الإنسان الواعي صاحب العقل الناضج والفكر المستنير، يجب أن يتمتع بقدرة عالية على إدارة حياته، حتى يصل لمراحل متقدمة من النجاح.
ولا شك أن طريق النجاح غالبًا يكون محفوف بالصعاب، لذلك يجب عليك أن تتمتع بمهارات إدارة الوقت لتتمكن من تخطي الصعاب وإنجاز مهام حياتك التي من شأنها تحقيق أهدافك.الميلاد والموت مسلمات تحدث للإنسان دون أي مقاومة أو إدراك منه، ولكن ما يمكنه السيطرة عليه هو الحياة والوقت الذي يعيشه. ولعل أكثر الناس تقديرًا لقيمة الوقت هم من يستشعرون فقدانه، كمرضى السرطان مثلًا، عندما يواجهون مصيرهم ويقفون أمام الحقيقة التي أفصحت عنها التقارير الطبية “أمامك عدة أشهر على انتهاء حياتك”؛ فيدخل المريض في حربٍ مع الوقت، يبدؤها بالعبادة والتقرب إلى الله، ويتطور الشأن لأعماله التطوعية واقترابه من أصدقائه وأقاربه خاصةً من انقطعت علاقته بهم لعدة سنواتٍ مضت.
ربما يحتاج الإنسان لبعض الأمثلة الحية ليقدر قيمة الوقت الذي يملكه، فهناك أناس لا يفعلون شيء سوى إتباع الشهوات فقط، لذلك يجب أن تكون إنسان صاحب أهداف محددة قريبة المدى وبعيدة المدى، تبدؤها بيومك، على سبيل المثال؛ بعد انتهاء الفطور سأقوم بممارسة الرياضة وإتمام مهامي اليومية ولا تجعل حياتك اليومية مقتصرة على متابعة مواقع التواصل الاجتماعي ما بين الجد والهزل.
عزيزي القارئ يجب أن تدرك أن وجودك في الحياة له سبب، فاجلس مع نفسك وتساءل لماذا خلقني الله وما هي أهدافي وماذا حققت منها حتى هذه اللحظة، احضر ورقة وقلم واكتب بها أهدافك وما وصلت به إليه حتى اليوم.
هل أنت إنسان ناجح؟ هل أنت إنسان مؤثر؟ هل أنت راضٍ عن نفسك؟ إذا كانت جميع الإجابات لا، فعليك البدء من جديد حتى لا تكون مجرد شخص جاء وانتهت حياته بدون أي قيمة، وفيما يلي تعرف على كيفية تنظيم وقتك لتحقيق النجاح في 2019..
اقرأ أيضاً : أهم إرشادات إدارة الوقت للمنشغلين
أولًا: لتنظيم وقتك يجب أن تحدد ما هي الأعمال التي يجب القيام بها سواء كانت يومية أو شهرية أو سنوية. ولإعداد قائمة بتلك الأعمال يجب أن تقوم بما يلي :
عليك بتدوين نشاطاتك اليومية
أن تربط بين نشاطاتك المتشابهة وتحديد وقت كل نشاط منهم
أن تعد قائمة بالمهام اليومية
لا تملأ كل دقيقة في اليوم ولكن يجب ترك وقت للطوارئ كزيارة مفاجئة أو ما شابه.
اترك وقت لراحتك
ضع القائمة بمكان قريب منك وعليك الالتزام
يجب أن تفوض بعض الأعمال التي تقوم بها إلى غيرك حتى لا يكون عليك العديد من الأعمال التي تتحمل عبئها وحدك.
الأمور الهامة والعاجلة لا يجب تفويضها إلى غيرك. لذا يجب تخصيص وقت محدد لهذه الأعمال.
إذا وُجد أعمال بسيطة لا تحتاج وجودك ففوض غيرك للقيام بها.
عند قيامك بإعداد تلك القائمة وتنظيمها ومحاولة الالتزام بها؛ فستكون قد بدأت رحلة تنظيم الوقت التي من شأنها تطوير حياتك للاتجاه الذي يوصلك لمُبتغاك سواء في العلم أو العمل.
ثانيًا: هناك اتجاه آخر لاستثمار الوقت إذا كان لديك متسع من الوقت مثل:
“العمل التطوعي”: الذي من شأنه خدمة فئات مختلفة مثل: ذوي القدرات الخاصة، أو زيارة دور المسنين، وممكن عمل دورات تعليمية لضعاف التحصيل بدون مقابل مادي.
يجب أن يكون هناك حافز من خلاله تنطلق لبداية جديدة، مثل إنهاء رسالة ماجستير في الآداب، ومن ثم التوجه للتعليم المفتوح مثلًا في مجال آخر؛ فكلها الهدف الأساسي منه استثمار الوقت والارتفاع بالمستوى التعليمي والثقافي للفرد.
ويجب أن تدرك شيئا هامًا إذا كنت تحت درجة وظيفية هامة وسوف تنهيها بعد عشرة أعوام فلا تضع في مخيلتك أنك تجلس أمام التلفاز تتابع أفلام الأبيض والأسود وبيدك “السيجارة” معتبرًا إياها مكافأة خدمة تعب سنين طوال، ولكن إذا انتهيت من عملك وبلغت الخامسة والستون عامًا يجب أن تكون لك أهداف أخرى ذات قيمة، كعمل صالون ثقافي يجمعك بأصدقائك أو عمل رحلات ترفيهية من شأنها بث الطاقة والتخلص من الروتين اليومي.
وهناك شيء هام يكون أمام نصب عينيك، أن كل مرحلة في حياتك لها جمالياتها على سبيل المثال: علاقتك الروحانية وتقربك من الله من صلاة وصوم وصدقة هي من أجمل المراحل التي تعيشها وتستثمر بها الوقت والجهد.
الوقت محدود، وهو أغلى ما لدينا. لذا، ينبغي أن نحافظ عليه وألّا نضيعه ونتعامل معه على هذا الأساس واستثماره فيما يحقق أهدافنا ويؤمن لنا مستقبل أفضل.
عزيزي المستثمر في وقتك، مهما أخذت من صحة، ومهما اكتسبت من مهارات، ومهما توصلت من علم، لا بد من وجود نهاية لكل شيء، فنهاية كل إنسان داخل صندوق مرفوع على الأعناق في الطريق لحياة أخرى، في هذا الوقت تحديدًا وفي طريقك لهذه الحياة، اعمل جاهدًا لتترك أثرًا في كل مكان عملت به وبقلب كل إنسان تعاملت معه.
اقرأ أيضاً :
ادارة الوقت … الطريق المختصر للنجاح
ادارة الوقت وتنظيمة من اجل استغلال الوقت
المصادر: