الخوف عند الاطفال… اسبابه وعلاجه

إن مخاوف وردود أفعال الأطفال للمواقف المختلفة عادةً ما تكون هائلة ومبالغ فيها في بعض الأحيان، غير أن شعور الأطفال بالخوف والقلق من وقت لآخر شئ طبيعي جدًا، ولكن بالطبع إذا زاد ذلك عن الحد المعقول يصبح من الضروري تدخل الوالدين لمساعدة أطفالهم، وذلك من خلال منحهم الثقة التي يحتاجونها، حتى يتمكنوا من مواجهة المواقف الصعبة المحتمل حدوثها في حياتهم نتيجة لهذا.

 

 

  • ما الفرق بين القلق، الخوف، والفوبيا؟

– الخوف هو شعور يحفز مجموعة من التغيرات في الجسم، فعندما يحدث شئ تخاف منه، يقوم الجسم بزيادة معدل نبضات القلب، وزيادة في سرعة التنفس، كما يشحب الوجه، ويتعرق الجسم بشدة، بالإضافة إلى الإرتجاف.

 

– بينما يحدث القلق كنتيجة لسبب معين (كشخص، حيوان، موقف تخشاه). إذًا فالخوف هو شعور غير مبرر، ولا يوجد له سبب واضح.

 

الخوف عند الاطفال… اسبابه وعلاجه

 

– أما الفوبيا (الخوف المرضي)؛ فهي شعور قوي بالخوف من شئ بعينه، الخوف في هذه الحالة  يكون أقوى بكثير، حيث يتدخل في كل تفاصيل حياتك، ويمنعك من تأدية بعض النشاطات خوفًا من مواجهة ما تخشى. من الطبيعي أن نخاف من بعض المواقف، فالشعور بالخوف يدفعنا للدفاع عن أنفسنا، حيث يجعلنا يقظين ومستعدين لمواجهة المخاطر.

لذا، يجب أن نعلّم الأطفال أن يخافوا من بعض الأشياء حتى يظلوا آمنين، كأن نحذرهم من خطر عبور الطرق والزحام، والكهرباء، لأنهم لا يفهمونها ولا يعرفوا مدى خطورتها.

قبل أن تعتبر خوف ابنك مشكلة يجب التعامل معها، يجب أن تجيب على الآتي:

  1. هل هناك سبب لهذا الشعور؟
  2. هل هذا الخوف يسيطر على الحياة اليومية للطفل والعائلة؟

لاحظ: إذا كان الطفل يخاف من معظم الأشياء التي يتعرض لها وبشكل مبالغ فيه، يجب أن تراجع ما يتعرض له كل يوم حتى نعرف سبب هذا الخوف، فمثلًا:

هل هذا الخوف يأتي نتاج عامل وراثي؟

هل كثيرًا ما يتجادل والداه بشكل حاد على مرأى منه؟

فغالبًا ما يكون الخوف والفوبيا ناتجان عن صدمة أو أزمة ما.

والآن سنعرض بعض المخاوف الشائعة بين الأطفال في مراحل مختلفة من حياتهم..

 

أولًا: المواليد والرضع

يولد الأطفال برد فعل طبيعي تجاه الأصوات العالية، وأي شئ مزعج؛ فعندما يخاف الأطفال يبكون ببساطة، تلك هي الطريقة الوحيدة التي يخبروا بها أبويهم أنهم بحاجة للمزيد من الراحة والأمان.

 

  • الخوف من الإبتعاد عن والديهم

خلال الشهور الست الأولى في حياة الطفل، يكون ودودًا ويبتسم للجميع، مع بعض التفضيل لوالديه أو الشخص القائم على رعايته.

بعد أن يتخطى الطفل تلك الشهور الأولى، يتعلق بوالديه بدرجة كبيرة تجعله يريد رؤيتهم طوال الوقت، ويبدأ في البكاء إذا اختفوا عن ناظريه؛ فوالديه هم محور العالم بالنسبة له، كما أن عقله الصغير لا يتقبل فكرة ابتعادهم، ولا يصدق أنهم سيعودوا من جديد. في البداية سيبكي الطفل متأملًا عودة والديه من جديد، وإذا لم يحدث ذلك، فكل ما حوله سيصبح بلا فائدة.

