هل تعرف حقاً نفسك
“الوعي الذاتي” أو “إدراك الذات” أحد أكثر المواضيع إثارةً حين يتعلق الأمر بالذكاء الشعوري أو ريادة الأعمال أو الإنتاجية أو السعادة. ولعله من أهم مفاتيح النجاح. قال أرسطو: معرفة ذاتك، بداية الحكمة.
المشكلة أن أكثرنا يهرب من التفكير في نفسه. يفكر في أبعد الناس وربما في أبغض الناس إليه ولا يفكر في ذاته. نعم، قد يلبي حاجاته المادية والعاطفية والصحية -كحد أقصى- لكنه يهرب من مناقشة أمور قد تلعب دوراً أكبر في تكوين شخصيته ومنحها سماتها وخصوصيتها.
ورغم أهمية “إدراك الذات” فليس من السهل بلوغه. وقد نستغرق أعمارنا قبل التعرف على أنفسنا. ومن سوء الحظ، لا يوجد شكل يتفق عليه العالم حول إدراك الذات. فكلّ إنسان عبارة عن جملة معقدة من التراكيب الجسمية والعقلية والنفسية والروحية.
أنت هو الشخص الوحيد الذي تستطيع الوصول إلى إدراك ذاتك. لكن لكي نجعل الأمر سهلاً عليك القيام بالتمرين التالي كتابياً. فد تفاجأ بعده بأنك أصبحت أكثر دراية بنـفسك من ذي قبل.
تمرين سيعرفك بنفسك
المطلوب -بينك وبين نفسك- إعطاء أكبر عدد ممكن من الأجوبة الصريحة والصادقة تماماً، للأسئلة الثلاثين في الإستمارة المرفقة
(لك أن تبدأ بجواب أو اثنين لكلّ منها ثم تتوسع تدريجياً). على الا يتكرر ذكر اسم شيْء أو شخصٍ أو ممارسةٍ أكثر من مرة أو مرتين كحد أقصى خلال كامل الإستبيان. ساعةٍ من التفكير بنفسك ستشعر بعدها براحة شديدة 🙂
(انظر الجدول المرفق)
بإمكانك تحميل الملف من هنا
ترجمة التمرين العقلي إلى إجراءات
يتبيّن لك من التمرين، أن إدراك الذات يتوقف على قدرتك على ترجمة مشاعرك ومؤهلاتك إلى كلمات، من ثمّ ترجمة كلماتك إلى سلوك وعادات. كلّ ماعليك بعد اليوم هو:
– ممارسة الأشياء التي تزيدك تميزاً عن غيرك لأنها تكسبك صورتك الحقيقية بين الناس.
– ممارسة الأشياء التي تساعدك على تلافي نقاط ضعفك أو تجنب ما يكشفها.
– ممارسة الأشياء التي تسعدك وتجنب تلك التي تحزنك.
وكما رأيت، هذه الأسئلة تحفّزك على التفكير بنفسك وبالناس من حولك، بواجباتك وتوزيع أوقاتك، وبقدراتك وأهدافك وطموحاتك.
وهي تساعدك على معرفة أولوياتك وبالتالي توجيه بوصلة حياتك للإتجاه الصحيح. لكنها بحد ذاتها غير كافية للتعرف على نفسك حق المعرفة.
الخطوات التالية
مازالت هناك أموراً كثيرة تتعلق بالقِيم التي تؤمن بها وتطلعاتك وبرسالتك الشخصية في الحياة وتفاصيل إدارتك لحياتك. هناك المزيد من الخطوات التي ينبغي أن تقودك للتعرف على ذاتك حق المعرفة، تستطيع بها أن تكشف المزيد مما خفي من شخصيتك.
أولاً – إقرأ مواضيع فلسفية ونفسية. تعرف على أنواع الشخصيات واكتشف خصال وسلبيات شخصيتك.
ثانياً – حاور الناس في مواضيع جادة بتواضعٍ ونزاهة بغية معرفة الحقيقة، ليس لمجاملتهم وإطرائهم ولا لإثبات صحة مواقفك ووجهات نظرك. لتكن الحقيقة هدفك الأساسي.
ثالثاً – استغل أوقات إنفرادك للتأمل في مشاعرك وما يدور في خلدك.لا بأس بتدوين خواطرك ومذكراتك.
رابعاً – أحط نفسك بأصدقاءٍ خُلّص ومحبين، فمحادثتهم تساعدك في إدراك ذاتك بشكل أفضل .
ختاماً، يحتاج كلاً منا مكاشفة نفسه ومداواتها واكتشاف نقاط قوتها وضعفها. لا تدع الآخرين يتحكمون بحياتك وكن أنت مهندس نفسك. فمن أولى منك بنفسك وحاجاتها؟!