أنه حتى لو قمنا بتمرين عقولنا أكثر من المعتاد, فإننا لا نستهلك طاقة أكبر, كما هو الحال لو أن عقولنا انطلقت فقط بـ 10%من سرعتها العادية, وهذا لا يعني أننا غير قادرين على الاستفادة من عقولنا أكثر مما نفعل بالعادة.

 

 

 

الأدمغة

 

ما أشار إليه الطبيب النفسي ,ويليام جايمز (الذي استلهم خرافة ال10% ) أثناء خطابه أمام جمهور في عام 1890, بشكل أصح هو أن “الاشخاص يستفيدون فقط من جزء بسيط من قدراتهم العقلية”.
وأظهر عالم الأعصاب, لورانس كاتز, في كتابه”حافظ على نشاط عقلك”, أن بإمكاننا تحسين أداء عقولنا عن طريق القيام بتمارين تزيد المستوى العقلي “الذكاء” ,كشم روائح جديدة, أن نرتاد طرق غير الي اعتدناها عند ذهابنا اليومي إلى العمل، وبشكل عام، أن نخوض تجارب الروايات لننمي ونقوي الصلات بين الجمل العصبية في عقولنا, فكل هذه الطرق تزيد وتحافظ على عمل عقولنا.

 

 

 

الأدمغة
تعلم لغة جديدة, ارتياد الدورات التعليمية, مقابلة أشخاص جدد و الخروج من منطقة الأمان الذهنية تساعد كذلك في تقوية عقولنا وذكائنا.
لذلك , ولأولئك الذين أرادوا أن يستفيدوا من الجزء الغير مستخدم من عقولهم معتقدين أن ذلك سيوصلهم إلى ما يدعى بالحاسة السادسة , أو القدرة على إدراك الأمور اللامحسوسة، والتحكم بالأشياء دون لمسها.. لابد لي أن أعتذر.. فنحن نستطيع زيادة قدراتنا العقلية وذكائنا ولكن ضمن حدود ما نعيشه و ما هومعتاد و دون الخروج عن المألوف.

 

 

ترجمة : خضر عبدالله نعامة 

تدقيق : رنا الصابوني

 

تدقيق لغوي : راما الشامي

تنسيق : جوني

إقرأ المزيد من المقالات الممتعة و المفيدة :

كيف تُغير التفكير السلبي بـ5 خطوات سهلة

7 نصائح لتقويتها والحدّ من فقدانها

مع بعض لوحدنا

خطوات مساعدة لزيادة الذكاء العاطفي

نصائح لتنمية ذكاءك

8 طرق لتحسين وظائف الدماغ