إن كنت لا تعرف، فإن العلاج الوهمي Placebos هو ذلك العقار الذي يتم إعطائهُ للمريض كعلاج لمرض ما، ولكنهُ في الحقيقة لا يحتوي على أي مواد فعّالة، ولكن في معظم الأحيان يؤثر على الفرد.
أصبحت ظاهرة تأثير العلاج الوهمي Placebos على الأفراد محل للدراسة من قبل مجموعة كبيرة من الباحثين والأطباء وخاصةً الأمريكيين؛ حيث لاحظوا أن ذلك العلاج غالبًا ما يؤثر على الفرد سواء كان ذلك التأثير إيجابي أو سلبي.
كانت نتائج تلك الدراسة ظهور عدد كبير من النظريات حول تأثير العلاج الوهمي، والتي تختلف في نقاط وتتفق في أخرى، إلا أن معظم هذه النظريات تشترك في مجموعة عوامل أساسية يرى جميع الدارسين إنها تقف خلف تلك التأثيرات التي تحدث، وهذا تحديدًا هو ما سوف نتعرف عليه معًا من خلال المقال التالي، ولكن دعونا نتطرق سريعًا إلى بعض الحقائق الثابتة حول العلاج الوهمي.
بعض الحقائق السريعة حول العلاج الوهمي Placebos
يوجد عدد كبير من الحقائق حول العلاج الوهمي Placebos نذكر منها ما يلي:
- هناك مجموعة كبيرة من الأطباء اعترفوا إنهم يقومون بوصف العلاج الوهمي بشكل مستمر في كثير من الحالات، حتى أصبح ذلك أمر اعتيادي بالنسبة لهم.
- يتم استخدام الدواء الوهمي في الآلاف من التجارب الطبية وبشكل خاص التجارب السريرية.
- أي موافقة لشركات الأدوية على براءة اختراع دواء جديد، لا يكون الإ بعد أن تُظهر التجارب أن هذا الدواء يعمل بشكل أفضل من الدواء الوهمي.
- في المعتاد تُسبب الأقراص كبيرة الحجم من الأدوية الوهمية تأثير أكبر من الحبوب صغيرة الحجم.
- هناك اعتقاد من قبل الكثيرين أن حالة الشفاء التي تحدث بسبب تناول الدواء الوهمي يكون في الأساس من تأثير البيولوجيا التطويرية.
- في الكثير من الحالات يعمل العلاج الوهمي على تقليل أعراض كثيرة، وذلك مثل القلق، حالة باركنسون، حالات الإصابة بالاكتئاب.
اقرأ أيضاً : تّعرف على العلاج الوهمي Placebo
عوامل تقف وراء تأثير العلاج الوهمي
بعد رحلة بحث طويلة حول تفسير التأثيرات التي تحدث عند تناول الدواء الوهمي، أثبتت الدراسات أن تأثيره يختلف من مرض لآخر، فعلى سبيل المثال نجد أن تأثيره كمسكن للألم، يختلف عن تأثيره عند الاستخدام كمضاد للاكتئاب.
الأغرب من ذلك أن تأثير العلاج الوهمي يختلف من مجتمع لآخر ومن دولة لأخري، فعلى سبيل المثال عند استخدام ذلك العلاج لقرحة المعدة في كل من دول شمال أوروبا والبرازيل، كان تأثيره في دول شمال أوروبا أعلى من البرازيل، كما أن التجار أثبتت أن تأثير العلاج الوهمي في علاج ضغط الدم يكون أقل في دولة ألمانيا من أي مكان آخر.
ولكن في نهاية المطاف اجتمع فريق الباحثين حول مجموعة من العوامل الأساسية التي تشارك في تأثير الدواء الوهمي، على سبيل المثال:
التوقع
يلعب التوقع دور كبير في تأثير العلاج الوهمي، فعند تناول الفرد للعلاج وهو في حالة توقع حدوث تأثير معين؛ تحدث في الجسم بالفعل تغيرات مطابقة لتلك التوقعات، سواء كانت توقعات إيجابية أو سلبية.
فمثلًا عندما يقوم الفرد بتناول الدواء، وهو متوقع من داخله بأنه سوف يخفف عنه التعب معتقدًا أن ذلك هو المسكن الحقيقي للألم، يحدث هبوط كبير في هرمونات التوتر لديهم، ويتولد شعور لديه بأن الألم بدأ يقل بالفعل. وعلى الصعيد الآخر إذا كانت كل توقعات الشخص عند قيامهُ بتناول الدواء الوهمي، أن ذلك العلاج يحمل آثار جانبية، وأنه يسبب لهم بعض الأشياء الغير مرغوب بها، يحدث ذلك بالفعل ويتولد عنه تأثير سلبي.
في أحدى التجارب، تم استخدام علاج وهمي بدل من بعض المواد الأفيونية، وتم إعطائها للمرضى، ومن المعروف من الناحية الطبية أن المواد الأفيونية تحمل تأثير جانبي وهو الاكتئاب النفسي، وهذا ما كان يسيطر على تفكير الأفراد عند تناولهم للدواء، مما أدى إلى وقوع ذلك بالفعل، فعند دراسة نتيجة التجربة اتضح أن الدواء الوهمي أثار اكتئاب الجهاز التنفسي، ذلك على الرغم من أنه في الحقيقة لا يحتوي على أي مواد فعالة.
الدماغ
عند القيام بدراسة الحالات التي كان للدواء الوهمي عليها تأثير، وتم تصوير الدماغ، وجد فريق العمل أن هناك مجموعة من التغيرات التي تحدث في النشاط العصبي للأشخاص، حيث أثر الدواء على كل من الدماغ، والنواة، وجذع الدماغ والحبل الشوكي.
كما أن المناطق الخاصة باستقبال المواد المنشطة في الأدوية الحقيقة كانت ذات استجابات عالية جدًا، وعملت على تحفيز الدماغ.
بعض الأمراض التي كانت لها استجابة إيجابية مع الدواء الوهمي
أظهر الدواء الوهمي آثار إيجابية في عدد كبير من الحالات وذلك مثل:-
- الألم
عند إعطاء الشخص لمسكنات الألم الحقيقية ويحدث له تأثير حقيقي بالفعل في تخفيف الألم، وبعدها يتم إعطائه الدواء الوهمي على إنه المسكن الحقيقي، فيكون هناك استجابة إيجابية بالفعل، ويشعر بأن الألم قد خف تمامًا، وذلك ناتج عن التوقعات الموجودة بداخل الفرد نفسه.
- القلق
أثبتت الأبحاث أن تأثير العلاج الوهمي يظهر بشكل كبير جدًا في كافة التجارب الخاصة بتلك الأدوية المضادة للقلق.
وهناك أمراض أخرى كثيرة كان للدواء الوهمي تأثير عليها، ولكننا اكتفينا فقط بذكر بعض الأمثلة.
اقرأ أيضاً : تّعرف على العلاج الوهمي Placebo