اضطرابات الأكل والاكتئاب !! ماهي العلاقة بينهما ؟؟

اضطرابات الأكل والاكتئاب !! ماهي العلاقة بينهما ؟؟ – خاص اكاديمية نيرونت لـ التطوير والابداع والتنمية البشرية

 

يعد مرضي”اضطرابات الأكل”و “الإكتئاب” من الأمراض المعقده المرتبطه ببعضها البعض حيث يفيد فى علاجهما اتباع منهج علاجى يشمل كلا المرضين.

 

تصبح عمليه علاج “الاكتئاب” أكثر تحديا عندما يكون الإنسان مصابا بمرض آخر معقد فى نفس الوقت. و قد أظهرت الدراسات أنه توجد علاقه قويه بين “الإكتئاب” و”اضطرابات الأكل”، و تعتبر هذة العلاقه علاقة معقده جدا: فقد تظهر أعراض المرضين لدى المريض فى نفس الوقت، أو قد تؤدى الإصابه بواحد منهما الى الإصابه بالآخر.

 

العلاقة بين الاكتئاب و اضطرابات الأكل :

يعد مرض”اضطرابات الأكل”من الأمراض المعقدة مثله في ذلك مثل ” الاكتئاب”، فبالإضافة لسلوكيات الأكل عند المريض توجد أيضا أمور نفسيه أخرى كامنة .

و قد تبدأ المشكله بسبب تركيز المجتمع على مفاهيم بعينها مثل الرشاقه و رموزها من عارضات و عارضى الازياء، أو على الجمال و رموزه من نجوم السينما، مما يجعل النساء في أحيان كثيرة تقيمن أنفسهن بمدى اقترابهن من هذه النماذج ، فتبدأ المراهقات و الشابات بإتباع نظام غذائي قاسي أملاً في الوصول إلى ما يعتقدون أنه الجسم المثالى . و بسبب ضعف الصوره الذاتيه لديهن و شعورهن بأنهن لن يستطعن أبدا الوصول إلى قمه الرشاقه تصبح الأنظمة الغذائي التي يتبعنها غاية في الصعوبة .

إقرأ : وزن زائد !! سعادة مضاعفة !!

 

و يقول الدكتور بشير لطفي المتخصص في الطب النفسي للأطفال و المراهقين بمركز McGaw الطبي التابع لجامعه نورث ويسترن، و الذي يعمل أيضا بمشفى ميموريال للأطفال بولاية شيكاغو ( لا يوجد سبب محدد لاضطرابات الأكل و لكن قد يكون سببه انشغال فكر المريض بالطعام، و مشاكل شكل الجسم ) حيث تكون نظره المرضى إلى أجسادهم سلبية ، و قد يتأذون نفسياً أكثر فأكثر بسبب فشلهم في الوصول إلى النموذج المثالي الذي حددوه لأنفسهم، فيصبح الاكتئاب و القلق جزءا من المشكلة .

 

و على الرغم من أن اضطرابات الأكل و الاكتئاب مرضان منفصلان، إلا أن الإصابه بأى منهما تؤدى إلى الإصابه بالآخر بسهوله. و بحسب تقديرات المعهد الوطنى للصحه العقليه فإن حوالى 75 % من المصابين باضطرابات الأكل يعانون أيضا من الاكتئاب أو القلق.

إقرأ : الاكتئاب- التوحد

 

أنواع “اضطرابات الأكل”:

أكثر أنواع اضطرابات الأكل شيوعاً هما فقدان الشهية العصبى (anorexia nervosa ) حيث يتبع المريض نظام غذائى قاسى جدا قد يصل به إلى حد الموت جوعاً ،أو الشره العصبي الشديد (bulimia nervosa ) و فيه تنتاب المريض نوبات من الأكل بنهم ثم يقوم بعدها بالتقيؤ قسرا.

