ننظر دائمًا للناجحين وهم في المشهد الأخير من تحقيق أهدافهم وأحلامهم، ونستمع لهم بينما يتحدثون عن رحلتهم والمعوقات التي اجتازوها والعقبات والمشاكل التي واجهتهم والتحديات التي تغلبوا عليها، فنظن أن النجاح سريع كسرعة الفيديوهات التي نشاهد فيها قصص هؤلاء الأشخاص، فنشحذ همتنا ونعزم على النجاح لنكون نحن الضيوف القادمين للحديث عن رحلتنا، ولكن يمر الوقت وتفتر الهمة ونجد أن النجاح ليس بهذه السهولة، وأن الأمر قطعًا ليس بسرعة الفيديوهات، فنظن أن من فعلوه هم فقط سعداء الحظ ممن تهيأت لهم الظروف أو من لديهم قدرات هائلة أو أبطال خارقين، ولكن..
هل هذا الظن هو الحقيقة؟
إذا كنت تظن أن النجاح طريق ممهد فعليك إذن مراجعة مبادئك واعتقاداتك الخاصة بمفهوم النجاح، فالسعادة النهائية التي تصحب النجاح لا تعني بالضرورة أن الطريق إليه ممتليء بالسعادة أيضًا، لكن الأمر برمته يعتمد على: هل أنت مستعد للنجاح؟
حسنًا؛ فعليك إذن أن تدرك أن هناك عاملان أساسيان تتوقف عليهما فرص نجاحك في كل أمور الحياة، علمًا بأنهما بالفعل متواجدين عند كل إنسان لكن قليل من يستخدمهم أو يأخذهم على محمل الجد..
فما هما ؟
العامل الأول:
“النجاح لا يحدث لك. أنت من تجعله يحدث”
يقول أحد رائدي الأعمال الذين حققوا نجاحًا كبيرًا وأصبح لهم اسمًا مألوفًا للأسماع،
“قد يظن الكثيرين أن النجاح الذي وصلت إليه نابعًا من قدراتي وإمكانياتي، ولكني نجحت لإني قررت أن أنجح. نعم.. بهذه البساطة، بالتالي فقد قمت بتوجيه كل جهودي نحو الهدف؛ ألا وهو النجاح فيما أريد تحقيقه”.
ويستطرد، بينما كان زملائه في العطلات الدراسية يتجهوا للسفر والتنزه كان هو يعمل بائعًا مساعدًا في متجر والده، وبالتالي اكتسب خبرة زادت من فرص نجاحه، بل وجعلته يسبق كل من حوله بخطوات.
كما يوضح أنه عندما أطلق مشروعه الجديد تلقى الكثير من رسائل البريد الإلكتروني التي تهنئه بهذا النجاح الكبير وتعتبره من المحظوظين، وكان رده على الجميع أن نجاحه ليس حظًا كما يظنون بل هو نتيجة التزام وعمل جاد متواصل، حتى أنه لم يكن يتوقف عن العمل حتى خلال العطلات الرسمية وعطلات آخر الإسبوع منذ أن كان في الرابعة عشر من عمره.
هل أدركت إذن السر؟
السر الأول هو الوقت المناسب في المكان المناسب، بمعنى أن تضع الجهد في وقته المناسب وفي الهدف أو المشروع أو القضية المناسبة لك.
اقرأ أيضاً : كيف يساعدك التأمل على النجاح؟
العامل الثاني:
“لا يوجد شيء اسمه “نجاح بين عشية وضحاها”
إن افتقار الناس للصبر على تحقيق النجاح هو العامل المفقود دومًا لديهم، فقد يظن البعض أن العمل الجاد لمدة قصيرة يضمن لهم النجاح، لكن هذا بعيد كل البعد عن الصواب، وحدوثه يكاد يكون نادرًا، ذلك أن المعادلة المنضبطة للنجاح هي العمل الجاد مضافًا إليه الصبر.
فهناك من يعمل يومًا وينتظر النتيجة الفورية في اليوم التالي، أو من يعمل شهر ويظن أنه سيجد النجاح في انتظاره الشهر التالي، لكن إذا أردت النجاح الحقيقي فعليك بالصبر ومقاومة السأم والفتور وكأنك تلعب لعبة طويلة تظهر نتيجتها فقط في المرحلة النهائية منها.
إذن ما عليك فعله الآن؟
يجب أن تكون صادقًا مع نفسك؛ لذا اعترف بأن النجاح يحتاج منك عملًا دؤوبًا وصبرًا للوصول إليه،
ثم انظر إلى نفسك في المرآة واسأل ما إذا كان الوقت والعمل الذي تضعه في أهدافك يدعم ما تطمح لتحقيقه، هل تبذل وقتك ومجهودك وطاقتك في سبيل تحقيق حلمك، أم تكتفي بالتخطيط دون تنفيذ، وهل بعد التنفيذ تصبر على استكمال ما بدأته؛ فبعد تحديدك لهدفك يبقى عليك الجزء الأصعب وهو أن تتعهد أمامك بالعمل الجاد والصبر حتى تحقيقه.
وأخيرًا،
تستطيع أن تعيش الحياة بشروطك إذا ما قررت إنفاق الوقت والجهد والتزود بالكثير من الصبر من أجل تحقيق النجاح الذي تأمله، وما سوى ذلك ستجد نفسك مشتتًا تتنقل بين الأهداف تتلمس النجاح السريع وتسير في العديد من الطرق كي تدركه، وبالنهاية لن تحصل عليه سوى بالصبر والعمل الدوؤب!
فتأكد من توافر عاملي النجاح لديك، وكن واثقًا من أنك حتمًا سترى النتيجة، ولا تدع فرصة لليأس كي يتسرب إلى روحك، فمهما طال الطريق سترى النتيجة.. ☺
اقرأ أيضاً :
حياتك من الفشل الى النجاح بخطوات عملية