إذا كنت تكافح لإتقان موضوعٍ معقد، أو لغةٍ جديدة، أو أي شيء آخر من الممكن أن يجهد عقلك، فإن مايكل نيلسن لديه اقتراحًا لك: “جرّب البطاقات التعليمية” حسب ما ينصحك به العالم “نيلسن”.
“نيلسن” باحث في Y Combinator، وله كتبًا حول موضوعات مثيرة خاصة بالدماغ مثل: الحوسبة الكمية، والشبكات العصبية. وفي سلسلة من أحدث أعماله، يشرح عملية التذكر، ولماذا يجد البطاقات التعليمية مفيدة جدًا. ويقول “نيلسن” إنه بدأ أولًا في حفظ المعلومات المدونة على بطاقات الفلاش (باستخدام تطبيق يُسمى Anki، على الرغم من وجود الكثير من الخيارات) قبل عامين. ومنذ ذلك الحين، استطاع حفظ معلومات أكثر من 9000 بطاقة.
كيف حدث ذلك؟
كان يراجعها أثناء القيام بأشياء مملة، مثل الوقوف في طابور القهوة، أو ازدحام المرور، أو انتظار دوره في عيادة الطبيب. ويقول إنه يقضي ما يقارب 20 دقيقة في اليوم في مراجعة البطاقات التعليمية تلك.
وقد حقق بذلك نتائجًا مثيرة للإعجاب، حيث يقول “نيلسن” إنه استخدم البطاقات التعليمية لتكوين فهمه حول الموضوعات المعقدة مثل AlphaGo، كما كان يقوم بقراءة نفس الورقة عدة مرات، وإخراج أجزاء من المعلومات المعقدة التي يريد حفظها، ويقوم بتدوينها على البطاقات التعليمية في كل مرة، حتى يستوعب كل شيء.
كما استخدم طريقة مشابهة لحفظ محتويات كتابٍ قصير. علاوة على أنه استخدم نفس الأسلوب لتذكر الأماكن التي يحبها في الأحياء التي لا يزورها كثيرًا. ويقول إنه بمجرد أن يتعلم شيئًا باستخدام البطاقات التعليمية، فإنه لن ينساه أبدًا.
اقرأ أيضاً : كيف تتعلم أي شيء بسرعة؟
قاعدة بسيطة
ولدى “نيلسن” قاعدة بسيطة: إذا كان تعلم شيء ما بتلك الطريقة قد يوفر عليك خمس دقائق تقضيهم في تعلم نفس الشيء بالطريقة العادية، فعليك اتباع طريقة البطاقات الملونة، وسوف توفر عدة ساعات في نهاية الأشياء التي تتعلمها.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض النقاط الجديرة بالاهتمام، التي تساعد على الاستفادة القصوى من تلك التقنية، وهي:
1. التكرار المتباعد
هذا ما يعتبره نيلسن سبب نجاح عملية الحفظ، حيث أظهرت الأبحاث لفترة طويلة أننا نمتص المعلومات بشكل أفضل عندما تتكرر، مع الحفاظ على أن يكون لدينا وقت للراحة والتأمل بين أوقات الدراسة أو الممارسة.
ويساعدك التكرار على الاحتفاظ بما تعلمته، ويؤدي تباعد فترات ذلك التكرار إلى منح عقلك وقتًا لاستيعابه. وتلك التقنية قوية التأثير ويمكن أن تساعدك على تعلم واستبقاء أي نوع من المعلومات تقريبًا.
2. تنشيط العقل
تعد أفضل البطاقات التعليمية تأثيرًا هي ما تطرح عليك سؤالًا على جانب منها وتكون الإجابة على الآخر. فعندما تنظر إلى السؤال، يتوجب عليك بذل جهد عقلي لتذكر الإجابة قبل أن تقوم بقلب البطاقة والنظر إلى الإجابة.
ويسمى هذا الجهد المبذول للبحث في بنوك الذاكرة الخاصة بك عن المشكلة باسم “الاستدعاء النشط”، وهو أفضل للتعلم مما لو كنت ببساطة تقرأ نصًا أو تلتقط إجابات في اختبار متعدد الخيارات.
3. ما وراء المعرفة
ما وراء المعرفة هو التفكير فوق التفكير، ويساهم أيضًا في استذكارٍ أفضل. فعند استخدام البطاقات التعليمية الملونة، والتحقق من إجاباتك، فأنت تسأل نفسك باستمرار وتقارن إجابتك بالإجابة الصحيحة المدونة على البطاقة التعليمية، وما إذا كنت تعرف حقًا الإجابة أو خمنتها؛ لتعرف ما وصلت إليه.
كل هذا يعد شكلًا من أشكال ما وراء المعرفة، وسوف يساعد على أن تبقى الأشياء التي تعلمتها جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الخاصة بك.
إذن فالأمر بهذه السهولة، دون ببساطة ما تريد تعلمه بعد تقسيمه في بطاقات تعليمية ملونة، ثم احتفظ بها معك في كل مكان واخرجها متى شعرت بالممل وكل وقت تشعر فيه بالفراغ وابدأ بقراءتها ومراجعتها مرارًا وتكرارًا على فترات متقاربة أحيانًا ومتباعدة أحيان أخرى. وكما ذكرنا أنه من الأفضل جعلها في شكل أكثر تنشيطًا للعقل “كسؤال وجواب مثلًا” وستتفاجئ من كم المعلومات التي استوعبها عقلك تمامًا وأصبحت ملتصقة به!
وأخيرًا، فإن “نيلسن” بإطلاق تلك التقنية قد جعل الذاكرة تتذكر الأشياء التي يريدها، كما “جعل الذاكرة خيارًا”، على حد تعبيره.
إذًا، أخبرنا عن تجربتك مع البطاقات التعليمية إن كنت جربتها سابقًا، وإن لم تكن فعلت من قبل، فماذا تختار أن تتذكر باستخدامها الآن؟
اقرأ أيضاً :
بهذه الخدع الخمس البسيطة؛ ستتذكر كل ما تعلمته!
المصادر :