تُعتبر الدراسة الذاتية التي لا تنطوي على مشرف مباشر، أو تتطلب الحضور في الفصول الدراسية وسيلة قيمة للتعليم، وقد أخذت في النمو بين الآباء والأبناء في الفترة الأخيرة، واكتسبت شعبية أكبر، لما حققته من نتائج لا يمكن إغفالها. بالإضافة إلى أنه من خلال استكمال التعليم الرسمي في الدراسة المنزلية أمكن للطلاب رؤية تحسن جذري في الدرجات، واكتساب المزيد من الثقة.
فالعديد من الطلاب يدرسون في المنزل لتكملة التعليم الأساسي، ومع ذلك يمكن لهم أيضًا استخدام التعلم الذاتي لإتقان مهارات جديدة، أو تعلم مفهوم جديد تمامًا، مثل لغة مثلًا، أو العزف على آلة موسيقية، أو عمل تصميمات، وغير ذلك من الفوائد التي يمكن اكتسابها من الدراسة الذاتية التي لا حصر لها، من شأنها أن تفيد الشباب والآباء والأطفال.
وحديثنا اليوم موجه للآباء الذين يحرصون على تطبيق طريقة التعلم الذاتي مع أطفالهم، سواء كانوا سيدرسون بمفردهم، أو مع زملائهم، وهل الشيء الذي سيتم دراسته يخص المدرسة أم مهارات خارجية؟ وعن ذلك سنزودك ببعض الإرشادات فيما يلي:
استخدم الطرق التالية للدراسة في المنزل مع الطالب
1- قم بإجراء محادثة مع طفلك حول ما يتم تعلمه في المدرسة، وما هي الموضوعات التي يهتم بها، فهذا سيشجع الطالب على السعي إلى تعلم المزيد، حتى يستمر في التعلم، ولا ينقطع عنه في المنتصف. وبالإضافة إلى ذلك قم باختيار الأسلوب المناسب له، بين المقاطع الصوتية والفيديو، وطريقة الشرح، وغير ذلك من التفاصيل.
2- قراءة الكتب والمقالات حول موضوع الدراسة، أو المهارة التي يتم تعلمها، سواء كان ذلك يتم مع مجموعة من الزملاء، أو منفردًا، بدافع الترفيه أو الدراسة. كما أن تشجيع الطفل على القراءة يعد وسيلة فعالة للغاية لزيادة فهم المفاهيم الجديدة الخاصة بالحياة بوجه عام، وبموضوع الدراسة بشكل خاص. ويمكنك اصطحابه أو إرساله في رحلة إلى المكتبة مثلًا، أو الاستثمار في شراء المواد المقروءة المناسبة للأطفال للدراسة الذاتية.
3- مشاهدة أشرطة الفيديو التعليمية للحفاظ على مشاركة الأطفال في الأنشطة المختلفة، وهناك العديد من أشرطة الفيديو التعليمية التي تهدف إلى تعليم الناس مهارات جديدة بطرق مختلفة، بالإضافة إلى البرامج التعليمية التي تهدف إلى استكمال ما يتعلمه الطلاب في المدرسة. فإذا كان المتعلم يحاول تعلم لغة جديدة، أو معرفة كيفية إجراء تجربة علمية محددة، أو التعامل مع آداة موسيقية، أو احتراف الرسم، فإن تلك المؤثرات السمعية والبصرية تحقق له غاية الاستفادة.
4- الألعاب التعليمية يفضلها الآباء لأطفالهم عندما يريدون منهم تعلم شيء في المنزل، خاصةً في الأعمار الصغيرة، ففي سن ثلاث إلى خمس سنوات يصبح من الصعب إقناع الطفل بالتخلي عن ألعابه للحظاتٍ حتى في مقابل تعلم شيء ما، لذا تم ابتكار هذا النوع من اللعب، وبرمجة العديد من التطبيقات التي يمكنك الوصول إليها من خلال الهاتف الذكي الخاص بك، ومن شأنها أن تعزز التعلم في الرياضيات، أو اللغة الإنجليزية، أو الرسم، او أي مهارة أخرى مع مجموعة متنوعة من الدورات، والألعاب الهادفة التي تنمي الذكاء مثل ألعاب العقل والبطاقات.
5- العمل على طرح أسئلة الممارسة لتعزيز المهارات التي يتم تعلمها في المدرسة أثناء الدراسة في المنزل، للمساعدة على إبقاء انتباه طفلك من خلال دمج الألعاب والمكافآت التي يحصل عليها عند نجاحه في التحديات التي يواجهها، فهذا كله من شأنه أن يساعدهم على الاحتفاظ بالمعلومة بشكل جيد من خلال عرض المواد بطريقة جديدة، لتعزيز ما تعلموه في الفصول الدراسية.
اقرأ أيضاً : كيف تجعل أولادك أكثر ذكاء : 10 خطوات يدعمها العلم
لتحقيق أكبر حد من فعالية الدراسة الذاتية بالنسبة لطفلك، تأكد من ضمانك الأدوات التالية:
1- منطقة مخصصة للدراسة
فهي أمر بالغ الأهمية للدراسة الذاتية الفعالة. وقد يعني ذلك وجود مكتب منزلي أو مكتب في غرفة نوم الطالب، ولا يهم أين هو، بقدر ما يهم أن يشمل مساحة عمل مرتبة، خالية من الفوضى وجيدة الإضاءة.
2- جهاز كمبيوتر
يعد ذلك الجهاز ضروريًا للعديد من أساليب الدراسة الذاتية، وخاصةً فيما يتعلق بالقراءة، أو لمشاهدة المقاطع المصورة، أو للاستماع إلى الموارد الموجودة على الإنترنت بخصوص الأشياء المرجو دراستها، ومع ذلك قد يحتاج الدارس إلى الاستعانة ببعض الوسائل غير الرقمية مثل الأقلام الرصاص، والدفاتر، لاستكمال التعلم.
3- أدوات تدوين الملاحظات
مثل أقلام التحديد، أو الأقلام الملونة، والملاحظات اللاصقة، والدفاتر، فجميعها أدوات مفيدة للطلاب الدارسين بالمنزل. لأن كتابة وتحديد الملاحظات أثناء عملية التعلم سوف يمكن الطفل من الاحتفاظ بالمعلومات لفترة أطول، كما سيساعده على بناء المهارات التنظيمية القيمة، للتمكن من استخدام المعلومات التي احتفظ بها في الوقت المطلوب.
فإذا كنت تبذل الكثير من الجهد مع طفلك لتلقينه معلومة ما أو إقناعه بتعلم شيء بعينه، اعلم جيدًا أنك تستخدم الأسلوب الخطأ بالنسبة له، والأصعب بالنسبة لك؛ فببساطة يمكنك تشجيعه على اكتساب وتنمية مهاراته بالأساليب السابقة، مع ضرورة التأكد من ميول الطفل أولًا، وإيجاد المجال المناسب له، والطريقة الملائمة لطبيعة استيعابه، حتى لا تتفاجأ باستنزاف وقتك فيما لا يجدي معه.
اقرأ أيضاً :