لذا، إذا اضطر الأبوين إلى الإبتعاد عن طفلهم لفترة طويلة، يجب أن يقوم شخص ما بجميع الوظائف التي يقوم بها الوالدين بنفس الطريقة، ونفس الترتيب، حتى لا يستاء الطفل بالكامل.

لا تفاجئ طفلك بالإنفصال عنه، بل مهد إليه الأمر، ودرّبه على ابتعادك، وفي كل مرة قم بزيادة المدة.

 

  • الخوف من الغرباء

يشكل الأطفال روابط وثيقة من الحب والثقة مع الأشخاص المهمين في حياتهم، ولا سيما آبائهم أو الشخص القائم على رعايتهم.

في الفترة من 5 إلى 12 شهر يتكون لدى بعض الأطفال خوف من الغرباء عن روتينهم اليومي، ومن الممكن أن يمتد هذا الخوف لسن السنتين، ولكن هذا الخوف لا يصيب جميع الأطفال، بل يصيب بعضهم فقط؛ حيث يصيب بشكل خاص الأطفال الذين ولدوا في أسرة صغيرة.

الخوف عند الاطفال… اسبابه وعلاجه

 طرق تساعد بها طفلك لحل تلك المشكلة:

لا يجب أن تجبر طفلك على الذهاب لذاك الغريب، بل امنحه بعض الوقت حتى يتأقلم مع وجوده، ويراقبه من حضنك (حصنه الآمن)، حيث يشعر الطفل بالألفة تجاه هذا الغريب من خلال ثقتك أنت به.

اطمئن فهذا التحفظ تجاه الغرباء لن يدوم طويلًا، إنما هو مجرد خطوة نحو التأقلم مع عالم أكبر من حدود أسرته.

لكل طفل شئ ما من متعلقاته يشعره بالأمان والسكينة (دمية، غطاء، قطعة ملابس يفضلها). لذا، إن كنت تخطط لترك الطفل مع شخص آخر، وفّر له كل ما يحبه حتى يشعر بشئ من الأمان.

 

 

ثانياً : الطفل في مرحلة تعلم المشي

الأطفال في تلك الفترة لا يدركون الأحجام والمساحات والزمن؛ لذلك ستجد أنه يخاف من النزول إلى حوض الإستحمام، كما يكون لديهم مجموعة من ردود الأفعال القوية، والمبالغ فيها.

هذا يبرر المبالغة في رد الفعل تجاه أشياء عادية، مثل أن يخاف الطفل لدرجة الهلع من شئ لا يشكل خطر تجاهه، فقط لأنه شئ جديد لم يعتاد هو على وجوده في الجوار. ونظرًا لوجود تلك القوة في ردود الفعل، يجب أنه نخبرهم أن يكونوا حريصين على عدم إيذاء الآخرين، وألا يدع أحد يلحق الأذى به أيضًا.

إحدى الطرق التي يستخدمها الطفل للشعور بالأمان هي الحفاظ على روتين حياته، حيث يحرص على الشرب في نفس الكوب، الحصول على نفس عدد القُبل من أبويه كل ليلة، وما إلى ذلك.

 

 

ثالثاً : فترة دخول المدرسة وما قبلها

الأطفال مثلنا تمامًا يخافون من الأشياء التي لا يفهمونها. لذا، يخاف الأطفال لأن كل شئ جديد في تلك المرحلة من حياتهم، وفي تلك الفترة أيضًا يتعلمون مخاوف جديدة قد تسببت لهم في الأذى، أو أن أحدهم قد أخبرهم أنها مضرة.

من المخاوف الشائعة بين الأطفال في تلك الفترة هي الخوف من الظلام، بمعنى آخر النوم في الظلام؛ فالأطفال في تلك الفترة يتمتعون بالخيال الواسع، والأشياء التي تمر في خيالهم يعتقدون أنها حقيقية، مثل الإعتقاد الشائع لدى الأطفال بوجود الوحوش.

 

قد يشعر الأطفال في سن المدرسة بالخوف من عدم وجود أصدقاء، والقلق بشأن العمل المدرسي كالامتحانات، وكثيرا ما يشعر الأطفال الأكبر سنًا بالقلق من انفصال أبويهم، وخاصة إذا رأوا أن ذلك يحدث لأسر الأصدقاء، كما يخاف العديد من الأطفال من أن يموت أحد الوالدين.

 

القلق مُعدي ويمكن أن يمر بسهولة من شخص إلى آخر، من الأم إلى الطفل، أو من الطفل إلى الوالدين.

 

اقرأ أيضاً : كيف اتخلص من الخوف والرهاب الاجتماعي

 

الخوف عند الاطفال… اسبابه وعلاجه

 

الآن كيف نقوم بمساعدة الأطفال في التغلب على المخاوف؟
  • صارح

بإعطاء الأطفال معلومات عن مخاوفهم، والإجابة عن أسئلتهم حول بعض الأشياء مثل الحروب والموت والمستشفيات والمرض، وما إلى ذلك. يساعد هذا الأمر على جعل الأطفال أقل خوفًا، لكن لا تعطي كثيرًا من التفاصيل للأطفال الصغار، خاصًة إذا كان الشيء مخيفًا بدرجة كبيرة مثل الحرب.

 

 

  • طمئن

وهذا يعني الإستماع إلى الطفل، وعدم السخرية من مخاوفه، والرد على خوف الطفل، أو صراخه من خلال طمأنته،  واحتضانه حتى يهدأ.

مع ذلك، في حين أنك تظهر لطفلك تفهمك لكون مخاوفه حقيقية، يجب ألا توصل إليه أنك خائف أيضًا.

 

 

  • التشجيع

 

الثناء ومكافأة الطفل عندما يقوم بمواجهة خوفه. على سبيل المثال: الإقتراب من كلب إذا كان خائفًا من الكلاب. كما يمكنك مساعدة الطفل في العمل على التغلب على خوفه أيضًا من خلال إلقاء نظرة على صور الكلاب، ثم الإقتراب من جرو لطيف… وهكذا. أيضًا لا تجبر طفلك على مواجهة خوفه، ولكن قم بذلك بالتدريج، وأعلمه بأنك فخور به عندما يفعل شئ جديد.

 

 

  • الروتين

يساعد الروتين الأطفال على توقع الأشياء؛ مما يعطيهم مزيد من الأمان والثقة.

 

 

  • السيطرة

إن السيطرة على الوضع غالبًا ما تساعد في التغلب على المخاوف.

تأكد من أن طفلك لديه شئ يشعره بالأمان (دمية، بطانية، إلخ)، وإذا كان الطفل كبيرًا كفاية، اسأله عما يعتقد أنه سيساعده، أو قدم بعض الاقتراحات واسمح له بالإختيار.

مثال، إذا كان الطفل خائفًا من اللصوص، اذهب معه للتحقق من أن الغرفة أو المنزل آمن، والنوافذ مؤمنة.

 

 

  • الفرص

من الهام توفير الفرص لطفلك لتطوير مهاراته، فلا يمكن تطوير الثقة بالثناء وحده؛ فالنجاح والقدرة على القيام بالأشياء تبني ثقة الطفل.

دع طفلك يقوم بالأشياء التي تقوم بها، فذلك يعطيه الكثير من الدعم، وقم بقراءة قصص الأطفال التي تتحدث عن أطفال تغلبوا على مخاوفهم.

 

 

  • نموذج

   بيّن أنك هادئ وواثق في الوضع الذي هو مخيف لطفلك، وتذكر أن الأطفال يتعلمون المخاوف من الآباء والأمهات.

 

 

  • ممارسه الرياضة

الكثير من النشاط البدني يساعد على الحد من التوتر، ويساعد الأطفال على النوم بشكل جيد. نفس الأمر بالنسبة لتمارين الاسترخاء والقصص مفيدة في وقت النوم أو في أوقات القلق الشديد.

 

 

اقرأ أيضاً :