في ظروف مثالية، سيكون إلمام الأطفال بالثقافات المختلفة عن دول العالم عن طريق السفر شيئًا سهلًا. ولكن بالنسبة إلى الواقع الحالي ومع أخذ قيود الميزانية والوقت في الاعتبار، ناهيك عن التحديات الموجودة في السفر مع الصغار، سيكون ذلك مستحيلًا.
لكن لحسن الحظ، ليس السفر هو الطريقة الوحيدة لتعريض الأطفال لثقافاتٍ جديدة، وتعزيز شغفهم الثقافي. بل أن هناك طرق أخرى تساعد على انفتاح الطفل على الثقافات الأخرى.
وفيما يلي نعرض عليك في هذا المقال خمس طرق لتحقيق ذلك دون الحاجة إلى مغادرة الحي الذي تقيم فيه:
1. استكشاف العالم من خلال الكتب ووسائل الترفيه
يمكن أن تكون الكتب واحدة من أبسط الطرق لعرض العالم على الأطفال والكبار على حد سواء. فالكتب الجيدة لا تُعلم طفلك الثقافات المختلفة للعالم وتقاليده فحسب، بل إنها أيضًا طريقة رائعة لمساعدة طفلك على التقاط مفردات جديدة ومعلومات حول مناطق مختلفة من العالم.
كما يمكن لمقاطع الفيديو أيضًا مساعدته، حيث تتوفر مقاطع تعليمية تتكون من فيديوهات قصيرة متحركة أو الأفلام الوثائقية، والتي تُقدم إلى الأطفال بلغات مختلفة، وتشجعهم على ممارسة اللغة من خلال أغاني الأطفال المعروفة.
لذا، ابدأ في التركيز على اتباع ذلك الأسلوب، ولا تتفاجئ إذا وجدته يتفوه بالإسبانية على سبيل المثال!
2. تشجيع الفضول والبحث
على الأغلب لديك موارد ثقافية جيدة في دولتك أو بالقرب منها، ابحث عنها ومن ثم يمكنك الاستفادة بها عن طريق اختيار بلد مختلف مرة في الشهر، والتخطيط لزيارته، مع تحديد برنامج مفيد للفترة التي ستقضيها به، حتى لو كان مجرد تناول عشاء تشتهر به تلك المنطقة لتجربة شيء من تلك الثقافة.
ويمكن تكليف الأطفال الأكبر سنًا بدراسة البلاد، وتقديم تقارير إلى العائلة حول التاريخ والجغرافيا والموسيقى واللغة في البلد المختار، في حين أن الأطفال الصغار يمكن أن يساعدوك في إعداد وصفات الطعام الشائعة في تلك الثقافة.
اقرأ أيضاً : كيف تشجّع طفلك على حبّ التعلّم؟
3. قضاء بعض الوقت مع فئات مختلفة من الناس
ربما يكون زوج أختك من بلدٍ مختلف أو أن جارك يعتنق دين مختلف. فيمكنك استغلال هذه الاختلافات كفرصة لتعليم أطفالك أن الآخرين قد يفعلون أشياءً مختلفة لكن الجميع يستحق الحب والاحترام.
فمن المهم أن يتعرّف طفلك على ثقافاتٍ مختلفة، ولذا، فإن وجود شخص من ثقافة مختلفة في عائلتك يعد فرصة عظيمة لتعليم طفلك أنه لا يوجد شيء خاطئ في الاختلاف، كما يمكن أن يساعده على فهم أن الناس يمكن أن يكونوا مختلفين ثقافيًا، ولكن لا يزال لديهم الكثير من الأشياء المشتركة.
فهي تعد طريقة رائعة لكسر الصور النمطية. وإذا لم يكن لديك صديق أو قريب من ثقافة مختلفة، قم بإجراء بحث صغير للعثور على مهرجانات ثقافية أو أحداث ثقافية أخرى تحدث في مجتمعك.
4. شجع طفلك على طرح أسئلة
شجع طفلك على طرح الأسئلة، ولا تشعره بالخطأ إذا كان السؤال صعبًا أو غريبًا. فليست هناك حاجة لتأنيب الطفل إذا سأل على سبيل المثال : “لماذا هذه السيدة السوداء؟” أو “لماذا عيونه هكذا؟” حيث نلاحظ جميعًا الاختلافات، والأطفال ليسوا مختلفين عنَّا.
وبدلًا من إشعال قضية العنصرية حينها، حاول أن تقول: “هناك العديد من الأشخاص المختلفين في العالم: بعضهم أسود، والبعض الآخر أبيض، وبعضهم بني، إلخ”. فمن خلال تطبيع الاختلافات الثقافية، يمكنك مساعدة طفلك على الشعور بالمزيد من الارتباط بالأشخاص المختلفين عنه.
حيث يثري التعامل مع أولئك الذين هم من خلفيات مختلفة حياة الأطفال بما لا يقدر بثمن.
5. كن له قدوةً يُحتذى بها
تعتمد تصرفات طفلك على رد فعلك تجاه الثقافات المختلفة من حيث ما تقوله وتفعله، حيث أن إظهار عدم تقبلك وتسامحك مع مثل هذه التعليقات السخيفة أمام طفلك، يدل على أنك تحترم الثقافات الأخرى وتعطيه نموذجًا يجب اتباعه بطريقة غير مباشرة. فعندما تبدي لهم الاحترام وتظهر لطفلك ذلك، سيتعلم منك بالطبع.
ربما في يوم من الأيام سوف تقوم أنت وأطفالك بالسفر حول العالم، ولكن في الوقت الحالي، هناك العديد من الطرق لتعزيز روح التعاطف الثقافي من المنزل. اختر من الطرق السابقة ما يناسبك وسارع في تنفيذها فورًا، لينشأ طفلك على تلك الثقافات، وربما يكون عليك تنفيذها جميعًا، وبالتأكيد ستجني ثمرة ما زرعته في المستقبل.
اقرأ أيضاً :
كيف تساعد طفلك في تكوين شخصيته
الذكاء| كيف تنمي ذكائك وذكاء طفلك
المصادر: