كيف ولماذا نجذب الأمراض والمشاكل إلى حياتنا ؟
يأتي هذا المقال ضمن سلسلة اعشق مرضك مع الدكتور مصطفى دليلة.
مقدمة
من المؤسف أن كثيرا من البشر لا يفهمون كيف ولماذا تظهر المشاكل والأمراض في حياتهم، ولماذا يقعون في نفس المشكلة، أو يصابون بأمراض كثيرة دون غيرهم.
قبل أن نبحث في هذا السؤال يجب أن نسال أنفسنا مجموعة أسئلة: هل فعلاً نحن نجذب المشاكل والأمراض إلى حياتنا؟ ولماذا تأتينا الأمراض؟ أو لماذا نمرض؟ وما هي الدوافع الإيجابية للمرض؟
فنحن حينما لا نعرف أسباب المرض وجذوره سوف نجرب مختلف الطرق والأساليب للتخلص منه، وفي الغالب يكون معظمها دون جدوى، مما يزيد من تجذر المرض وتعقده.
الإنسان الواعي هو الذي يتعرف على أسباب ظهور مرضه ويقتلعها من جذورها. والسؤال المطروح: كيف يأتينا هذا المرض دون غيره؟ أو لماذا يأتي إلينا دون غيرنا؟ أو كيف نجذب المرض والمشاكل إلى حياتنا؟
نحن وعالمنا المحيط طاقة اهتزازية
نحن نتعامل مع كل شيء في عالمنا المحيط، بما فيه مشاكلنا وأمراضنا عبر حواسنا الخمس. كل شيء في هذا الكون له بنية اهتزازية ذات طبيعة محددة، وحتى أفكارنا ونوايانا ومشاعرنا لها بنية اهتزازية محددة. نحن أكبر جهاز إرسال واستقبال كوني، نبث في كل ومضة عين حزمة اهتزازية معينة ونستقبل حزمة اهتزازية معينة. ما نفكر به، وما نركز عليه، وما نخاف منه، وما نحس به نبثه في عالمنا المحيط على شكل طاقة اهتزازية تتناغم مع مثيلتها وتجذب إليها شبيهتها.
في هذا الكون لا وجود للصدفة كما لا وجود لأحداث في حياتنا من أي نوعٍ تأتي إلينا بدون موافقة ضمنية مسبقة منا.
كل ما يحدث معنا في حياتنا من صحة أو مرض، نجاح أو فشل،… كل أحداث حياتنا لها أساس اهتزازي ترددي ونحن نجذبها إلى حياتنا عندما يحدث هذا التناغم الاهتزازي بين اهتزازاتنا الذاتية المعبِّرة عن مشاعرنا وعواطفنا وأفكارنا وبين اهتزازات الحدث… وعندما يحدث هذا التناغم تحدث المعجزة وحينها لا وجود للمستحيل.
حالة واقعية (1)
تعرضت خلال أقل من شهرين خلال هذا العام لحادثتين مؤلمتين: الأولى أدت إلى كسر في صابونة الركبة، والثانية أدت إلى جرح كبير في الجبهة ورضوض في الجبهة… عالجت هاتين الحادثتين بنفسي وبأقل التكاليف وبأقل زمن وبدون أية أدوية أو حتى دون وضع جبيرة للركبة على الرغم من تحذير الأطباء الشديد وتوقيعي في المستشفى على شهادة تثبت أنني رفضت وضع الجبيرة وأتعالج على مسؤوليتي الخاصة. حدث الشفاء العجائبي في الحالتين خلال فترة لا يصدقها الأطباء لأنني أنا من قرر الشفاء لنفسه، ولأني استطعت أن أدخل إلى عقلي الباطن وأعرف الأسباب والدوافع الإيجابية لهاتين الوقعتين المؤلمتين. تحكمت بأفكاري ووجهت طاقة الشفاء إلى داخلي.
ما نركز عليه نحصل عليه
إذا كنتم تركزون مثلاً على أفكار من نوع:
- وماذا لو لم يحصل هذا؟
- لن يسمح لي أحد بهذا أبداً.
- يستحيل أن اعيش حياة كاملة عندما افقد احد أطرافي أو احد حواسي.
- لا أستطيع أن أفعل شيئاً أو أغيّر شيئاً في حياتي.
- لا أريد أن أكذب على نفسي وأقنعها بأنني على خير.
- أنا إنسان فاشل وراسب في الامتحان.
- نوبة رشح آتية ولا بد أن أصاب بالزكام.
- كل ما نأكله ونتنفسه سام ومسرطن..
فإنكم سوف تجذبون إلى حياتكم المشاكل والأمراض، لأن ما تخافون منه، وما تركزون عليه، وما تتوقعونه في حياتكم تجذبونه إلى حياتكم، وكذلك ما تحسون وتشعرون به كذلك تجذبونه إلى حياتكم لأنه لا يمكن أن نحس أو نشعر بشيء غير موجود.
لو أردتم تغيير هذا الشيء في حياتكم فما عليكم إلا أن تبدؤوا برحلة التغيير انطلاقاً من أنفسكم. إنها الخطوة الأولى نحو التغيير الحقيقي البناء. لكن هل الجميع يوافقون على التغيير؟
تشير الدراسات إلى أن غالبية البشر يخافون من التغيير والتجديد في حياتهم خوفاً من القادم المجهول، حتى ولو مرّت في حياتهم تجارب ناجحة في التغيير نحو الأحسن في مجالٍ ما بفعل استبدال بعض أفكارهم السلبية بأخرى إيجابية. يعللون حدوث هكذا تغيرات في حياتهم إما بالصدفة أو أن الأحداث جاءت على غير المتوقع.
سوف نتعرض هنا إلى طرق مختلفة تجعلنا نجذب إلى حياتنا ما لا نريد. تأكد إن كانت إحدى هذه الطرق أو مجموعة منها موجودة في حياتك، أو إن كنت واحداً ممن يحبون تجميعها والاحتفاظ بها في باقة واحدة… حينها أقول لك أنت واحد من هؤلاء المغرمين بآلامهم ومشاكلهم وأمراضهم ويستخدمونها في حياتهم لدوافع إيجابية معينة.. ومن المعروف أن المعجب بالشيء لا يستطيع أن يتخلى عنه بسهولة بل يحاول التشبث به قدر الإمكان.
هناك طرق مختلفة تجعلك تجذب إلى حياتك ما لا تريد من المشاكل والأمراض، أهمها:
أولاً – الخوف والشك من عدم قدرتك الوصول إلى ما تريد يجذب لك ما لا تريد.
مخاوفك المدعومة بمشاعر وأحاسيس قوية تملك قوة جذب عظيمة تجذب إلى حياتك ما تخاف منه وما لا تريده في الحياة. حدد أهم المخاوف التي تعيق تقدمك في الحياة وتخلص منها، فهي الخطوة الأولى نحو جذب ما تريد وليس ما لا تريد. الوسيلة الأفضل للتخلص من مخاوفك هي أن تتقبل ما أنت به بمحبة ومنه تنطلق نحو الأفضل.
أهم المخاوف التي تفرمل حياتنا يمكن أن تكون: الخوف من الموت، الخوف من الفشل، الخوف من المستقبل، الخوف من التجديد، الخوف من السلطة والنظام، الخوف من انتقاد الآخرين لك، الخوف من الفقر،….
خوفك من أمرٍ ما، أو خوفك من عدم تحقيقك لهدفك يعني أنك تركز كل طاقاتك على ما تخاف منه.
سنتعرض لتقنيات وطرق التخلص من هذه المخاوف في بحث آخر.
ثانياً – التفكير في الهدف وعكسه في الوقت ذاته يجعلك تجذب عكس الهدف في أغلب الأحيان.
فمثلاً أنت تفكر في هدف محدد واضح لك (عمل، وظيفة، علاقة، سفر، ….) لكنك في أعماقك ترغب في شيء آخر مغايراً
أنت مثلاً تفكر بمشروع تريد من خلاله تحسين وضعك المادي تحسيناً ملحوظاً، وعلى الرغم من أنك تعرف جيداً كيف تستطيع فعل ذلك إلا أن هدفك بالتخلص من الفقر يبدو مستحيلاً. لماذا؟
قد يكون السبب في ذلك هو عدم جاهزيتك لتقبل نفسك في حالة الوفرة الجديدة وظهور أفكار كثيرة مغايرة من نوع:
- سوف يحسدني الآخرون.
- يستحيل إنجاز هذا المشروع ضمن الإمكانيات والظروف المتوفرة.
- هدفي أن أنجح في هذا المقرر لكن أستاذ المادة صعب جداً ونسبة النجاح متدنية.
- كي أغيّر وضعي يجب أن أتفرغ كلياً لعملي.
- قد يحرمني الوضع الجديد من لحظات جميلة كنت أقضيها مع من أحب: أطفالي، أسرتي، هواياتي…
- يحتاج عملي الجديد لإقامة علاقات مع أشخاص جدد ونوعيات جديدة من العلاقات لست جاهزاً لها.
- وضعي الجديد سوف يجذب نحوي رجالات المافيا والضرائب، وتصبح العيون مفتحة أكثر نحوي.
إن من يفكر بهذه الطريقة لن يصل إلى هدفه المنشود في الغالب، وستعترضه الكثير من العقبات والصعوبات وهو في طريقه نحو الهدف لأن الفوائد المستترة من بقائه على وضعه الحالي أكثر كثيرا من الفوائد المتوقعة بعد الانتقال للوضع الجديد.
حالة واقعية (2)
تستفسر محدثتي قائلة:
إنني أحاول أن أجذب شريك حياتي وأركز عليه وأعمل تماماً كما علمتنا يا دكتور، وقد مضى أكثر من عام لكن الأمور تسير عكس ما أريد، وفي كل مرة نتعرض لعقبات ومشاكل ونحن في طريقنا نحو الاقتراب.
وما أن سألتها عن قناعاتها حول الأسرة، والاقتران وحول الجنس الآخر حتى فتحت أمامي بساطا طويلاً من المخاوف والمعتقدات السلبية بهذا الخصوص:
- أخاف من الفشل إن ارتبطت بأحدٍ لا أحبه.
- في هذا الوقت لا يمكن أن تجد إنسانا وفياً .
- جميع الرجال مخادعون وكذابون.
- يستحيل أن تؤسس لأسرة محترمة بهكذا وضع مادي وأخلاقي.
- لا أستطيع أن أجد إنسانا في سويتي الاجتماعية والعلمية.
- ….. إلخ.
قلت لها كيف ستحققين هدفك ومخاوفك من عدم تحقيقه أقوى من طاقة الهدف بمائة مرة؟؟ ركزي على ما تريدين وليس على ما لا تريدين.
طلبت منها وضع قائمة بمعتقداتها السلبية حول موضوع الأسرة والارتباط والجنس الآخر، ومن ثم التخلص من هذه القناعات واحدة بعد أخرى بطريقة إعادة برمجة العقل الباطن. لم تمض سنة على حديثنا هذا حتى وجدتها مرتبطة سعيدة بحياتها تنتظر مولوداً جديداً، وما زالت تستشيرني في أمور حياتها اليومية.
ثالثاً – عندما تحاول الحصول على شيء لا تقدره ولا تعطيه حقه الكامل، سوف يؤدي إلى جذب المشاكل والأمراض في حياتك.
أنت تفكر بما تريد بعقلك الواعي لكن روحك شغفة بأمرٍ آخر تمنحه كل وقتك وطاقتك.
عندما تنظر إلى الفلوس على أنها قذارة وتضعها في أسفل جدول قيمك في الحياة فهذا أكبر دليل على أنها ستكون موجودة عندك دائماً بالحد الأدنى إن لم يكن دونه. ليس لأن الحياة والحظ ضدك بل لأنك أنت لا تريدها في مستوى عقلك الباطن، غذ لا يمكن ان تأتي الفلوس “القذرة” لشخص يبحث عن “الطهارة” والنقاء. يحدث تصارع بين قيمك الأساسية في الحياة وهي النظافة والأمانة وبين رغبتك في الفلوس التي هي قذارةٌ برأيك.
كذلك الأمر بالنسبة للصحة. هدفك أن تكون سليماً معافى لكنك لا تريد تغيير شيء في نمط حياتك يقربك من هدفك هذا. ليس لديك وقت ولا رغبة باتباع نظام حياة صحي، ولا بممارسة الرياضة. بالنسبة لك العمل أو العناية بالأولاد أو بالبيت أهم من الصحة. أنت تختار أقصر الطرق للصحة لذلك تلجأ إلى الصيدلية “لتشتري” صحتك بالأدوية. أنت تحارب أمراضك وتهدئها بالأدوية قبل أن تقرأ رسائلها الإيجابية التي أرسلها العقل الباطن لك، وستبقى معاناتك مع المرض مستمرة إلى أن تغيّر قناعاتك وتجعل الصحة بين مجموعة قيمك الأساسية في حياتك.
حالة واقعية (3)
انتسب (…) إلى كلية الهندسة عن رغبة وإصرار، وفي سنته الأولى بدأت المشاكل في حياته مع الدراسة بعد صار يستمع إلى زملائه في الكلية وإلى أحاديث كانت تُطرح يومياً في جلسات كثيرة داخل الجامعة وخارجها: “ما الفائدة من شهادة الهندسة إذا كان فلان بلا أية شهادة جامعية يقبض مقابل صفقة صغيرة أضعاف ما ستقبضه من رواتب خلال سنة كاملة؟؟” أو “شهادة الهندسة لا قيمة لها، فهي لا تُطعم ولا تُغني”…. شكلت هذه الإيحاءات المتكررة السلبية برنامج عقل باطن سلبي عنده مما جعله يهمل دراسته ويحصل على الشهادة في عشر سنوات بدل خمس.
قلت له: إذا كنت لا تثمّن هدفك فلن تصله أبداً، أو سوف يأتيك متأخراً جداً.
رابعاً – أنت تصرح عن هدفك بشكل صريح وواضح لكن قلبك وروحك يقولان لك أنك لست أهلاً لهكذا هدف. أي أنك تقلل من قيمتك وتحط منها.
من الأمثلة الحقيقية في حياتنا اليومية والاستشارات التي تصلني:
حالة واقعية (5)
فتاة (…) يحلم بقربها كثيرون، لكنها لا تجد في نفسها سوى السلبيات التي تضخمها وتبروظها. تحلم بفارس أحلامها مع سيارة فارهة وبيت وفيلا في منطقة تشتهيها. لكن ما أن يقترب حلمها ويصبح فارس أحلامها بين يديها حتى تبدأ بالتململ والخوف من فقدانه، وتتضخم الشكوك عندها بأنها ليست أهلا له ولا في مقامه.
سألتني محدثتي قائلة:
أنا أفكر بشخص محدد ووضعت مواصفاته وحددتها بدقة لكني لا ألتقي في الحياة إلا بأشخاص لا أريدهم في حياتي، وكل من ألتقيهم ليسوا من مستواي. لا يوجد شخص يستحقني. ما العمل لجذب فارس أحلامي لحياتي؟
قلت لها:
تستطيعين أن تجذبي فارس أحلامك فقط حينما تحسنين من ثقتك بنفسك وتشعرين حقاً بأنك الأميرة في حضرته. أنت الآن تجذبين لحياتك أشباهك، فإذا كنت تريدين جذب شخصٍ آخر يجب عليك أن تتغيري أنت أولاً وتعيشي حياة ذلك الشخص الذي تريدينه. لكن كوني حذرة وانتبهي إلى أن ذلك الشخص الذي تريدن جذبه إلى حياتك هو لك حقاً.
لا تكمن المشكلة في غياب ما تريدينه، لكن تمكن المشكلة في أنك لا تستطيعين وضع نفسك في المكان الذي تريدينه. حينما تغيرين تقييمك لذاتك يتغير موقعك في هذا العالم.
خامساً – أنت دائما تختار الخيار الأسوأ بين مجموعة الخيارات المتعددة المتاحة أمامك.
فأنت لا ترى في هذا العالم سوى البطالة، والقتل، والسرقة، والفقر، والرشوة، والأمراض،…. ولهذا سوف تحقق لك الحياة ما تريده وما تفكر به، وما تراه باستمرار.
واقعك الذي تعيشه هو نتاج أفكارك ونقاشاتك وحواراتك المستمرة مع المقربين والأصدقاء، هو مجموعة قناعاتك ومعتقداتك التي تكررها لنفسك بوعي أو بلا وعي، أو تسمعها من الآخرين يوميا:
- كل شيء سيء في هذه الحياة،
- الراتب لا يكفي والأسعار في ازدياد،
- لا يمكن إيجاد عمل مناسب بدخل جيد،
- مجتمع فقير، ظالم ويعيش معظمنا دون مستوى الفقر.
- ………
حينما تكون واثقاً بأن الفلوس قليلة في حياتك ومن الصعب جداً الحصول عليها، وحينما تكون على قناعة تامة بأن الصحة والمرض وضعف السمع والنظر أمور طبيعية تأتي إلى حياتنا في عمر معين، وحينما تعتقد بثقة كبيرة بأن الحصول على عمل جيد ودخل ممتاز أمر مستحيل في هكذا وضع،…… فإن كل ما يحدث معك وفي عالمك الشخصي سوف يدور حول تحقيق هذه القناعات الداخلية الشخصية عندك التي غرستها في عقلك الباطن وشكلتْ برنامجاً حياتيا يسيّر حياتك.
إن هذا العالم وافر بكل شيء: الصحة والمرض، الثروة والفقر، العلاقات الجيدة والسيئة،….. لكن مشكلتك أنك لا تستطيع أن ترى سوى المرض والفقر والعلاقات السيئة … إلخ لأن برامجك العقلية الداخلية موجهة نحو تحقيق هذه الأمور. أنت لا يهمك أن ترى كيف يعيش الآخرون حياة رغيدة مليئة بالصحة والثروة والنجاح لأن كل تفكيرك محصور في عالمك الخاص الذي لونته بمشاكلك، وعندما ترى هؤلاء الذين يعيشون في عالم الوفرة سوف تنظر إليهم نظرة حاسدة أو سوف تكيل لهم مختلف الاتهامات (لصوص، نصابون يعيشون على حساب الغير. ….).
غيّر برامجك الداخلية وقناعاتك وسوف ترى أن هذا العالم غني ووافر من كل شيء: الفلوس، العمل، الصحة، النجاح،…. وافرح لنجاحات الآخرين ولحصولهم على الحياة الرغيدة.
انتبه لما تسمعه، ولما تشاهده، ولما تقوله في حديثك مع الآخرين. المحطات الإذاعية والتلفزيونية الآن محشوة بالبرامج السلبية والهدامة، فهم لا يبثون لك سوى القتل والدمار، والنهب والسرقة، والمظاهرات، والاحتجاجات، والأمراض والأوبئة. إنهم يتسارعون في سبقهم الصحفي وبثهم للأحداث المأساوية حول العالم، متناسين أن هناك أيضاً أحداثاً جيدة تدور في هذا العالم. إنهم يجرونك للعيش في مزبلة فكرية لا تستطيع الخروج منها، كي تبقى عبدا مطيعا لهم ولغرائزهم.. ووفقاً لقوانين العقل الباطن الكونية سوف يعمل كل شيء في هذا الكون لتحقيق كل ما تشاهده، وما تسمعه، وما تتحدث به مع الآخرين في عالمك الخاص.
لإخراج نفسك من هذه المزبلة والانتقال إلى عالم الوفرة والرفاهية يجب أن تتوقف عن التركيز على الأحداث السلبية، ومشاهدة البرامج الهدامة، والتوقف عن سرد الأحداث والقصص المؤلمة والسلبية مع المحيطين بك.
هنا يجب التنويه إلى أهمية أن نتحكم بحديثنا، وكلماتنا العفوية واللاعفوية وننقي قاموسنا اللغوي من كلمات من نوع: “مشكلة” ، “مأساة” ، “ألم”، “مرض”، “بؤس”، “حظي سيء”، “فاشل”، …..
كما يجب الابتعاد عن الأشخاص السلبيين ومصادقة أشخاصٍ إيجابيين مساعدين لك في سلم النجاح والصحة. ابدأ من اللحظة خطوتك الأولى في سلم النجاح وأنت مبتسم رغم كل الظروف المحيطة بك، فالابتسامة تخلق المعجزات.
حالة واقعية (6)
حينما تمر بأزمةٍ ما، أو حينما تكون في حالة صراع داخلي مع ذاتك أو خارجي مع عالمك المحيط، أو حينما تشعر بانزعاج أو ألم ما في أي عضو أو جزء من جسمك، وأينما كنت في البيت أو المكتب أو الطريق مارس عملية التنفس البطني اليوغي الكامل وسوف يؤدي ذلك في الحال إلى حدوث انفراج داخلي والتخفيف من حدة الألم والشعور بالانشراح. أنا شخصياً أمارس هذا التمرين كلما تعرضت لحادثة مزعجة أو مؤلمة، وقد حققت نتائج مذهلة في التخلص من الإزعاجات مهما كانت درجتها بسرعة كبيرة بل وآنية.
سادساً – الصراع الدائم من أجل المبادئ في مختلف مجالات الحياة يكون في أحيان كثير سبباً في جذب الكثير من المشاكل والآلام والأمراض إلى حياتنا.
هناك من يحارب من أجل مبادئه في السياسة، وهناك من يحارب من أجل مبادئه في الأخلاق والحياة بشكل عام، وهناك من يحارب حتى نفسه ( من أجل الحصول على الوزن المثالي، أو الشكل المثالي، أو التربية المثالية….).
الجميع يدافعون حتى الرمق الأخير من حياتهم عن مبادئهم ومثلهم، لا يرحمون أنفسهم وصحتهم، ولا حتى غيرهم. ومن الطبيعي أنه حينما تحاول دائماً إثبات وبرهان أنك أنت الوحيد الصح في هذا الكون وطريقك هو طريق الحقيقة وكل من حولك ناس جهلة لا يفقهون شيئاً، ولن تستطع فعل ذلك سوف تجذب الكثير من المآسي والآلام والأمراض إلى حياتك.
يضعنا درب الوعي أمام عددٍ لا متناه من الخيارات في الحياة، في الوقت الذي منحنا فيه الخالق (عندما نفخ فيه من روحه) حرية الاختيار كاملة. البشر لا يستخدمون هذه الحرية بشكل سليم، ويدمرون حياتهم عبر محاولاتهم المختلفة لتغيير عالمهم المحيط، وجميعها بلا نتيجة… نحن لا نستطيع تغيير سوى أنفسنا فقط، ومن خلال هذا التغيير نستطيع تغيير عالمنا المحيط، لكن هل من متعظ!!
من السهل جداً الحكم على الآخرين وإدانتهم، ونصحهم والعمل بكل قوانا لتغييرهم نحو الكمال متناسين بذلك أحد أهم قوانين الكون والخالق “لا تدينوا كي لا تدانوا لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون، وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم” – انجيل متى.
كي تتأكد هل تعمقتَ في إدانة عالمك والآخرين ادخل إلى أعماقك وتفحص مشاعرك… هل لديك الكثير من الأفكار والمشاعر والعواطف والانفعالات السلبية؟ إن كان الأمر كذلك فتوقف واعمل منعطفاً في حياتك..
من أين تأتينا هذه الأفكار والمشاعر والعواطف والانفعالات السلبية؟ إنها تخفي وراءها الكثير من النقد وعدم الرضى والأسى والحزن في هذه الحياة. توقعاتك في هذه الحياة كثيرة جداً لكن الواقع وكل شيء فيها مؤلم ومعاكس لهذه التوقعات، مما يجعلك تغرق في آلامك.
عدم الرضى والتقبل، ومحاولاتك الدؤوبة لتغيير عالمك المحيط ونفسك أحياناً يجعلك تصاب يوماً بعد يوم بالإحباط، تندم وتجلد نفسك باستمرار. ويوماً بعد يوم تؤكد لنا الحياة خطأَ خياراتنا وقناعاتنا، مهدِّمة بذلك مثلنا ومبادئنا التي بنيناها.
عنادنا المستمر، وإصرارنا الدائم على تغيير الآخر يوقعنا في نفس المشكلة باستمرار. عندما تكون على خلاف حاد مع زوجك (زوجتك) في البيت وتصر على موقفك دائماً فإن الفراق أو الطلاق لن يحل المشكلة بل ستتكرر نفس المشكلة في أية علاقة جديدة تبنيها مع الآخر، إلى أن تتوقف عن جعل مبادئك ومثلك هي العليا.
سابعاً – حينما تكون منقاداً لا قائداً يسبب لك ذلك الكثير من المشاكل والأمراض.
معظم البشر كالروبوت تقودهم مجموعة قناعات وخيارات ونظم اجتماعية – نفسية وسلوكيات وعادات وتقاليد مغروسة بطريقة ما في عقلهم الباطن بوعي أو بلا وعي. من ميزات البشر أنهم يتقبلون بسهولة إيحاءات الآخرين التي تسيّر حياتهم.
انتبهوا إلى أنفسكم وأنتم توحون إلى أبنائكم يومياً إيحاءات مدمرة من نوع:
- شو، ما عندك ايدين؟
- انظر إلى نفسك من تشبه؟
- لن تَجِدي زوجا في حياتك.
- أنت لا تجدي نفعا.
- أنت فاشل في كل ما تفعله.
- ……….
أو حينما يكرر الآباء الحريصون على أبنائهم (بحجة التنبيه من أجل أخذ الحيطة والحذر ليس أكثر):
- في عائلتنا الجميع يموتون بالسرطان
- الطلاق حالة عامة في مجتمعنا.
- تعدد الزوجات أمر طبيعي في عشيرتنا.
- ……….
أنتم بهذه الطريقة تؤطرون أبناءكم على الفشل والانقياد وراء هذه القناعات السلبية التي تشكل برنامج عقلهم الباطن.
يلعب الإعلام والإعلان بمختلف وسائله، وكذلك المبصرون والمنجمون، والسياسيون دوراً كبيراً في قيادة البشر كقطيع من الغنم، عبر تسجيل وغرس جميع هذه المآسي والآلام في الوعي الجمعي للقطيع، ومن ثم نقول: لماذا نتعرض لكل هذه المشاكل والآلام في حياتنا؟
عبر التحذير والتخويف، وحرصاً علينا، وإظهارً لمحبتهم لنا يحاول المقربون منا توجيه إيحاءات لنا تبرمج عقلنا الباطن وتسيّرنا. إنهم لم يجدوا وسيلة أخرى لإرشادنا غير هذه الطريقة كي لا نقع في الحفرة ثانية، أو لا نقع في حفرة وقعوا فيها هم أو غيرهم.
معظم البشر لا يعون خياراتهم ولا يستطيعون تفسير سبب اختيارهم لهذا الخيار أو ذاك، تراهم منقادون بلا وعي وراء إيحاءات الآخرين ومن ثم يتساءلون: لماذا تأتي كل هذه المشاكل والمطبات والأمراض إلى حياتنا؟
حالة واقعية (7)
قالت محدثتي: كيف لي أن اخرج من هذه البوتقة التي وضعني فيها الآخرون: الأهل، والمدرسة، والمجتمع، والنظام الاجتماعي والسياسي. فأنا حبيسة أحلامي ولا أستطيع أن أحقق منها شيئا قبل ان احصل على موافقة مسبقة ممن حولي.
- وهل تعرفين ما ذا تريدين؟
- وما فائدة أن أعرف ولا أحد يسمح لي أن أتصرف بحرية؟
- إن لم تعرفي ما تريدينه، وإن لم تحبي نفسك وتثقي بها ويمن حولك فلن تحققي شيئاً ولن تصلي إلى شيء. تعلمي أن تضعي أهدافاً تلائمك لا تلائم غيرك، تحقق طموحاتك لا طموحات غيرك حينها فقط تستطيعين
ثامنا – تنتشر بين البشر قناعة مفادها: يجب أن تكافح من أجل الصحة. وهذا ما يجلب لهم المزيد من المشاكل والأمراض.
في الواقع معظم البشر، وبالأخص المرضى منهم، لا يتقبلون حالهم كما هي بل يصارعون من أجل صحتهم وجسدهم.
ولكن ماذا يعني أن تحارب من أجل صحتك، ومن تحارب يا ترى؟ إننا نحارب أولا وأخيراً تلك الذات التي هي جزءاً من الذات الإلهية ومنبثقة منها.
كي نتعرف على من نحاربه في ذاتنا يجب أن نتعرف على ذاتنا في البداية… يجب أن نعرف “من أنا؟”.
أنا جسد مادي ملموس ومحسوس، وروح مكبوتة في هذا الجسد إلى أمدٍ محدد. الجسد يجب أن يلبي جميع رغبات الروح ويؤمن متطلبات الحياة التي يحلم بها الإنسان. ولكن ماذا لو رفض الجسد مهمته هذه وأصابه السقم والمرض؟ نحن نحارب من أجل الحفاظ على جسدنا سليماً معافى بأية وسيلة كانت دون أن نتعرف على الرسالة التي ينقلها لنا الجسد من خلال مرضه هذا.
هكذا يقضي معظم البشر حياتهم في صراعات دائمة من أجل صحتهم، والعدو الأوحد هنا هو المرض الذي يجب القضاء عليه والتخلص منه. نحن نعيش في حقل معركة حقيقي مع أمراضنا: المستشفيات، والصيدليات، والأطباء، وشركات ومستودعات الأدوية هم أدوات فعالة في هذه المعركة، التي تستلزم وضع الخطط والاستراتيجيات للقضاء على هذا المرض اللعين وتحديثها في كل مرة. إنها معركة محتدمة طوال الوقت بلا توقف وبلا رحمة خلّفت تجار حروب واحتكارات عظيمة.
لكن هل هذه الحرب ضرورية حقاً لتأمين صحتنا؟ ألا نستطيع إيقافها؟ ألا نستطيع أن نعيش حالة التناغم بين الجسد والروح والوعي الكامل لمتطلبات كل منهما؟
بالتأكيد نستطيع أن نعيش حالة التناغم هذه فيما لو كنا واعين بالكامل لما نريده.. أي حينما ننتقل من التعامل مع اللاوعي بلا وعي إلى حالة التعامل مع اللاوعي بوعي كامل.
تاسعاً – أحد المفاهيم الشائعة التي يوحون بها إلى عقلنا الباطن: الصحة تأتينا بالمجان ولا حاجة لأن نوليها اهتمامنا قد يكون سبباً في جذب الكثير من المآسي والأمراض إلى حياتنا.
