هل سبق لك أن درست موضوع لتجد نفسك تائهًا وسط عشرات أو مئات من الصفحات، وفي النهاية لم تستطع تكوين رؤية واضحة حول هذا الموضوع؟
إن كانت إجابتك نعم، فعليك بتعلم رسم الخريطة الذهنية؛ فهي الطريقة الأكثر فاعلية لتلخيص أي موضوع ولتسجيل المعلومات. لذا، في هذا المقال سنتعرف سويًا على ماهية الخرائط الذهنية وكيفية رسمها.
تعريف الخريطة الذهنية
الخريطة الذهنية هي أسلوب مبتكر للتعبير عن أفكارنا عبر مخطط نقوم برسمه باستخدام الكتابة والرموز والصور والألوان، وهي بذلك تجعلنا نستطيع قراءة المعلومة بكامل الدماغ (الفصين الأيمن والأيسر)، وهي تساعد على تدفق المعلومات وربط المعاني المختلفة مع بعضها بالأسهم والخطوط.
وإن بحثت عن شكل الخلية العصبية وشكل الخريطة الذهنية ستجد أنهما متماثلتين إلى حد كبير.
أهمية الخرائط الذهنية
من خلال الخريطة الذهنية يمكنك التعرف على أي موضوع وفهم بنيته بسرعة وسهولة، فهي طريقة لتجميع المعلومات الخام الواردة من عشرات الصفحات من النصوص. كما أن الخرائط الذهنية تساعدك أيضًا على تذكر المعلومات بسهولة؛ حيث يكون عقلك أكثر قدرة على استرجاع المعلومات لو كان تم حفظها من خريطة ذهنية.
تعطيك الخريطة الذهنية صورة واضحة عن موقعك الآن من الموضوع، وأين وصلت، وماذا تريد.
ماهية الخرائط الذهنية
الخرائط الذهنية تم إختراعها من قبل كاتب واستشاري يدعى توني بوزان، ويكون تكوينها ثنائية الأبعاد على شكل رسومات وتفرعات بسيطة كالشجرة لتدوين المعلومات بدلًا من الطريقة الإعتيادية لتدوين الملحوظات في قائمة منسدلة.
الخرائط الذهنية أكثر إحكامًا من التدوين الإعتيادي، وغالبًا ما يتم رسمها في ورقة واحدة، مما يساعدك على النظر إلى كامل الموضوع في نفس الوقت دون تشتت، وبالتالي يسهل عليك توليد أفكار جديدة إن كان الأمر يتطلب ذلك، وإن اكتشفت أنك بحاجة إلى إضافة المزيد من المعلومات يمكنك بسهولة دمجها إلى الخريطة لاحقًا.
الخريطة الذهنية تساعدك أيضًا على تقسيم المشاريع الكبيرة إلى أجزاء أصغر يمكنك التحكم فيها بسهولة، وتمكنك من التخطيط بشكل فعّال دون الشعور بضغط أو الخوف من نسيان جزئية ما.
تضع الخريطة الذهنية شكلًا أو هيئة للموضوع مع توضيح مدى أهمية كل النقاط الفرعية، بالإضافة إلى أنها توضح الترابط بين الحقائق وبعضها.
بسبب كل المميزات السابق ذكرها، تكون الخرائط الذهنية وسيلة مثالية وفعّالة جدًا في الاستذكار والتخطيط للمشاريع، وعند استخدامك الألوان لرسمها ستبدو لك كعمل فني، وهذا يشجع عقلك على التفاعل معها بشكل أفضل.
اقرأ أيضاً : الخريطة الذهنية | كيف ننشأ الخريطة الذهنية الخاصة بنا ؟؟
استخدامات الخرائط الذهنية
الخرائط الذهنية مفيدة في الحالات الآتية:
- العصف الذهني سواء كان بشكل فردي، أو في مجموعة.
- تلخيص المعلومات، وتسجيل الملاحظات.
- تجميع المعلومات من مصادر البحث المختلفة.
- التفكير في المشاكل المعقدة.
- تقديم المعلومات في شكل يوضح الهيكل العام للموضوع.
