عزيزي الخريج، إليك الطريقة المثلى للانخراط في سوق العمل
تهانينا: أو ربما علينا أن نقول ” تهانينا” مع ملاحظة تقول الآتي: ” هذه التهنئة مخصصة للخريجين المتفوقين في مجالات الهندسة و علوم الحاسوب و التمويل، أما البقية فاستمتعوا بصراخ اليأس والإحباط!!!
لأنه من الصعب الحصول على وظيفة في الحياة العملية. وما يزيد الأمور صعوبة أن يكون لديك مثلاً أربع أولاد في العشرينات من عمرهم. يحصل ذلك أحياناً.
إن الحقائق هي كالتالي: الاقتصاد لا ينمو بالسرعة الكافية ليستوعب دخول 1.8 مليون موظف مبتدئ إلى سوق العمل سنوياً، باستثناء ملحوظ للعباقرة. كنتيجة؛ الغالبية العظمى من الخريجين – 73 % حسب بعض التقديرات – ينتهي بهم المطاف في وظيفة لا علاقة لها بمجال دراستهم، و معظمها عند الحد الأدنى من الأجور.
إذن ماذا يجب على الخريج الجديد أن يفعل؟ لن نعيد عليك الى حد الملل الأجوبة ذاتها التي تعرفها أصلاً، فمثلا” إنشاء سيرة ذاتية خارقة بلا أخطاء نحوية أو إملائية غبية. – وأن تبذل أقصى جهد في إنشاء شبكة علاقات. – أو أن تجعل مكتب توظيف الجامعة بيتك الثاني.
بدلاً من ذلك، نود أن نعرض عليك ثلاث نصائح صغيرة لعلك لم تنتبه إليها في سعيك المحموم عن وظيفة ( وقد يكون هذا في البداية) فقد تحصل على رب عمل حسن النية و مرتب جيد في نهاية المطاف.
- أولاً، لا تفكر في البحث عن وظيفة، فكر في البحث عن ” مجال أحلامك “. هل عرفت يوماً شخصاً ترك مجاله الوظيفي في الأربعين أو الخمسين من عمره ليقوم بعمل مختلف تماماً؟ هل لاحظت من قبل كم يصبحون سعداء؟ هذا هو ” مجال أحلامك ” هو أن تصل إلى ذلك المكان قبل أن تصل أزمة منتصف العمر بفترة طويلة.
إنه مفهوم بسيط ولكن قوي، حيث يفترض أن الرضا الوظيفي و النجاح يحدثان على الأرجح عندما نعمل على مقاطعة أمرين غاية في الأهمية، إذا أردت: الأول، هو ما تبرع به بشكل فريد. والآخر هو ما تحب عمله.
وهذا ما كانت ابنتنا عليه، لقد كانت متخصصة بالشعر و كانت تبرع أيضاً في اختيار من سيفوز بجوائز الأوسكار قبل أن تعلن أسمائهم بشكل خارق للطبيعة، والتي ( ولزيادة غمنا) لم تحب شيئا” أكثر من مشاهدة التلفاز، وفي النهاية حطت رحالها في هوليود في مجال اختيار الممثلين، حيث تعمل بمنتهى السعادة.
الآن، لا يوجد ضمان بأن إيجاد وظيفة أحلامك سيكون أمرا سهلاً، أو أن لها مردود كافي لتبدأ بها. أحياناً ملاحظة مجال أحلامك سيصدم كل من حولك. كأن يقولوا باستنكار: ” ماذا تعني بأنك ستتجه إلى صناعة مغامرات البراري!!؟ ” لكن مع الوقت، وفي حال كنت تعمل بمزيج من قوتك و شغفك، فسيأتي المال عادة، وعلى الأقل ستمر بمرحلة من الازدهار العاطفي و الاحترافي حتى يفعل.
- ثانياً، يجب أن تعي أن مقابلة العمل ليست كامتحان الجامعة، فهي تتطلب تحضيرا أفضل مرات و مرات.
