سميرة وعيظ – أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع و التنمية البشرية
طفلك و ظاهرة الخجل الاجتماعي
الخجل هو ظاهرة اجتماعية طبيعية في حدودها تظهر عند الطفل في عمر 2-3 سنوات وتستمر معه في مرحلة المراهقة بسبب مايرافق هذه المرحلة من تطورات نفسية وجسمانية تطرأ عليه. يظهر هذا الخجل لدى الطفل عند مواجهته لمواقف جديدة وأشخاص جدد، وغالبا ما يكون طبيعيًا ويتلاشى مع الكبر مع اكتساب الطفل مهارات الحياة. أما إذا تتطورت لديه هذه الظاهرة فإنها تتحول إلى حالة مرضية يجب علاجها وعدم إهمالها لشدة خطرها على مستقبل الطفل عند دخوله معترك الحياة.
في هذه الحالة، يبدي الطفل رغبة في الانعزال والابتعاد عن الحياة الاجتماعية بالإضافة إلى الرهبة من مقابلة الغرباء والتفاعل مع من حوله في تأدية نشاطات جماعية. وإذا ماتعرض لتلك المواقف فإنه يشعر بالارتباك ويمكن أن يرافقه تعرق واحمرار في الوجه وارتعاش في الصوت ومن ثم اللجوء إلى الانطواء على نفسه أو الصمت.
للسيطرة على هذا الوضع عليك التعرف إلى اﻷسباب الدافعة إلى الخجل عند الطفل:
1- الشعور بالنقص: وذلك تبعًا لعدة عوامل منها تهكم اﻷهل بالطفل ونعته بصفات ذميمة، أو السخرية من شكله أو سلوكه بدلاً من تقويمه. كما أن تدني المستوى التعليمي أو الوضع المادي يعد سببًا في الشعور بالنقص والخجل.
2- أسباب وراثية: تلعب الجينات دورًا هامًا في توليد الخجل فضلاً عن اكتسابها من الأهل عن طريق اتباع سلوكهم أو دعمهم لهذه الظاهرة لدى الطفل على أنها حياء وأدب.
3- الوسط الاجتماعي ( البيت، المدرسة، اﻷصدقاء، الخ ): إن إهمال الطفل وإلغاء شخصيته يجعله منطويًا على نفسه رافضًا للإندماج بالحياة، وكذلك قلق اﻷهل الزائد وعدم إعطائه استقلاليته من خلال الحماية أو الدلال يمنعه من اكتساب المهارات الاجتماعية، هذا بالإضافى إلى تسلط اﻷصدقاء وسيطرتهم عليه وهو ما يضعف شخصيته أيضًا.
4- مشاكل صحية: كاﻹصابة بأمراض جسمانية معينة أو إعاقات، بل ومن الممكن أن تكون مشاكل صحية نفسية تنشأ مع الطفل تبعًا للظروف الحياتية أو خلال المرحلة الجنينية، حيث إن الاضطرابات التي تتعرض لها اﻷم الحامل تنتقل إلى جنينها بدءًا من الشهر السادس فيولد الخجل مع الطفل.
5- وصف الطفل بالخجول: وتكرار هذه الكلمة أمامه فتترسخ في ذهنه بحيث يصدقها العقل الباطن ويسعى الطفل بشكل غير مباشر لالتزام صفة الخجل وممارستها.
6- فرض الرقابة الشديدة عليه: أو منعه من القيام بأموره الخاصة كاختيار لون الملابس أو الهوايات أوالتحدث عن نفسه.
7- تعرض الطفل لموقف ما: محرج أو مقلق فيشعر بانعدام اﻷمان ويتبعه شعور بالضعف والخوف مما يؤدي إلى ابتعاده عن كل شيء وفقد الثقة بالنفس وبالآخرين.
8- عدم التقدير: عندما يطلب المحيط من الطفل المزيد من الكمال في كل أموره وينتقده بكافة سلوكياته دون تقدير اﻷمور الحسنة والممارسات الجيدة التي تصدر عنه، في حين أنه مازال في مرحلة اكتساب المعرفة وتعلم الأساليب والمهارات الحياتية.
أما بالنسبة إلى الحلول المناسبة والفعالة للتخلص من الخجل الزائد عند الطفل فهي:
1- التحاور مع الطفل والسماح له بالتعبير عن رغباته ومشاعره وتنميتها، مما يساعده في تقدير ذاته وتشجيعه على الإفصاح عن تساؤلاته واﻹجابة عليها .
2- التعرف على المخاوف والمشاكل التي تواجه الطفل وتضعفه والتعاون معه للتغلب عليها، حيث يعتبر تعريض الطفل لمثل هذه المواقف ومراقبة ردود فعله وتصويبها أمرًا جيدًا.
3- اصطحاب الطفل إلى الزيارات واللقاءات وتشجيعه على التواصل مع الآخرين والتحاور معهم.
4- إعطاء الطفل الثقة ومنحه صلاحيات لتقوية شخصيته واعتماده على نفسه، كاختيار ماذا يلبس أو أي نوع طعام يفضل وشراء مايعجبه من أشيائه الخاصة.
5- معالجة المشاكل الصحية الجسمانية والنفسية التي تعرضه للإحراج وعدم نقدها.
6- المكافأة والتقدير ﻹنجازاته ليدفعه ذلك إلى الاندماج الاجتماعي، مثلًا: إذا قام بالتحدث إلى أقاربه أو اللعب مع أصدقائه فسوف تشتري له ألعابه التي يحبها.
7- اكتسبي ثقة طفلك وأشعريه باﻷمان حتى يتمكن تدريجيًا من الثقة بالآخرين والتخلص من المخاوف والخجل.
8- أن تزرعي في عقل طفلك أنه قوي وأنه لايقل عمن حوله بالإضافة إلى تعزيز اﻹيجابيات في نفسه لمعرفة قيمة ذاته والتخلص من صفة الخجل.
9- هناك مواد غذائية تساعد الطفل على التخلص من سلوك الخجل كالزيوت الدهنية منها زيت السمك والفيتامينات المتنوعة وأهمها فيتامين سي، بالإضافة إلى المغنيسيوم.
10- أخيرًا من المفضل اللجوء إلى طبيب نفسي والاستعانة بأخصائي في هذا المجال للإستفادة من نصائحه والتدريبات العملية الهامة.
لتتخلص من الخجل عليك ان تكون ذو شخصية قوية وواثق من نفسك تعلَم كيف من هنا :
كيف تكون شخصيتي قوية وما هي الشخصية القوية:
الأسباب الكامنة وراء فقدان الإنسان ثقته بنفسه الثقة: