يوضح هذا التقرير وغيره من الدراسات الحديثة أن التعلم عبر الإنترنت، والتعلم عن بعد، والتعلم الذاتي بشكل عام ليس فقط هو الأنسب، بل في الواقع هو أكثر فعالية من الحضور في الفصول الدراسية، سواء كان للدارسين في المدارس الثانوية أو الكليات أو الكبار أو الأطفال.
وفي العقد الأخير قد غيرت شبكة الإنترنت، ومشغل المقاطع الصوتية، والآي فون، والأجهزة المحمولة الذكية الأخرى، كيفية تعاملنا مع المعرفة، فضلًا عن مواقع التواصل الاجتماعي، ومجتمعات تبادل اللغات، وأنظمة التعلم عبر الإنترنت، والدورات الجامعية على الإنترنت وغير ذلك.
فأصبح اليوم رجال الأعمال يقصدون باستمرار تطوير تطبيقات تعليمية جديدة؛ لأن في اعتقادهم أن الطرق التقليدية في تعلم اللغات وما إلى ذلك قد عفا عنها الزمن بالفعل، كما أنه من الممكن أن تكون قاعات المحاضرات للجامعة بعيدة عن البعض، فضلًا عن عدم قدرة البعض الآخر على التفاعل لأسباب تعود إلى الخجل على سبيل المثال، علاوة على تكاليف التعليم، وبذلك يضمن الآباء أن يتعلم أبناؤهم أمام أعينهم.
أما بالنسبة لأولئك الذين يعتقدون بأن التعلم يحدث فقط في الفصول الدراسية، فإن التعلم الذاتي من الممكن أن يكون شاقًا عليهم بعض الشيء. لذا، سننتعرف سويًا في هذا المقال على كيفية الاستفادة من هذه الفرص بشكل أفضل، من خلال الخطوات التالية:
1- كن متحمسًا للتعلم واكتساب المهارات
لا يمكن إغفال أهمية الشغف والاهتمام في هذا الموضوع، فهو المحرك الأساسي للنجاح. ولا يمكنك اكتساب المعلومات من دون وجود دافع حقيقي لذلك، فالعاطفة جزء مهم من عملية التعلم. حتى لو كنت تمتلك قدر ليس كبيرًا من الاهتمام فإنه يكون كافيًا لإعطاء فرصة. وعليك أن تعلم أن المفتاح يتمثل في البدء ومن ثم ستجد أنك اعتدت الأمر تدريجيًا وبمرور الوقت سيزيد شغفك. وكما يقولون بالفرنسية “L’appetit vient en mangeant” .
2- توقع المشكلات ولن تصاب بخيبة الأمل
لا تتوقع أن تفهم الأشياء من المرة الأولى التي ستقرأها فيها، بل عليك تذكرها كثيرًا، مع التحلي بالثقة بأن الأمور سوف تصبح أكثر وضوحًا فيما بعد، لأن الإدراك يأتي عن طريق قيام عقلك بالسيطرة على المعلومات الجديدة، كأنها لغز متسلسل، يبدأ بكلمة. فيمكنك البدء في وضع كل كلمة بجوار الأخرى لتكوين سلسة كلمات معًا، حتى تصبح الصورة أكثر وضوحًا.
ومن الجيد أن تعي بأن الدماغ يتعلم في كل وقت، ولكن ذلك يحدث وفقًا لجدول زمني خاص به، ليس على جدول وضعه المعلم أو أقرته المناهج. ومن الشائع أن تكون بعض الأشياء أسهل في التعلم عند شخص ما عن الآخرين الذين يجدونها صعبة من البداية.
3- تغطية نفس المجال من زوايا مختلفة
إن عقلك يكافح من أجل تشكيل أنماط جديدة للتعامل مع المدخلات الحديثة الخاصة بأنشطة التعلم التي تريد جنيها، وفي بعض الأحيان بغض النظر عن المدة التي يقضيها الشخص في التركيز على موضوع واحد لن يستسلم دماغك عن المحاولات المستمرة للتعلم، طالما كان هناك الدافع. لذا ننصحك بأن تقوم بتغطية نفس المعلومات التي تحصل عليها من مصدر محدد من بقية المصادر، فمثلًا إذا كان المصدر الذي تعتمد عليه في التعلم هو الكتاب، عليك أن تلجأ إلى تثبيت المعلومات بمقاطع صوتية أو الاطلاع على محاضرات على الإنترنت أو مشاهدة مقاطع فيديو، وحاول أن تنتقل من مجال لمجال، ومن وسيلة لأخرى بدلًا من الوقوف في نفس البقعة.
اقرأ أيضاً : خمس طرق لتسريع عملية التعلم
4- كل الوقت مناسب للتعلم
عقب التقدم التكنولوجي الذي أحدثه الإنترنت، أصبحنا من الممكن الاستفادة بالعديد من تطبيقات التعلم في كل وقت سواء من خلال الاستماع إلى الملفات الصوتية أثناء قيادة السيارة، أو قراءة كتاب في القطار، أو الاستماع عبر السماعات أثناء الركض إلى أحد الكتب الصوتية، ومشاهدة مقاطع الفيديو في كل وقت، فضلًا عن الألعاب التعليمية، المناسبة في كل وقت وأثناء انتظار الطبيب.
لذا قم باستغلال تلك الأوقات القصيرة المتفرقة بأساليب مسلية، بدلًا من تخصيص وقت محدد للتعلم بالأسلوب التقليدي غير الفعال.
5- اقتناء الوسائط المتعددة للتعلم
احرص على تنويع المحتوى الذي تقوم بتعلمه باستمرار، وكذلك الوسيلة التي تستخدمها للتعلم، لتوضيح المعلومات بشكل أكبر، كما أشرنا في السابق. فهناك من أنشطة التعلم ما يناسب مختلف الناس، في شتى أوقات اليوم المختلفة، فيقوم المبرمجون بتنويع الأنشطة من أجلك للحفاظ على مستوى اهتمامك دائمًا. وحتى لو كنت تفضل محاضرات الفيديو أو الاستماع إلى المقاطع الصوتية، عن الكتب المقروءة، فيمكنك تجربة أنماط مختلفة من الكتب حتى تضمن الاستفادة الكاملة.
6- انضم إلى مجتمعات التعلم
أصبح التعلم بشكل منفرد شيئًا من الماضي، فالدراسات تشير إلى فعالية التعلم وسط جماعات مجتمع التعلم على شبكة الإنترنت، حيث يتبادل الأعضاء معارفهم وخبراتهم. فيعد البحث عن المجتمعات التي تناسب اهتماماتك وأسلوب التعلم المناسب لك أمر مفيد للغاية لك. لأنك بذلك سوف تجد التشجيع والمشورة التي تحتاجها من زملائك في التعلم، والمعلمين والمدربين. وفي هذه المجتمعات يمكنك قياس درجة التقدم الخاص بك وفقًا للأهداف التي تحققها مقارنةً بالمتعلمين الآخرين، كما يمكنك تعليم ومساعدة الآخرين، وهي وسيلة رائعة للتعلم.
وهكذا بعد أن تعرفنا سويًا إلى الخطوات الست التي تضمن لك فعالية التعلم الذاتي؛ ما الذي ستبدأ بتعلمه ؟
اقرأ أيضاً :