ليس من وقت طويل، تحمس أصدقاء لنا كثيراً لأن ابنتهم حصلت على موعد مقابلة مع قسم الموارد البشرية في إحدى الشركات الشهيرة وكانت على وشك التخرج من جامعة حكومية جيدة باختصاص إدارة الأعمال، وقد امضت ساعة أو ساعتين تتدرب على أفضل طريقة لوصف الخطوط الهامة في سيرتها الذاتية. وفي يوم المقابلة و بعد الأسئلة و المجاملات المعتادة، نظر المقابلون في عيني ابنة أصدقائي مباشرة وسألوها: ” ما هو سعر سهمنا اليوم؟ ” وكانت القاضية!!
أنظر، إن مقابلة وظيفتك لا تتمحور فقط حولك، فهي ليست عن استرسالك بالكلام عن صفوفك و تدريبك العملي وكم علموك. هي ليست عن ادعائك بأنك لاعب الفريق الذي يفكر خارج الصندوق، وأنك عالي الاستقامة… انضم إلى النادي، حسناً… لا- مقابلة وظيفتك هي عن مدى معرفتك للشركة التي تطمح بالانضمام إليها، إنها صناعة، وهي ديناميكيات الصناعة الخاصة بها. إذن تحضر لمقابلة عملك و كأنها أهم اختبار في حياتك. ابذل أقصى جهودك في البحث عن كل المعلومات اللازمة عن الشركة. ادخل إلى المقابلة مع أفكار ومعرفة و رؤى جديدة. لأن مقابلة العمل هي ليست كأي اختبار خضعت له. إنها أكبر… إنها الحياة الحقيقية.
- أخيراً، دع والديك يساعداك. هذا ليس سهلاً، فنحن نتفهم أنك قد قضيت السنوات الأربع الأخيرة وأنت تتحول إلى بالغ راشد، حاملاً والديك على تركك تمضي. ولكن في هذا اليوم وهذا العمر، فإن البحث عن عمل في عام التخرج سيغير ذلك. فأنت تحتاج الى كل المساعدة التي تستطيع الحصول عليها. وإذا كانا والديك يستطيعان يقدما ذلك من خلال النصيحة أو المعارف، فعليك أن تتقرب منهم من جديد. مع كل العواطف التي قد يتطلبها ذلك.
من الممكن أن يصبح الأمر مشحونا”. مرة أخرى، نحن نتفهم. لا أحد يريدك أن تحصل على وظيفة أكثر من والديك، وقد يكون لديهم رأيهم الخاص عن ماذا يجب أن تعمل وأين يجب أن تعيش.
في تلك الجلسة العائلية العاصفة، جد طريقة لتستمع، فالكبار يعرفون أمراً أو اثنين، مثل كيف تتحدث مع الكبار، وهو أمر ستفعله كثيراً في مقابلة العمل. أو ماذا عليك أن ترتدي إلى المقابلة، وصولاً إلى كيف تكتب رسالة شكر لائقة.
قد يبدو المرور خلال هذه الفترة طويلاً، ولكنه لن يستمر للأبد، فالمقاومة ستجعله فقط أكثر صعوبة، و ربما تقوض جهودك للإقلاع.
في النهاية ستحصل على وظيفة. ستفعل – وظيفتك الأولى و ربما من بين العديد من الوظائف.
نتمنى أن تعمل في مجال أحلامك، الذي استحقيته بعد مقابلة ممتازة، كان قد هلل والديك لها. وفي هذه الحالة تصبح كلمة ” تهانينا ” في مكانها حقاً.
ترجمة: معتز عوف
تدقيق: أمير محمد
تدقيق لغوي : راما الشامي
تنسيق : محمد الصواف
اقرأ أيضاً:
خمس خطوات تجعلك سعيداً في العمل
تسعة خطوات لانتاجية اعلى في عملك
خمس طرق تجعل مكان عملك حافزاً على الإنتاج