قصص نجاح لاجئات مسلمات في اوروبا
هدى بشير – خاص أكاديمية نيرونت للتطوير والإبداع والتنمية البشرية
عادة ما توقف الحروب وتدمر أي ” قصة نجاح ” من الممكن أن تولد، ولكن لحسن الحظ أنه في بلاد اللجوء تولد فرصة جديدة لـ ” قصة نجاح ” بعض اللاجئين واللاجئات. واليوم سنتحدث عن بعض اللاجئات المسلمات في اوروبا واللاتي سطرن ” قصص نجاح ” مبهرة.
” قصة نجاح ” أول وزيرة مسلمة في السويد
من أهم الشخصيات البارزة التي لمع نجمها في السويد ومن أهم ” قصص نجاح العظماء ” التي تروى هي ” قصة نجاح ” ” عايدة هادزيك “، اللاجئة المسلمة التي شقت طريقها لتكون أول وزيرة مسلمة في السويد.
نشأة ” عايدة هازديك “
نشأت ” عايدة هازديك ” في البوسنة وفي عامها الخامس تركت بلادها مع والديها مهاجرة وهاربة من الحرب التي اندلعت بين البوسنة والهرسك وكرواتيا ويوغسلافيا عام 1995 إلى القارة العجوز في دولة تتسم بالرفاهية. إنها السويد، ولم تعلم هذه الطفلة أنها سترسم ” قصة نجاح ” مهمة بخطى واثقة وتصبح وزيرة يومًا ما.
بداية ” قصة نجاح ” عايدة
بدأ نجاحها بتخرجها من كلية الحقوق من جامعة لوند في المدينة التي ترعرعت فيها (هالمستاد)، وبدأت مشوار ” النجاح ” بالعمل كنائبة لرئيس بلدية المدينة واتسمت هذه الفترة بنشاطها الاجتماعي اللافت، وقد تم تصنيفها من قبل مجلة اقتصادية سويدية من بين مئة امراة ناجحة مميزة في المرتبة العاشرة وهذا ما جعلها مؤهلة لاختيار الحكومة السويدية لها كوزيرة التعليم قبل الجامعي في حكومة السويد الجديدة والتي يترأسها ستيفان لوفين، وبهذا تكون أول وزيرة مسلمة في السويد. وتعتبر ” قصة نجاح ” ” عايدة هادزيك ” من ” قصص نجاح العظماء ” المشرفة والتي تستحق التوقف عندها.
” قصة نجاح ” البارونة ” سعيدة وارسي “
أما ” قصة نجاح ” ” سعيدة وارسي ” البارونة السابقة والتي أثارت جدلاً باستقالتها من مجلس الوزراء البريطاني فهي ” قصة نجاح ” ملفتة وذات نهاية قوية.
نشأة ” البارونة وارسي “
نشأت ” البارونة وارسي ” وترعرت في ديوسبري غرب يوركشر، وهي إحدى خمس بنات لأسرة باكستانية الأصل.
بداية ” قصة نجاح ” ” وارسي “
عملت في بداياتها في مكتب الادعاء البريطاني بعد تخرجها من كلية الحقوق في جامعة ليدز قبل أن تفتتح مكتبها الخاص بالمحاماة وقبل أن تنخرط في السياسة. وقد تولت رئاسة حزب المحافظين البريطاني، وعندما تولى ديفيد كاميرون رئاسة الوزراء في 2010 كانت هي أول سيدة مسلمة تعمل كوزيرة في مجلس الوزراء. ثم انخفض منصب وارسي إلى وزيرة بوزارة الخارجية.
وفي عام 2012 ، عملت أيضًا كرئيسة قسم الجاليات والمعتقدات في الوزارة. وأخيرًا قدمت استقالتها من منصبها في أغسطس 2014 معترضة على موقف وسياسة الحكومة من أحداث غزة ووضحت ” سعيدة وارسي ” ما حدث على موقع التواصل تويتر بالتالي:
” بعميق الحزن كتبت اليوم إلى رئيس الوزراء وقدمت استقالتي إذ لا أستطيع بعد الآن تأييد سياسة الحكومة بشأن غزة “.
وكانت من الشخصيات البارزة في المجتمع، ويؤيد هذا ما قاله عمدة لندن في حقها بوريس جونسون : (لقد أدت عملًا عظيمًا لنا، وآمل أن تعود مرة أخرى بأسرع وقت محتمل). فيما أعرب نائب رئيس الوزراء نك كليغ عن احترامه لوجهة نظرها حيث قال : (إنه ليس سرًا أن هناك وجهات نظر قوية حيال الأمر وقد هزت الرأي العام بموقفها بعد ” قصة نجاح ” باهرة).
” قصة نجاح ” ” نجاة فالو بلقاسم “
وأخيرًا وليس آخرًا ” قصة نجاح ” ” نجاة فالو بلقاسم ” وهي ” قصة نجاح ” أول امرأة تربعت على عرش وزارة التربية في فرنسا.
نشأة ” نجاة فالو بلقاسم “
ولدت في المغرب تحديدًا في بني شيكر وهاجرت مع والدتها في عمر لا يتجاوز أربع سنوات إلى فرنسا لتلحق بوالدها الذي كان يعمل في فرنسا، وحصلت على الجنسية الفرنسية في عمر 18 عامًا.
بداية ” قصة نجاح ” ” نجاة فالو بلقاسم “
حصلت على دبلومها في عام 2000 وشهد عام 2002 انضمامها إلى الحزب الاشتراكي الفرنسي، وعملت كمستشارة في ديوان رئيس بلدية ثيون جيرار كولمب والذي بدوره كان في مجلس الشيوخ الفرنسي. فيما كسبت ثقة سجولين رويال في 2007 في حملتها الانتخابية حيث عملت كمستشارة لها وكانت في نفس السنة عضوة مجلس الجالية العربية والمغربية في الخارج، واستقالت من هذا المنصب في ديسمبر 2011 للتفرغ للحملة الرئاسية لفرانسوا هولاند في 2012 ولغاية أبريل 2014.
فبعد أن شغلت منصب الناطقة الرسمية باسمه وبعد جهودها المبذولة في نجاحه، أسدي إليها منصب وزيرة الحقوق والمدينة والشباب في حكومة منوال فالس.
إن ” قصة نجاح ” ” نجاة بلقاسم ” نبعت من قوة شخصيتها ونشاطها الاجتماعي اللافت، وإن المنعطف الحقيقي لمسيرتها هو اختيار فرانسوا هولاند لها لتكون الناطقة في حملته الانتخابية للرئاسة، حيث كان واثقًا من تحقيقها هدفين أساسين أولهما قدرتها على إقناع الرأي العام الفرنسي بسبب ما تتحلى به من ثقافة واسعة وخبرة في العلوم السياسية، وثانيهما أنه رأى فيها محورًا أساسيًا ذا طابع سياسي والمتمثل في التعدد الثقافي وكان هذا المحور يمثل النقص الذي كان ممكن أن يؤدي إلى فشله بدونها حيث كانت الأيقونة التي خاطبت الفرنسين من ذوي الأصول المغربية وهم الذين ظهر وزنهم الحقيقي في الانتخابات.
هل ما وصلت إليه ” نجاة بلقاسم ” والتي كانت قصتها من إحدى ” قصص نجاح العظماء ” مجرد صدفة ؟ قطعًا لا، فلها من الصفات ما أهّلها لذلك فقد كانت تستحوذ على الكلمة لأكثر من ستين دقيقة موجهة لمئات الآلاف من مؤيدي الحزب الاشتراكي والذي جعلها تتولى مسؤولية الناطقة الرسمية باسم الحكومة الفرنسية.
تدقيق : مرام حيص
تدقيق لغوي : اماني الخضري
تنسيق : عبد الرحمن عقاد
اقرأ المزيد عن قصص النجاح المميزة والرائعة :