كيف توجه إنذاراً نهائياً!! – خاص اكاديمية نيرونت لـ التطوير والابداع والتنمية البشرية
توجيه ” إنذار نهائي” لشخص ما في حياتك هو استراتيجية لتغيير اللعبة، سواء كان هذا الشخص زوجاً أو حبيباً أو ابناً أو رئيس عمل أو زميلاً أو زبوناً، أو أي شخص آخر تتعامل معه. وحتى تكون قد وصلت إلى هذه المرحلة، فمن المرجح أنك قد مررت بالكثير من الصدمات والصعوبات نتيجة لسلوكيات هذا الشخص أو ملاحظاته، ولذلك فإن هذا الإنذار سيكون على الأرجح مرتبطاً بالكثير من المشاعر. ولكن بالرغم من ذلك، فأنت ما زلت بحاجة للتفكير بوضوح وبعقلانية للتأكد من أن هذا هو الخيار الوحيد المتاح أمامك، والأكثر أهمية أن تتأكد أنّه أمر تعنيه تماماً. وفي نهاية المطاف، يجب أن تكون جاهزاً لمتابعة قرارك والمضي قدماً به بعد إعطاء “إنذار نهائي”، لأن هذا هو الأمر.
الخطوات :
1 فكّر ملياً بالأسباب التي أوصلتك لهذه النقطة.
فكما أن توجيه “إنذار نهائي” هو امتحان لأحكامك أنت، فهو أيضاً امتحان لرغبة الشخص الآخر في تغيير أساليبه، هذا أمر فيه مواجهة كبيرة، إلّا إذا كنت قد وصلت للرضى في نفسك بخصوص النتيجة المحتملة . فقد يبدو أنه المخرج الوحيد المتبقي، لكنّه ليس بالسهل ولا بالضروري أن يكون الطريق الوحيد للاستمرار بعلاقة مع شخص آخر، وهو أمر نهائي . فتـأكد أنك قد استنفذت كل السبل، من النقاش والاستفسار وشرح مشاعرك وتبيان العواقب…إلخ، قبل أن تنطلق لتوجيه “الإنذار النهائي”.
إقرأ : قبعات التفكير الست|فوائدها واستخداماتها
2 قيم مشاعرك:
فإن كنت توجّه “إنذاراً نهائياً” كنتيجة لعدم قدرتك على احتواء مشاعرك فإن هذه منطقة خطر. لأنك إن وجهت الإنذار لكونك محبطاً أو غاضباً أو متضايقاً، أو لأنك لا تشعر بالأمان أو لأن الكيل قد طفح بك، فإن الأمر سينقلب عليك. فأنت ستظل غارقاً في مشاعرك السلبية إذا لم يوافق الشخص الآخر. وحتى لو وافق، فإن مشاعرك السلبية قد تجعلك تجد من الصعب، أو حتى من المستحيل، التأقلم مع الاتجاه المتغير في علاقتكما. كن متأكداً أنك عالجت كل المواضيع بوضوح وأنك قد اختبرت تأثير مشاعرك على ردة فعلك. فلا يجب أن تستمر إلّا بعد أن تتقبل كل العواقب المحتملة وتتعامل مع مشاعرك الخاصة.
إقرأ : كيفية التحكم بالمشاعرالسلبية وبردود افعالنا
3 أجر تقييماً واقعياً لاحتمالات النجاح:
إنّ فرص نجاح “الإنذار النهائي” تعتمد على عدد من العوامل مثل: شخصية الشخص الذي يوجّه له الإنذار ومشاعره الخاصة أو استراتيجيته للتأقلم. فإذا كان شخصاً منفتحاً ولديه استعداد للاستماع والتعلم من مناقشة موضوعية لأساليبه، فإن احتمال أن يكون للإنذار تأثير عليه أكبر من التأثير على شخص متحجر طوال الوقت، وليس قادراً على توفير لحظة جدية واحدة ليعالج تعاسته وشفقته على نفسه.
- إن “الإنذار النهائي” نادراً ما يجدي نفعاً مع شخص قدراته للتأقلم مع الحياة معطلة بسبب الاكتئاب، أو الاستخدام الخاطئ للكحول أو العقاقير، أو أي استراتيجيات تأقلم سلبية أخرى. في هذه الحالة، فإن تسهيل تأمين مساعدة اختصاصية لهم أكثر أهمية من الطلب منهم أن يتغيروا. فحتى يبلغوا الوقت الذي يستطيعون فيه التفكير بشكل طبيعي، فإن “الإنذارات النهائية”قد تدفعهم إلى بداية كارثة. أما الأوقات التي قد تنجح فيها “الإنذارات النهائية” فتشمل:
- شخص تواعده منذ فترة طويلة ويبدو غير قادر على الالتزام. إذا كنت واثقاً أنّه يحبك بالرغم من تردده فإن الدفعة الخفيفة التي سيوفرها “الإنذار النهائي” قد تساعده. ولكن، من جانب آخر، إذا كنت تعلم في أعماقك أن هذا الشخص ليس ملتزماً بك، فإن هذا الإنذار لن يجدي نفعاً.
- شخص تهتم به وتعلم أنّه يهتم بك، ولكنه لا يقضي معك ما يكفي من الوقت أو أنّه منشغل عنك بسبب العمل أو التزامات أخرى، يمكن أن يتأثر “بإنذار نهائي” بحيث يدرك تأثير ابتعاده عنك.
- شخص في حياتك يلزمه اتخاذ قرار حتى تستطيع أنت أن تجري تغييرات على شيء ما، مثل مكان سكنك أو كيفية متابعة أمر يخص العمل. ولكن كن حذراً أن لا تستغل تردده أو عدم قدرته على إجراء تغييرات لإعفاء نفسك من إيجاد طرق بناءة بديلة لتغيير حياتك إلى الأفضل.
4 اختر اللحظة المناسبة:
إن الشخص الذي ستوجه له “إنذاراً نهائياً” يجب أن يكون متيقظاً ولديه الرغبة بمشاركتك، ولذلك اختر اللحظة التي يكون كل اهتمامه فيها مركزاً عليك. تأكد أنه ليس تحت تأثير الكحول أو العقاقير ولا مشتتاً بشيء آخر أثناء الكلام معك. فأنت لا تريد أن يرفض الكلام أو أن يوافق على شيء دون أن يعنيه لأنه يريد استعادة السلام. هذا سيحتاج منك بعض التحليل الدقيق للوقت المناسب ولكن الأمر يستحق ذلك. وبشكلٍ متساوٍ، اختر وقتاً تكون أنت فيه هادئاً ومتماسكاً. فليس منطقياً أن توجه إنذاراً أثناء تبادل الصراخ أو عندما تكون متضايقاً جداً أو غاضاً لدرجة لا تستطيع معها التفكير بشكل سويّ. فالإنذار يستحق منك أن تكون في أحسن حالاتك وأن تفكر بوضوح.
إقرأ :كيف تسيطر على الغضب
5 كن منطقياً:
إن كنت ستوجه ” إنذاراً نهائياً ” فاجعله واحداً من الممكن على الشخص الآخر تحقيقه. فمن غير المجدي أن تطلب القمر في الوقت الذي يستطيع فيه الشخص الآخر بالكاد أن يثبت قدميه على الأرض. وبشكل خاص، لا تطلب شيئاً تسعى فيه لتغيير الشخص؛ لأن هناك خطاً رفيعاً بين طلب تغيير عادات أو تصرفات سيئة معينة وبين التوقع من شخص أن يتوقف عن كونه ما هو عليه. ساعده لإدراك أن التصرف السيء ليس شخصه، وبكلمات أخرى، فبدلاً من مناداته بألقاب سيئة أو التلميح بأنه ناقص كشخص، فعليك بالتركيز على التصرف نفسه وعلى العواقب الناتجة منه عليك. لا تطلب أبداً من شخص آخر تنفيذ إنذار غير منطقي أو لا أخلاقي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أي أمر يخالف قلبه يجب أن لا يكون جزءاً من الإنذار.
6 وضح توقعاتك والعواقب المترتبة من جانبك في حال لم تتحقق الأمور التي تطلبها.
هذا يجب أن يكون واضحاً وبسيطاً، مثل: “إذا لم يتحقق (أ)، فإنني سأفعل (ب)”. وعلى سبيل المثال:
- ” إن لم تتوقف عن زراعة الماريغوانا في الحديقة الخلفية للمنزل حتى يوم الإثنين القادم فإنني سأرحل إلى مكان لا تُزرع فيه المخدرات في الحديقة الخلفية. “
- “نحن مع بعضنا الآن منذ عشرين عاماً وأنا لم أعد أحب نظام الزواج العرفي هذا، لأنه يشعرني بأنك لا ترغب حقاً بالالتزام معي. أنا أريد الزواج، وأحتاج لمعرفة إذا كنت توافق على ذلك مع نهاية هذا الشهر. وإذا لم توافق فإنني سأهجرك.”
- “لقد طلبت منك خمس مرات حتى الآن أن تساعدني في اختيار المدرسة التي سيذهب إليها جوني الصغير. لقد أريتك النشرات و أوضحت لك الأسعار، وقد أوشك تاريخ التسجيل على الإنتهاء. إذا لم توافق على مناقشة أيّة مدرسة هي الأفضل، فإنني سأسجله في (أدرج هنا اسم أكثر المدارس الابتدائية تكلفة ) حتى نهاية يوم الغد”.
7 توقع رد فعل سلبي:
- لا أحد يحب أن يوجَّه له “إنذار نهائي”. ومع أنه قد يكون أحياناً ما يحتاجه السامع بالضبط، إلا أن هذا لا يجعل سماعه أسهل. وبالنسبة للشخص الذي يناضل ليتخطى المسألة التي أثرت أنت الاهتمام بها للتو بدون شروط محددة فأنت قد لامست وتراً حساساً. وفي هذه الحالة، توقع الاستياء ونتائج سيئة محتملة.
- على سبيل المثال: طلبك من شخص ما أن يقدم لك التزاماً،قد ينتج عنه العكس تماماً في حال أدرك هذا الشخص أنك جاد وكان طلبك يتعارض مع رغبته بالبقاء طليقاً وغير مرتبط عاطفياًوبما أن “الانذار النهائي” عادة ما يلامس صلب ما كان الشخص الآخر يحاول تجنب توضيحه لنفسه بصراحة، فإنه قد يختار أن يراك كالعدو. ولذلك عليك أن تكون مستعداً لصرف النظر في حالة عدم موافقته.
- هذا الشخص قد يكون سيء الطباع وقد ينشر عنك الإشاعات، أو يصرخ عليك بقسوة، أو يسخر منك، أو يتجاهلك أو يوبخك. كل هذه الوسائل سيستخدمها للاستخفاف بك ليتجنب ألمه أو النقص في الإدارة لديه.
- حتى لو كنت أنت على صواب، فعليك أن تدرك أن الضغط على شخص ما هو أمر شديد الحساسية وقد يؤدي إلى إفساد العلاقات أو حتى إنهائها.
8 كن على استعداد لصرف النظر:
يجب عليك أن تكون متأكداً أنك ستنفذ الأمر أو تنهيه حسب المخطط له في إنذارك إذا ما دعاك هذا الشخص بالكاذب أو المخادع. فكما هو الحال عند تعليم طفل صغير كيفيةالتصرف، فيجب أن يكون هناك تنفيذاً ملائماً للرسالة المعطاة. وإذا كنت قد أوضحت للشخص الرسالة النهائية التي كان يتوق لسماعها، فإنك يجب أن تكون مستعداً للنتيجة وتنفذ ما قد قلته .
ملاحظات:
- قالت الأم تيريزا ذات مرة : “لقد وجدت من المفارقة أنك إذا أحببت حتى أصبح الأمر مؤلماً فإنه لن يكون هناك المزيد من الألم، فقط المزيد من الحب”.
- عندما تشعر أحياناً بحاجة ماسة لتوجيه إنذار أخير، فإن الشخص الذي تكون بحاجة إلى النظر إليه في الحقيقة هو أنت. فأثناء تفحصك للأشياء (أو الأزرار) التي تثيرك والتي يتم الضغط عليها، فقد تجد أن المسألة الحقيقية هي أنك تحتاج لأن تتعلم كيف تتأقلم مع الشخص و ليس ما تحب أن يكون عليه أو أن يتصرف بالطريقة التي تحبها. وقد تحتاج إلى إدراك أنك على الأرجح لن تستطيع دفعه إلى أي اتجاه، وأنك أنت من يحتاج إلى تغيير نظرك والتفكير بالأمر من منظور مختلف.
- إن حب أشخاص مثيرين للتحدي قد يجلب الكثير من الأذى والتضحية، ولكنك في المقابل قد تصبح شخصاً أفضل بكثير، وذلك بالاستمرار في مدافعة ألمك حتى تستطيع أن تكتشف كيف تحب مرة أخرى بدون إضافة أي شروط وبدون حاجة إلى تسوية.
تحذيرات:
- إن “الإنذارات النهائية” التي توجه دون تنفيذ ستكسبك سمعة الشخصية الضعيفة، وسيبدأ الناس بالافتراض أنك كالراعي الكاذب إذا استمريت بالتراجع عن إنذاراتك.
- “الإنذارات النهائية” تلغي الاتفاقات وتنهي العلاقات. وبما أنك تعرف ذلك قبل توجيه واحد، فكن مستعداً للنهاية.ب
- صرف النظر عن مصداقية الإنذار، فإن بعض الناس سيبتعدون عن الأشخاص الذين يوجهونه دائماً لأنهم يشعرون أنه شكل من أشكال الابتزاز العاطفي .
ترجمة : نهاد ناصر
تدقيق : لارا حداد
تنسيق : جوني
إقرأ المزيد من المقالات الممتعه و المميزه :
قبعات التفكير الست | أي قبعة ترتدي أنت؟
كيف تتعامل مع فرد وقح من أفراد العائلة