 

أعراض”اضطرابات الأكل”:

تشتمل العلامات التى تدل على هذين النوعين على ما يلى:

  • الشره المرضى للأكل أو ( البوليميا ) :

يقضى المريض المصاب بالبوليميا أوقاتا طويله فى الحمام مع فتح صنبور المياه ليحدث صوتا عاليا ( كنوع من التمويه لكى يغطى على ما يصدر منه من أصوات أثناء قيامه بالتقيؤ قسرا ) و على الرغم من اتباعه حميه شديدة جدا فإنه قد يأكل بكميات كبيره فى بعض الأحيان،كما أنه قد يستخدم الملينات باستمرار لكى يتخلص من الأكل.

و المصاب بالبوليميا قد يكون وزنه طبيعى جدا نسبه إلى عمره وطوله.

  • فقدان الشهية العصبي أو (أنوركسيا نرفوزا ) :

على النقيض من الحالة السابقة ، نجد أن المريض بفقدان الشهية العصبي يعانى من الهزال و قد يقل وزنه بكثير عن الوزن الطبيعي ،و قد يتوقف الطمث عند السيدات ( و هو ما يعد من الآثار الجانبيه للمرض ).

وعلى الرغم من أن هؤلاء المرضى غالبا ما يوصفون بالمتفوقين إلا أنهم يعانون من تدنى احترام و تقدير الذات، و يشكون من زياده كبيره فى الوزن فى حين أنه من الواضح أنه يبدو اقل من الطبيعى.

 

علاج”اضطرابات الأكل”و “الإكتئاب” : اتباع منهج شامل

بسبب الطبيعه المعقده لكلا المرضين،فإن خطط العلاج الفردى التى تعالج المشاكل الفريده من نوعها لكل مريض قد حققت أفضل النتائج؛ حيث أنها تمكننا من علاج كل من اضطرابات الأكل و الاكتئاب و القلق و إساءة استعمال المواد المخدرة (التي قد تكون عامل في الاكتئاب) في وقت واحد، و يكون منهج العلاج النفسى المستخدم هو العلاج الإدراكى السلوكى الذى يعمل على تغيير السلوكيات المرتبطه بكل إضطراب منهما.

إقرأ : الادوية أم الطبيب النفسي ايهما انفع !!

 

بالنسبة لفقدان الشهية العصبي (أنور كسيا نرفوزا ) على وجه الخصوص، فيجب التركيز على حث المريض على زيادة وزنه ، فضلاً عن تغيير عادات أكله و طريقه تفكيره في الطعام و في صورته الذاتية عن جسده ؛ وقد يتسبب فقدان الشهيه العصبى فى حدوث أعراض جسمانيه يجب علاجها مثل تلف أجهزه الجسم.

و يقول الدكتور لطفى أن العلاج المبكر أصبح أمر حتمى، حيث أن معدل الوفيات السنويه من النساء الشابات المصابات بفقدان الشهيه قد ازداد ليصبح 12 ضعفاً.

 

طبقا للأكاديميه الأمريكيه للطب النفسي للأطفال و المراهقين :

فإن الفريق الطبي الشامل قد يتضمن طبيبا وأخصائى فى التغذيه و أخصائى فى الصحه العقليه، و قد تشتمل العلاجات على الأدوية مثل مضادات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب و غيره من العوامل النفسية التي أدت إلى اضطرابات الأكل .

هذا و يصبح العلاج فعالا بالنسبه لكثير من المرضى الذين يعانون من هذه الإضطرابات إذا تم تشخيص المرض فى وقت مبكر.

 

فإذا كنت تشعر بالقلق إزاء أحد أفرد الأسره المصاب باضطرابات الأكل و الاكتئاب ، فلا تتردد في طلب المساعدة ؛ اطلب من طبيبك أو طبيب الأطفال أن يحيلك إلى طبيب نفسي أو إلى طبيب نفسى للأطفال.

 

 

ترجمة : نجوان جورج

تدقيق : نبراس ابو الذهب

تدقيق لغوي : لينا ميهوب

تنسيق : جوني 

إقرأ المزيد من المقالات الممتعه و المميزه :

 الاكتئاب l هل شعــورك بالحزن أمر طبيعي؟

كيف تتعامل مع فرد مكتئب من افراد العائله

الأسباب الكامنة وراء فقدان الإنسان ثقته بنفسه

التنویم المغناطیسي الذاتي أفضل وسیلة للاسترخاء

كيف احصل على شخصية جذابة