- دراسة وحفظ المعلومات.
لذلك يستفيد من خرائط العقل كل من الطلاب، الباحثون الذين يعدون ملخصًا لكتاب معين، الموظفون حيث تساعد الخريطة الذهنية على إخراج اقتراحاتك وتقديمها بصورة مقنعة، والمدرسون والمحاضرون وكتّاب المنتديات فهي تساعدهم على ربط أفكارهم ببعضها.
طريقة رسم الخرائط الذهنية
اكتب العنوان الرئيسي للموضوع في منتصف اللوحة أو الورقة، وارسم دائرة حوله، فبهذا تعطي لذهنك حرية التحرك في جميع الإتجاهات.
قم بإخراج خطوط من الدائرة الرئيسية لكتابة النقاط الفرعية على الخطوط، ثم أخرج خطوط متفرعة من الخطوط التي قمت بإخراجها من الدائرة الرئيسية لكتابة العناوين المتفرعة من النقاط الفرعية الأولى وهكذا.
احرص على أن تكون الخطوط المتفرعة منحنية وليست مستقيمة، لأن الدماغ لا يحبذ الخطوط المستقيمة، فالخطوط الإنسيابية المائلة تعطي شعورا أفضل للذهن، وتكون أكثر إثارة وجاذبية للعين، مع إمكانية رسم دوائر حول الأفكار المهمة لإبرازها بشكل لافت.
سوف تبدو الصورة النهائية للخريطة كالفروع والأغصان الخارجة من جذع الشجرة، فيكون من السهل أن تلتصق بالعقل كلوحة جميلة.
في حين أن رسم الخرائط الذهنية باليد أفضل، إلا أنه يوجد الكثير من البرامج التي من الممكن أن تساعدك على رسم خرائط ذهنية عالية الجودة مع إمكانية إعادة صياغة أو تحرير أي عنوان تريده، وهذه بعض منها (Coggle, Bubbl.us, Mindmeister, MindGenius, iMindMap, and Mindjet).
استخدم الألوان في رسم الخريطة، فالألوان تعمل على إثارة الذهن وتضفي القوة والحياة لشكل الخريطة.
كيف تستخدم الخرائط الذهنية بشكل فعال
بمجرد معرفة كيفية تدوين المعلومات في الخرائط الذهنية، يمكنك تطويرها وتعديلها لتكون أكثر فاعلية وتأثيرًا على عقلك، إليك هذه الإقتراحات التي ستساعدك على ذلك:
استخدم كلمة واحدة أو عبارات بسيطة تكون لطيفة في القراءة والتذكر، في الخرائط الذهنية يمكن لكلمة قوية واحدة وعبارات قصيرة وذات مغزى أن تنقل المعنى نفسه بشكل أكثر فعالية، الكلمات الزائدة مجرد فوضى وحشو يؤثر بالسلب على الخريطة.
اهتم بالخط واللون الذي تكتب به، فبالألوان المختلفة يمكنك فصل الأفكار المختلفة وتميزها عن بعض، وفي هذا فرصة رائعة لعقلك للتذكر عند الحاجة.
يمكنك استخدام الرموز أو الصور التي تفهم مغزاها، مثلا يمكنك استبدال مصطلح الموارد المائية على الخريطة برسم بعض قطرات الماء، أو تبديل كلمة السلام بيد تصافح يد، أو تبديل كلمة الطاقة الشمسية برسمة بسيطة للشمس وهكذا.
إن كانت هناك مواضيع متصلة أو متعلقة ببعض، فلا مانع من رسم خطوط بينها، هذا يساعدك على معرفة كيف أن جزء من الموضوع يؤثر على جزء آخر.
وفي النهاية إن كنت تفعل أي شكل من أشكال البحث أو تدوين الملاحظات، حاول تجربة الخرائط الذهنية، وسوف تدهشك النتيجة حتمًا، خاصًة لو كنت طالبًا وتسعى لتذكر كل ما قرأته في اختباراتك، حيث ستكون الخريطة الذهنية خير عونًا لك وستحسن من أدائك بشكل ملحوظ.
اقرأ أيضاً :