وطالما أننا لا ندفع ثمن صحتنا لذلك يمكن أن نهدر منها بلا رقيب. لقد تعودنا أن نعطي قيمة لما ندفع ثمنه غالياً فقط، وطالما أن الصحة مجانية فلن نعرف قيمتها ما لم نمرض وندفع ثمن الأدوية والعلاج. ولهذا ترانا نهدر صحتنا دون حساب في مرحلة الشباب: سهر، كحول، مشروبات، نقص نوم، تغذية غير صحية، عمل مجهد…. كم من الشباب يعطون أهمية لكل شيء في الحياة باستثناء الصحة التي هي آخر همهم. إنهم يضحون بصحتهم من أجل أشياء أخرى (عمل، علاقات، جنس، دراسة،… ). إنهم يتذكرون صحتهم في نهاية المطاف أو حينما يكون الوقت قد داهمهم، وحينما يتوجب عليهم دفع كل ما جمعوه في حياتهم من ثروة لاستعادة صحتهم المفقودة.
عند غالبية البشر تأتي الصحة في المرتبة الخامسة أو حتى العاشرة في سلم الأولويات الذي يترأس قائمته في العادة: العمل، الأسرة، الأطفال، العلاقات، الجنس، الفلوس، تحقيق الذات،….وكما هو معروف فإن ما تركز عليه وما تقدّره تجذبه إلى حياتك. لا تتوقع أن تكون سليماً ومعافى ما لم تغير قناعاتك وتوقعاتك تجاه الصحة. (في النصف الأول من الحياة الإنسان جاهز أن يضحي بصحته من أجل المال، وفي النصف الثاني من الحياة الإنسان مستعد أن يضحي بكل ما يملك من أجل الصحة).
حالة واقعية (8)
سألني محدثي مستهجناً ونحن في بلد الاغتراب، خلال عملي في جامعة سرت الليبية قبل أكثر من ربع قرن: لماذا تهدر فلوسك على شراء الخضار والفواكه، ورحلات بعيدة في السيارة وبنزين وما شابه ذلك فنحن أتينا إلى هنا لنؤمن حياتنا مادياً. الخضار والفواكه والمشاوير في بلدنا أفضل كثيراً.
أجبته بابتسامة: لو أعطاني الله عهداً أنني سأبقى حياً وبصحتي حتى عودتي لبلدي قد أتوقف عن هذه الأمور. أنا أعيش اللحظة يا صديقي وأستمتع بصحتي – تلك الهبة التي منحني إياها ربي وأمنني عليها، ومن واجبي الحفاظ عليها.
كُثرٌ هؤلاء الذين يفنون حياتهم وصحتهم لجمع الفلوس، وهم لا يدرون أن الصحة كنز لا يقدر بثمن. نصيحتي لهؤلاء دائماً: عش غنيا ولا تمت غنياً.
عاشراً – وجود قناعة خاطئة من نوع: صحتي خارجة عن إرادتي لدى كثير من البشر يؤدي لجذب كثير من المرض إلى حياتهم.
بعض الأطباء والعاملين الصحيين، وجميع الاحتكارات الدوائية هم من يروجون لقناعة من هذا النوع. إنهم يحاولون أن يوحوا لك إن صحتك بين أيديهم، وفي المستشفيات والمنتجعات الصحية وفي الأدوية التي يصنعونها لك، وما عليك إلا أن تصبح تابعاً لهم. يسيّر هؤلاء عالم الأعمال والمال الجشع.
هل أنت قادر أن تعيش حياة صحية سليمة؟
بالتأكيد أنت قادر لو استطعت أن تغيّر قناعاتك ومرجعياتك الفكرية تجاه الصحة والحياة الصحية، وأن تفكر بشكل إيجابي بصحتك. أي عندما تتحول من إنسان آلي إلى إنسان واعٍ ومبدعٍ وخالقٍ لحياته.
إحدى القناعات القاتلة في حياتنا هي تحديد عمر معين لتبدأ بعده الأمراض في حياتنا. الإنسان في عمر الخمسين (أو أي عمر آخر) بدأ في سلم الحياة هبوطاً: القلب يجب أن يمرض، والنظر يضعف، والعضلات تضمر، والمفاصل لا تقوم بمهمتها كما يجب، و…. يعني يحاول أن يقنع نفسه ويبرمج عقله الباطن أن أي مرض يصيبه هو أمر طبيعي بسبب الشيخوخة.
حادي عشر – لأنك لا تعرف ما تريد بالضبط سوف تجذب إلى حياتك ما لا تريد.
وحتى لو كنت إيجابياً بتفكيرك، ولا تريد المشاكل في حياتك، ولا تسمح للآخرين أن يبرمجوك على هواهم، فإنك قد لا تحصل على ما تريده في أحيان كثيرة. يحدث ذلك معك ليس لأن الآخرين لا يتمنون الخير لك بل لأنك لا تعرف ما تريده بالضبط، ولا تستطيع تحديد هدفك بدقة. وقد تعرف أحيانا ما تريد ولكنك لا تستطيع تحديده والتعبير عنه وصياغته بدقة ووضوح. لا يكفي فقط أن تعبر عن رغبتك بأنك تريد أن تكون غنياً، بل يجب أن يكون تحديدك لمقدار الثروة التي تريدها أكثر دقة ووضوحاً.
حالة واقعية (9)
راسلتني عبر النت سيدة تشكو من تدهور العلاقة مع ابنتها الوحيدة المراهقة بعمر 15 سنة.
أول سؤال سألتها: وكيف هي علاقتك مع زوجك؟
- سيئة جداً. صراخ مستمر في البيت، وتباعد في الرغبات، واتهامات وإدانات متبادلة.
- سألتها: وهل تحبين نفسك؟
- أجابت بعد تفكر: لم أفكر بهذا الأمر سابقاً، لكنني الآن أشعر أنني لم أكن أعرف الحب ابداً لا لنفسي ولا لغيري.
كانت الأم تائهة بلا هدف ونقلت برنامج الضياع هذا إلى ابنتها. أعطيتها كتبي لقرائتها، وطلبت منها أن تكون أكثر وضوحاً في تحديد هدفها وغايتها من هذه الحياة.
طلبت منها إن كان بالإمكان رؤيتها مع ابنتها فوافقت. صرحت لي في لقائنا الأول أنها تعيش الآن عند أهلها منفصلة عن زوجها وابنتها ضائعة بين الطرفين.
تعبر ملامح الطفلة ومذكراتها التي تكتبها بلغة انكليزية رائعة عن ذكاء حاد ورغبة جامحة في التحرر من قيود الأهل حتى ولو بالانتحار. كانت تائهة لا تعرف ما تريد وكان جوابها على أي سؤال أوجهه لها “ما بعرف” بالضبط كأمها التي تعيش بلا هدف. عانقتها وتحدثت معها بمحبة، وكم شعرت بنقص الحنان عندها. كان والداها اللذان يحملان أعلى الشهادات يغدقان عليها بما تريد إلا المحبة. حرّضتها كي تضع لنفسها هدفاً بسيطاً وتفكر به، ووجهت حديثي الأساسي لأمها كي تغير من محبتها لنفسها ولعالمها المحيط وبالأخص المقربين…وخلال أقل من اسبوعين تحسنت العلاقة بين الأطراف الثلاثة، وانفكت العقد وعاد الجميع للعيش تحت سقف واحد.
عندما لا تكون واضحاً في تحديد الهدف فإما أنك لن تحصل على شيء، أو أنك ستحصل على ما لا تريد. إذا لم تكن واعياً لما تريد بدقة فلن تحصل على شيء أبدا مما تريده. كثيرون لا يفهمون هذه البديهية في الحياة.
الأهداف متنوعة ومتعددة عن البشر، ويمكن أن يكون أكثر من هدف للإنسان في الوقت ذاته، لكن وجود هدف رئيس ومحدد في الحياة يجعل قوى الكون كله تصف إلى جوارك لتحقيق هذا الهدف. وقد يختلف هذا الهدف من فترة لأخرى.
حالة واقعية (10)
في السنوات الأخيرة كان هدفي الأساس هو الصحة، وكنت أدرّب الجميع في دوراتي على الاستيقاظ باكرا مع شروق الشمس والتوجه إلى الكون بدعاء شكر أردده دائما: “شكرا لك يا ربي أنك منحتني يوماً جديداً جميلاً آخر وأنا بكامل صحتي وثروتي ومحبيني وأصدقائي… انا مليونير صحة وثروة”، أي كما ترون كان هدفي الصحة قبل الثروة أو أي شيء آخر. وخلال فترة تجهيزي لهذا البحث الذي تقرؤونه الآن ولحوالي شهرين كنت أستيقظ باكراً وبدلاً من أن أتوجه بدعائي هذا وأستمر بتأملاتي القصيرة كنت أركض إلى جهاز كمبيوتري وأبدأ العمل لملاحقة بعض الأمور على النت قبل انقطاع الكهرباء والنت. وهكذا وضعت، ومن حيث لا أدري، هدف العمل وإنجاز هذا المشروع البسيط على حساب هدف آخر وهو صحتي. وتم استبدال هدف رئيس بآخر لفترة محدودة.
حقيبتي التدريبية
أثبتت الحياة لي أن غالبية البشر (بحدود 95%) تائهون في هذه الحياة بلا هدف. إن من لا هدف له في هذه الحياة كسفينة بلا قبطان خبير في بحر هائج مائج تتلاطمها الأمواج يمنة ويسرة، إلى أن تتحطم على صخور شاطئ مهجور. كن رباناً متمرساً لسفينتك وحدد وجهتك بدقة. ولكن لا تنس أن الحياة والكون من حولنا مجموعة متغيرات لا وجود فيها للثوابت والجوامد. كل شيء متغير في هذا الكون، حتى الأفكار والعقائد ووجهات النظر تتغير. كل شيء مهتز ومتذبذب انطلاقاً من بنية الذرة وحتى العالم الأكبر.
رغبة مني في مساعدة آلاف البشر في إيجاد هدفهم في الحياة، وتحقيقاً لهذه الغاية وضعت حقيبة تدريبية تحتوي مجموعة كورسات ودورات متقدمة في “أسرار العقل الباطن، وفن صناعة الهدف، وإعادة برمجة العقل الباطن” تعرفك على نفسك أولا منطلقاً من تعريفك بأهم قوانين الكون والعقل الباطن – من عرف نفسه عرف ربه، ومن عرف ربه امتلك الكون كله. توجهك كيف تتعرف على هدفك وتحدده بالضبط، وعلى مواصفات الهدف وأنواعه. تعرفك كيف تغوص في أعماق عقلك الباطن وتوجه له الأسئلة وتحصل منه على إجابات، وكيف تستبدل برامج عقلك الباطن السلبية والممرضة بأخرى إيجابية.
يمكنكم أيضاً قراءة مقالة >>> ثلاثة نصائح أساسية لتدخل عالم عقلك الباطن